اتهمت حركة حماس إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مؤخرًا بين الجانبين، مؤكدة أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بدء سريان الهدنة سلسلة من الخروقات التي أدت إلى مقتل 40 فلسطينيًا، إلى جانب عشرات المصابين.
وفي تصريحات أدلى بها، قال المتحدث باسم حماس في غزة، حازم قاسم، إن حركته ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب الإسرائيلي يُعد خرقًا واضحًا لبنود الاتفاق، الذي ينص صراحة على فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف قاسم أن عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ بلغ 40 شخصًا نتيجة القصف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب ما لا يقل عن 47 انتهاكًا موثقًا خلال هذه الفترة.
وفيما يتعلق بالتطورات الأمنية داخل غزة، أكد قاسم أن حماس تعمل على ضبط "الانفلات الأمني" في القطاع، في إشارة إلى تنفيذ أحكام إعدام بحق أفراد متهمين بالانتماء لعصابات مسلحة والتعاون مع إسرائيل، معتبرًا هذه الإجراءات جزءًا من الحفاظ على الأمن الداخلي.
ونفى المتحدث باسم حماس أي نية أو تخطيط لاستهداف السكان أو ارتكاب أعمال انتقامية داخل القطاع، ردًا على بيان وزارة الخارجية الأميركية الصادر في وقت متأخر من ليل السبت، والذي عبّر عن قلق واشنطن من التقارير التي تتحدث عن عمليات تصفية داخل غزة.
وفي سياق متصل، كانت حماس قد أعلنت، عبر مكتب الإعلام الحكومي التابع لها، أن إسرائيل نفذت منذ توقيع الهدنة عشرات الاعتداءات شملت غارات جوية، وعمليات قصف بري، ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 143 آخرين حتى مساء السبت.
وتزامنت هذه التصريحات مع تصعيد ميداني جديد تمثل في شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على منطقة رفح جنوب القطاع، قال إنها جاءت ردًا على إطلاق نار وصواريخ مضادة للدبابات من قبل مسلحين فلسطينيين استهدفوا القوات الإسرائيلية المتواجدة في المنطقة وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد بيان للجيش الإسرائيلي أن "مقاتلات سلاح الجو نفذت غارات دقيقة في رفح استهدفت مواقع تشكل تهديدًا مباشرًا"، فيما أفادت مصادر ميدانية بأن القصف طال أيضًا مناطق في جباليا شمال القطاع، والزوايدة في وسط غزة، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
ويُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، تضمّن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، مقابل التزام حماس بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الأحياء وتسليم الجثامين، وهو ما تم تنفيذه جزئيًا وفق تقارير متطابقة.
كما نص الاتفاق على إعادة فتح معبر رفح البري وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية والطبية إلى غزة، إلا أن إسرائيل، بحسب تصريحات حماس، لا تزال تمنع فتح المعبر، مطالبة بتسليم جثامين كافة الجنود الإسرائيليين قبل تنفيذ هذا البند.
وتبقى حالة التوتر مرشحة للتصاعد في ظل غياب آلية رقابة دولية واضحة لضمان تنفيذ الاتفاق، واستمرار تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن المسؤولية عن خرقه.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
حماس تعلن التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتؤكد استعدادها لتسليم جثامين الرهائن
وفد قيادي رفيع المستوى من حركة حماس يصل إلى القاهرة
أرسل تعليقك