انطلق بطل الماراتون الكيني جون كيلاي في نشاط مختلف عن سباقات الجري التي اعتاد عليها، فهو الآن يخوض رحلة طويلة من المشي يأمل ان يروج فيها للسلام بين الجماعات في بلده التي غالبا ما تتناحر على المواشي والمياه.
وجون كيلاي عداء وبطل سابق لمباريات الماراتون، وهو ابن عائلة فقدت ثلاثة رجال هم اعمامه، في احدى هذه المعارك الشائعة بين جماعات السكان في ارياف كينيا.
وغالبا ما تندلع هذه الحروب بسبب المواشي، او بسبب النزاع على الماء، وتتركز في مناطق نائية من شمال البلاد تنتشر فيها الاسلحة على نطاق كبير، ويندر ان تتواجد فيها قوات الامن.
ويقول جون كيلاي الحائز بطولة ماراتون الالعاب الالمبية لرابطة دول الكومنولث في العام 2010 "علينا ان نتحد، ان ننسى خلافاتنا والتقسيمات القبلية، وان نقول بصوت واحد: كفى..".
تمتد رحلة السير على الاقدام هذه على 836 كيلومترا، وتستغرق 22 يوما. ولدى الوصول الى منطقة مضطربة يتناوب العداؤون المشاركون فيها على حمل مشعل اولمبي، يسلمه الواحد منهم للآخر.
ولدى الوصول الى مدينة كينوك التي كانت العام الماضي ساحة حرب في القبائل اسفرت عن مئات القتلى، يهتف جون ورفاقه العداؤون الثلاثون المشاركون معه "اماني اماني" وهي كلمة تعني السلام باللغة السواحلية، احدى اللغات الرسمية في البلاد الى جانب الانكليزية.
قبل شهرين، قتل خمسة ضباط من الشرطة في هجوم انتقامي شنه مسلحون من قبلية بوكوت ردا على مقتل حراس من قبيلتهم وطرد مواشيهم على يد بدو من التوركانا.
وسيشارك البطل الاثيوبي المشهور هايل جبريسيلاسي في المسيرة اعتبارا من السادس من اب/اغسطس بهدف لفت الانظار الى هذا التحرك والى اعمال العنف بين جماعات السكان.
ويدعو العداؤون السكان المحليين الى مواكبتهم في مسيرتهم بعضة كليومترات، وهم يسعون الى جمع اكثر من 250 الف دولار لتمويل برنامج لتعزيز السلم الاهلي، بحسب منظمة ايغيس ترست التي تسعى لارساء مصالحات بين الجماعات المتناحرة، ولاسيما في رواندا بعد مجازر العام 1994.
وبحسب المنظمة، فان برنامجها سيشمل عشرة الاف شاب ممن يمكن ان يقعوا في دائرة العنف العرقي.
ويبدو ان هذا التحرك لاقى قبولا حسنا، اذ تطوع مسؤولون محليون للسهر على سلامة العدائين.
ويقول ماتايو شيمالا وهو حكيم من جماعة بوكوت في الثمانين من عمره قطع مسافات طويلة من الحدود مع اوغندا للمشاركة في المسيرة "لقد طالت اعمال العنف بين الاخوة في كينيا، هذا محض غباء".
وبحسب شيمالا فان الجماعات القبلية في منطقته توصلت الى اتفاق سلام جعلها تعيش بوئام على طرفي الحدود مع اوغندا.
ويضيف "لم لا يمكن ان نطبق الامر نفسه بين الكينيين؟".
ومن قبائل التوركانا انضم اليم اوكابل الى المسيرة، ويقول "نعمل منذ منذ 48 عاما على المصالحة والسلام دون جدوى..لقد رأينا ان المشاركة في هذه المسيرة هي افضل ما يمكن فعله".
ويرى جون كيلاي الذي فقد والديه وهو طفل ان الامل معقود على الجيل الجديد، وان التعليم وحده يمكن ان يحول دون وقوع نزاعات على الماشية والماء.
وهو يدعو السلطات الى بناء المدارس في مناطق الشمال المهملة، بحيث يمكن ان يتلقى ابناء القبائل المتنافسة تعليمهم على مقاعد الدراسة جنبا الى جنب.
ويقول "سيكون تغيير سلوك الجيل الجديد اسهل إن هو تلقى تعليما افضل مما تلقاه اهلنا".
ا ف ب
أرسل تعليقك