اعاد متجر دتسكي مير، الذي اشتهر ببيع الالعاب في الحقبة السوفياتية، فتح ابوابه الاثنين بعدما خضع لاعمال تجديد كبيرة باشراف مجموعة هامليز البريطانية، جعلت منه "جنة حديثة للاطفال" بملامح تختلف عن تلك التي كان عليها ابان العهد الشيوعي.
فقد انفقت مبالغ تزيد عن ثمانية مليارات روبل (140 مليون دولار) على مدى سبع سنوات لتجديد هذا المتجر، اكبر متاجر الالعاب في روسيا.
وبفضل ذلك، اختلفت حالة المتجر عما كانت عليه في الحقبة السوفياتية، حين كانت الشعارات الشيوعية تحتل جدرانه، وترتفع الحرارة فيه الى درجات خانقة، فبات المتجر ذا هيئة حديثة، مع سقف زجاجي، وقوامه ست طبقات تتكدس فيها مختلف اشكال الالعاب وانواعها.
وخصصت في المتجر مساحة لعب للصغار، يودعون فيها في الوقت الذي ينفق اهلهم مئات الروبلات على شتى انواع الالعاب التي تقدمها مجموعة هامليز المملوكة حاليا للمجموعة الفرنسية لودندو، وشيدت شرفة يمكن ان يحتسي الاطفال فيها شراب الشوكولا الساخن.
وبحسب اندري كوستين المدير العام لمصرف "في تي بي" اكبر المساهمين في مجموعة هامليز المشرفة على الورشة، فان "هذا المتجر فريد من نوعه في كل العالم".
ويقع المتجر في ساحة لوبيانكا، مقابل المقر العام للاستخبارات الروسية (كي جي بي سابقا) التي كانت مرهوبة الجانب في زمن الاتحاد السوفياتي، وهو انشئ بهدف "توفير الافضل للاطفال" بحسب التعبير المستخدم آنذاك.
وكانت الالعاب المعروضة في دتسكي مير (عالم الاطفال باللغة الروسية) مصنوعة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي والدول التي كانت في فلكه مثل المانيا الشرقية.
لكن مع سقوط الاتحاد السوفياتي، واجه المتجر وضعا شديد الصعوبة تمثل بالمنافسة القاسية مع الالعاب الحديثة المصنوعة في اوروبا، الى ان انتهى الامر به بالاقفال في العام 2008 لاعادة تجديده.
واثارت ورشة التجديد بعض الاعتراضات، ولاسيما لجهة الخوف من عدم مراعاة القيمة التاريخية للمبنى الذي شيده اليكسي دوشكين احد اكبر المهندسين في الحقبة السوفياتية.
وبحسب منظمة ارخنادزور المعنية بالحفاظ على المباني التاريخية في موسكو، فان "معالم المبنى اختفت بشكل شبه تام".
واصاب التغيير ايضا الاسم التاريخي الشهير للمتجر، فاصبح "المتجر المركزي الكبير للاطفال في لوبيانكا".
وقبل ايام على اعادة افتتاح المتجر رسميا، دعي حشد من الاطفال واهلهم الى زيارته والتجول في اقسامه.
وقالت تاتيانا بيتروفنا البالغة من العمر 67 عاما "هذا المتجر من معالم طفولتي، وكنت احضر اولادي اليه ايضا، انه امر جيد انه ما زال متجرا للالعاب".
وابدت فالنتينا فاسيليفينا البالغة 70 عاما دهشتها لكون المتجر يعرض العابا من مختلف انحاء العالم، لكنها استدركت "ربما ستكون الاسعار غالية..ايام المتجر القديم كنا نستطيع شراء ما يحلو لنا، لكن مع هذا المتجر ربما ستختلف الامور".
ومع ان الالعاب مستوردة من كل دول العالم، الا ان البصمة الوطنية ما زالت ماثلة الى حد ما في المتجر، من خلال بعض الرموز الروسية وخارطة لجزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام الماضي.
أ ف ب
أرسل تعليقك