اعلنت كينيا السبت اعتقال خمسة اشخاص في اطار التحقيق في المجزرة التي ارتكبتها حركة الشباب الاسلامية الصومالية في جامعة غاريسا وسقط ضحيتها 148 شخصا.
وتزامنت الاعتقالات مع تهديد وجهته حركة الشباب الصومالية بـ"حرب طويلة مرعبة" و"حمام دم جديد" ما دامت كينيا لم تسحب قواتها من الصومال.
وواصل المحققون الجنائيون تمشيط موقع المجزرة بحثا عن الادلة وحيث وجدت القوات الامنية طالبة مختبئة منذ يومين في خزانة ملابس.
وقال متحدث باسم الصليب الاحمر الكيني ان طالبة في الـ19 من العمر وجدت في حالة صدمة ولكنها جسديا بخير ويراقب الاطباء حالتها.
والخميس، اسفر الهجوم على جماعة غاريسا، القريبة من الحدود مع الصومال، عن مقتل 148 شخصا، من بينهم 142 طالبا وثلاثة شرطيين وثلاثة جنود.
واستقل نحو 600 طالب من الجامعة السبت حافلات متوجهة الى نيروبي.
والهجوم الذي استمر يوما كاملا هو الاكثر دموية في كينيا منذ تفجيرات السفارة الاميركية في العام 1998 في نيروبي، وهو ايضا الاكثر دموية بين هجمات حركة الشباب الصومالية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الكينية مويندا نجوكا لوكالة فرانس برس "اعتقل خمسة اشخاص، هم الآن قيد الاحتجاز ويجري التحقيق معهم"، مشيرا الى ان المسلحين الاربعة الذين شنوا الهجوم قتلوا الخميس بعد انتهاء العملية العسكرية.
وتحدث ايضا عن "اعتقال ثلاثة منسقين (للهجوم) اثناء محاولتهم الفرار الى الصومال، فيما اوقف اثنان في حرم جامعة غاريسا".
ولم يتم كشف اسماء المشتبه بهم الثلاثة، ولكن بحسب نجوكا فان اللذين اعتقلا في الجامعة هما حارس امني وشاب تنزاني وجد مختبئا.
وقال نجوكا ان "التنزاني يدعى رشيد تشارلز مبيريسرو، وكان يختبئ على سقف الجامعة وبحوزته قنابل".
وتابع المتحدث ان "الرجل الثاني هو حارس امني في الكلية سهل عمل المهاجمين، واسمه عثمان علي دغان وهو كيني من اصول صومالية".
وشوهدت سيارات تابعة للسفارة الاميركية تدخل مبنى الجامعة. وقد ساعد مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي الشرطة الكينية في التحقيقات الجنائية في هجمات سابقة.
واوضح نجوكا ان "الخبراء الجنائيين والمحققين مستمرون في عملهم".
ورصدت الشرطة الكينية مكافأة قيمتها 215 الف دولار (200 الف يورو) مقابل معلومات توصل الى محمد محمود، الاستاذ السابق والجهادي الاسلامي حاليا والمتهم بالتخطيط للهجوم على الجامعة.
واقتحم المهاجمون وهم يرمون القنابل ويطلقون النار من اسلحتهم الرشاشة مبنى الجامعة مساء الخميس فيما كان الطلاب نياما، وقتلوا العشرات قبل ان يعمدوا الى اطلاق سراح المسلمين ويبقوا المسيحيين وآخرين.
وسرعان ما دخلت القوات الكينية مهجع الجامعة في ما يبدو محاولة لعدم تكرار ما حصل في هجوم مجمع "ويست غايت" التجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر العام 2013 والذي طالت فترة حصاره.
وهددت حركة الشباب الاسلامية الصومالية السبت كينيا في بيان باللغة الانكليزية قالت فيه "ان شاء الله لا شيء سيوقف ثأرنا للقتلى من اخوتنا المسلمين الى ان توقف حكومتكم قمعها وان تتحرر كل اراضي المسلمين من الاحتلال الكيني".
واضافت "حتى يتحقق ذلك، ستسيل الدماء في المدن الكينية وستكون حربا طويلا ومرعبة ستكونون انتم، سكان كينيا، اولى ضحاياها".
وفي البيان الذي اكد الناطق باسم حركة الشباب صحته، توضح حركة الشباب انها فصلت المسلمين عن المسيحيين لقتل هؤلاء بعد جمعهم.
واورد البيان ان "المجاهدين اقتحموا مجمع الجامعة وتقدموا بسرعة في ممرات المساكن حيث قاموا بجمع كل ساكنيه". واضاف "بما ان الهجوم كان يستهدف غير المسلمين فقط، سمح لكل المسلمين باخلاء المكان سالمين قبل اعدام الكفار".
وروى ناجون كيف دعا المسلحون الطلاب للخروج من غرفهم والتمدد على الارض ثم قتلوهم. واظهرت صورة لوكالة فرانس برس جثث نحو 50 طالبا على الارض يبدو انهم قتلوا في المكان الذي استلقوا فيه على الارض.
وانهت سلطات الطوارئ الكينية الجمعة جمع الجثث وبلغت الحصيلة النهائية للقتلى 148، ونقلت جميع الجثث الى نيروبي بانتظار ان تتسلمها عائلات الضحايا.
ووقف الطلاب السبت خارج ابواب الجامعة بانتظار السماح لهم بالدخول وجمع اغراضهم قبل نقلهم الى نيروبي. وطلب من الجامعة اغلاق ابوابها الى اجل غير مسمى.
وتعالت الانتقادات عبر وسائل الاعلام لجهة انه تم تجاهل تحذيرات استخبارية بامكان حصول هجوم.
ودعا اتحاد اساتذة كينيا الى اتخاذ اجراءات امنية قصوى، وطلب من "جميع الاساتذة في شمال كينيا المغادرة اذا شعروا بعدم الامان".
ا ف ب
أرسل تعليقك