صورة المرأة في الإعلام ما تزال تعاني من التنميط والتشويه
آخر تحديث GMT06:11:54
 العرب اليوم -

الصحافية الأردنيّة سمر حدادين لـ"العرب اليوم":

صورة المرأة في الإعلام ما تزال تعاني من التنميط والتشويه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صورة المرأة في الإعلام ما تزال تعاني من التنميط والتشويه

الصحافية الأردنيّة سمر حدادين
عمان ـ إيمان أبو قاعود

ارتبط اسم الصحافية الأردنية سمر حدادين مع قضايا المرأة، والإنجازات الوطنية التي حققتها، لأنها كانت من أوائل الصحافيات اللواتي تخصصن في هذه القضايا.
وأكّدت عضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، والناشطة في مجال قضايا المرأة، في حوار مع "العرب اليوم"، أنّ "اختيارها لقضايا المرأة جاء من إيمانها المطلق بأنّ تحقيق التنمية في أي مجتمع يحتاج إلى جناحين، وهما المرأة والرجل، ودون أحدهما لا يمكن أن نحقق التنمية".
وأشارت إلى أنّه "حتى تكون المرأة شريكة في التنمية ينبغي أن تكون كاملة الحقوق، مثل الرجل، فوجدت أنه من خلال الإعلام يمكن تشكيل ضغط على صناع القرار، بغية تحقيق ذلك، وحشد التأييد والدعم من الرأي العام نحو أهمية دور المرأة في المجتمع، وضرورة رفع أي شكل من أشكال التمييز ضدها، إن كان قانونيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا".
وأبرزت أنها "بدأت عملها في الصحافة الأسبوعية في الأردن"، والتي تصفها بأنها "شكلت في فترة من الفترات مدرسة صحافية بطريقة صناعة الخبر، والحصول على المعلومات، وخلق صحافي يبحث عن ما وراء الخبر"، معترفة بأنها "تعلمت الصحافة في هذه الصحف، التي تجعل الصحافي، كلا الجنسين، دائمًا متحفزًا، وجاهزًا للبحث عن الحقيقة، واصطياد الأخبار، والابتعاد عن الطريقة التقليدية في الكتابة".
وعن فكرة خوض انتخابات مجلس النقابة الصحافيين الأردنيين للدورة الجارية، على الرغم من فشلها في دورة سابقة، أردفت "أسباب عديدة دفعتني لخوض انتخابات نقابة الصحافيين، أهمها إيماني بضرورة أن تشارك المرأة في الحياة السياسية والنقابية، وتصبح من صناع القرار، وليست متلق له، وتؤثر في التغيير المبني على تكافؤ الفرص بين الجنسين، وحماية حقوق المرأة، وفقًا لما نص عليه الدستور الأردني، والاتفاقات الدولية، والسبب الآخر المهم هو أنّ ثمّة ملفات وقضايا مهمّة تشغل الجسم الصحافي، تتطلب جهدًا وعملاً نقابيًا متواصلاً، ومن خلال نقابة الصحافيين قررت أن أسعى لحل هذه الملفات، مثل موضوع الحريات وحق الحصول على المعلومة، والهم المعيشي، ووضع المؤسسات الإعلامية التي تعاني مشاكل مالية وإدارية".
وبيّنت حدادين أنَّ "التجربة الأولى لها في انتخابات الصحافيين علمتها الكثير، على الرغم من أنه لم يحالفها الحظ، وخسرت الانتخابات، فقد أعطتها الفرصة الحقيقية للتعرف على زملائها الصحافيين عن قرب، وتلمس المشاكل والهموم التي تواجه الجسم الصحافي، كما أنها اكتسبت خبرة ومعرفة، وأدوات خوض الانتخابات، ما ساعدها في الحصول على ثقة زملائها".
وبشأن وجود إعلامية واحدة في مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، على مدار الدورات المتتالية، شدّدت حدادين على أنَّ"انتخاب امرأة واحدة في مجلس نقابة الصحافيين أصبح بمثابة (كوتا)، بالعرف وليس القانون، بيد أن الحصول على مزيد من المكتسبات وتحقيق تمثيل أوسع للمرأة الصحافية في مجلس النقابة يحتاج منا كصحافيات إلى دعم النساء اللواتي يترشحن للانتخابات".
وتابعت "يقع على عاتق من تصل إلى هذا المقعد العمل بصورة نقابية حقيقية، كي تعكس صورة إيجابية عن المرأة في النقابة، وتحفز الناخبين لاختيارها، وتشجع الصحافيات الأخريات لخوض التجربة".
واعترفت حدادين بـ"عدم وجود إعلاميين (رجال) متخصصين بقضايا المرأة في الأردن"، معتقدة أنَّ "هذا القطاع لا يجلب لصاحبه الشهرة والنجومية، ولا يساعد في الترقي بسلم المهنة سريعًا، لذلك فهو غير جاذب للإعلاميين، الذين يفضلون العمل في قطاعات السياسة، التي تقربهم من صناع القرار، ويدخلون في دوائر القرار، إضافة إلى عدم الاقتناع بوجود قضية للمرأة، وأنّ ثمّة حقوق منقوصة ينبغي تحقيقها للمرأة".
وأبرزت أنَّ "صورة المرأة في الإعلام ككل ما زالت تعاني من تشوهات وتنميط، وهو نابع من عدم معرفة قطاع واسع من الإعلاميين والإعلاميات بحقوق المرأة، وعدم تقديرهم لخطورة هذه الصورة على المجتمع، لاسيما على قطاع الشباب".
واستطردت "مواقع التواصل الاجتماعي لم تساعد بتحسين صورة المرأة، ذلك أنّ مرتادي هذه المواقع من شرائح مختلفة، وغالبها من الفئات التي تجهل أهمية الرسالة الإعلامية، ومدى تأثيرها السلبي، فضلاً عن أنَّ ما ينشر في هذه المواقع يخرج للعلن دون التدقيق بمصداقيته ونزاهته، ودون الاكتراث بأبسط قواعد المهنية، فأصبحت المادة المتداولة في كثير من الأحيان هي ترويج لشائعات، أو خرافات أو إفتراءات، أضرت بمجتمعاتنا العربية، دون علم من يروجها على أساس أنها الحقيقة الدامغة".
وشدّدت على أنَّه "ينبغي إدراك أنّ ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي هو عبارة عن خواطر، أو مواقف وآراء شخصية، لا ترتقي إلى المعلومة أو المعرفة، فلا ينبغي أن تأخذ كمسلم دون التدقيق من المتلقي".
ورأت حدادين أنَّ "الإعلام ساهم بكسر حاجز الحديث عن قضايا جرائم الشرف، والعنف ضد المرأة في الأردن، وجعل المعنفات يمتلكن شجاعة للإفصاح عن معاناتهن، وطلب المساعدة لوقفها، ما دفع المجتمع للبحث عن حلول لهذه الظواهر".
واعتبرت أنَّ "قضايا المرأة في الأردن، وتحديداً في الأعوام العشرة الأخيرة أخذت حيزًا مقبولاً في الإعلام الأردني، لعوامل عدّة، من بينها أنَّ هناك جيلاً من الصحافيات وبعض الصحافيين مؤمنين فيها، وبضرورة منح المرأة حقوقها"، مبيّنة أنّ "وجود مؤسسات مجتمع مدني وأفراد يراقبون ما يكتبه الإعلام بشأن المرأة جعل بعضها تحذر عبر تناولها إيجابيًا".
وبشأن فكرة إنشاء صحافة نسائية متخصصة في العالم، رأت أنها "لا تحقق الأهداف المرجوة من الرسالة الإعلامية، فإشغالها حيزًا في الإعلام بصورة عامة قد يحدث تأثيرًا أفضل، ويوسع الشريحة التي تتلقى هذا الإعلام، فإذا حصرناها بالصحافة المتخصصة سنقلل من خيارات متابعتها، بحيث تقتصر على المهتمين بها فقط".
وعن المشكلات التي واجهتها في عملها الصحافي، أضافت حدادين "المشكلة التي واجهتني، وأتقاسم فيها مع جيلي من الصحافيات، ذلك أنه عندما بدأنا عملنا في تسعينات القرن الماضي، كان عدد الصحافيات قليل في الصحف، فكان مطلوب منا إثبات وجودنا وأننا لا نقل كفاءة عن الصحافيين، وهناك معيقات أخرى، مثل أن مهنة المتاعب تحتاج من صاحبها أن يكون مستعدًا في أي وقت ومكان، وطبيعة مجتمعنا المحافظ يجعل المرأة الصحافية أكثر حذرًا لجهة العمل لساعات متأخرة ليلاً، إضافة إلى المسؤوليات الأسرية".
ولفتت إلى أنَّ "دعم أسرتي لي، أمي وأبي قبل زواجي، وزوجي الآن ساعدني على التغلب على العديد من المعيقات، والعمل بجد ومثابرة في مهنة قررت أن أمارسها منذ صغري، لعشقي لها وقناعتي بأن الصحافي المهني قادر على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعه".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة المرأة في الإعلام ما تزال تعاني من التنميط والتشويه صورة المرأة في الإعلام ما تزال تعاني من التنميط والتشويه



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - العرب اليوم

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 12:44 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 22

GMT 03:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:37 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 18:19 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

بيروت - جاكلين عقيقي

GMT 05:57 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 03:27 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:32 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 03:22 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:44 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab