ناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مسؤولين فرنسيين، في باريس، الجمعة، «سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وملفات التعاون بين البلدين»، إلى جانب «التنسيق المشترك بشأن القضايا الإقليمية».
وتوجه عبد العاطي، الخميس، إلى العاصمة الفرنسية، لقيادة جهود حملة المرشح المصري لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، خالد العناني، خلال الانتخابات التي تجريها المنظمة، الاثنين 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وعلى هامش زيارته، بحث وزير الخارجية المصري مع ممثلي كبرى الشركات وصناديق الاستثمار الفرنسية، في «سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية لبلاده مع فرنسا»، إلى جانب «توسيع التعاون مع القطاع الخاص في مختلف المجالات»، وفق إفادة لـ«الخارجية المصرية».
وأشاد عبد العاطي بـ«تطور علاقات بلاده مع فرنسا إلى مستوى (الشراكة الاستراتيجية)»، ونوه إلى «مشروعات الشركات الفرنسية العاملة في مصر، لا سيما في مجال النقل»، داعياً إلى «جذب مزيد من الاستثمارات الفرنسية لبلاده».
وتعد مصر ثالث أكبر وجهة للاستثمارات الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل فيها نحو 160 شركة فرنسية، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
واستعرض عبد العاطي، خلال اللقاءات، «الامتيازات الاستثمارية التي توفرها بلاده، لتحسين بيئة الأعمال»، ونوه إلى «مخرجات المنتدى الاقتصادي المصري - الفرنسي الذي عقد بالقاهرة في مايو (أيار) الماضي، والتي تناولت الفرص التي توفرها بلاده في مجالات الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والنقل والمواني وصناعة السيارات والاتصالات والرقمنة والذكاء الاصطناعي».
وعلى صعيد التطورات الإقليمية، أكد وزير الخارجية المصري «الأهمية المركزية للقضية الفلسطينية لدى بلاده»، وأشار خلال جلسة حوارية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إلى «ثوابت الموقف المصري، الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة»، عادّاً ذلك «الأساس الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة».
وفرنسا من بين دول أوروبية وغربية، أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة «الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ورفض أي محاولات لضم الضفة الغربية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم»، وأشار إلى «ترحيب بلاده بمساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة».
وأعلن ترمب، الأسبوع الماضي، عن خطة لوقف الحرب في غزة، تتضمن 20 بنداً، ولاقت ترحيباً من الدول العربية.
تتيح «الشراكة الاستراتيجية» بين مصر وفرنسا، تطوير التعاون في مختلف المجالات، والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «باريس تسهم في مختلف المشروعات التنموية بمصر، كما أنها من أهم الشركاء التجاريين مع القاهرة»، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية «تعوّل على الشركات الفرنسية في عدد من المجالات، خصوصاً قطاع النقل ومترو الأنفاق».
وأكد بيومي أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى باريس «تشكل فرصة لتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية»، وقال إن «فرنسا تسهم بدور كبير في دعم القضية الفلسطينية، خصوصاً في دفع دول أوروبية وغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية أخيراً».
وترأست فرنسا مع المملكة العربية السعودية المؤتمر الدولي لدعم تنفيذ مشروع «حل الدولتين» في نيويورك، نهاية الشهر الماضي.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنه «من المهم مناقشة وزير الخارجية المصري مستجدات الساحة الدولية والأوضاع الإقليمية مع المسؤولين الفرنسيين»، موضحاً أن «تطورات الحروب التجارية الدولية والأزمة الأوكرانية وتداعياتها، تفرض التنسيق بين القاهرة وباريس»، إلى جانب «الموقف في قضايا المنطقة كالأوضاع في السودان وسوريا ولبنان وليبيا».
وإلى جانب الأوضاع في غزة، تناول بدر عبد العاطي تطورات الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان وليبيا. وحسب «الخارجية المصرية»، أكد «أهمية دعم الاستقرار في السودان والحفاظ على أمنه وسيادته ووحدة أراضيه». وجدد «رفض بلاده للانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية»، وشدد على ضرورة «انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس اللبنانية المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك