بيروت ـ العرب اليوم
جدّد الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، انتقاده وهجومه على الحكومة اللبنانية، معتبراً أنها «مقصرة في الاهتمام بالقضايا المركزية، ومنها استعادة السيادة». وفيما أقرّ بعدم تكافؤ «حزب الله» مع إسرائيل عسكرياً، قال إنهم لم يبادلوا إسرائيل بالخروقات «لعدم إعطائها مبرراً للتوحش أكثر»، مؤكداً في المقابل على دور «حزب الله» في الدولة، قائلاً: «نحن جزء لا يتجزأ من تركيبتها».
«الحكومة مقصرة باستعادة السيادة»
وفي كلمة له في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي البارز، الشيخ نبيل قاووق، والقيادي سهيل الحسيني، شدّد قاسم، السبت، على ضرورة أن تضع الحكومة اللبنانية برامج لإعادة إعمار البلاد، مشدداً على أنه «لا يمكن أن تنهض الدولة من دون إعمار. وعلى الحكومة اللبنانية أن تضع بنداً في موازنة البلاد لإعادة الإعمار». وانتقد قاسم الحكومة اللبنانية، معتبراً أنها مقصرة في الاهتمام بالقضايا المركزية، ومنها استعادة السيادة. وقال: «استعادة السيادة تعيد الاستقرار وبناء الدولة». وأضاف: «رأس استعادة السيادة هو طرد إسرائيل من لبنان وإيقاف العدوان»، داعياً «إلى ضرورة التواصل مع الدول الكبرى، وممارسة الضغوط، والتحرك أكثر، وتقديم مطالبات إلى مجلس الأمن، وعدم ترك أي مجال إلا وتُطرح فيه قضية السيادة».
«5 أمور أفشلت مخططات إسرائيل»
ورأى قاسم «أن لبنان في قلب العاصفة نتيجة العدوان الإسرائيلي»، مضيفاً: «العدو كان يتوقع أن يستطيع تحقيق بعض أهدافه في لبنان بعد الاتفاق ومرور 60 يوماً، لكنّ ذلك لم يتحقق، والضغوط استمرت عبر أميركا والضربات العسكرية اليومية التي تستهدف المدنيين، بما في ذلك قتل المهندسين والعائلات في بنت جبيل، وضرب أشكال الحياة كافة، على قاعدة الضغط على شعب المقاومة لإضعافه وجعله بلا قوة، ليسهُل عليهم الدخول وتنفيذ خططهم كما يفعلون في سوريا».
وتحدث قاسم عن 5 أمور، قال إنها أفشلت مخططات إسرائيل، وهي أنهم «كانوا يتوقعون أننا سنبادلهم بالخروقات، فيمنحهم ذلك مبرراً للتوحش أكثر، لكنّنا أسقطنا هذه الخطوة، بعد أن اتخذنا قراراً بأن الدولة هي المسؤولة، وأن علينا الصبر».
وأضاف: «تدخلوا عبر الوساطة الأميركية لبناء دولة على أساس أن الحزب ضعيف، وأنه مشغول بظروفه المعيشية فيستطيعون إقصاءه وركوب الدولة، لكنّهم فوجئوا بمشاركتنا الفاعلة في الدولة، وكوننا جزءاً لا يتجزأ من تركيبتها، لنا نشاط مهم، ونساهم في البناء والنهضة».
وقال: «حاولوا التدخل في تركيبة الدولة تفصيلياً لتحصيل مكاسب سياسية عجزوا عن تحقيقها بالحرب، إلا أن المعادلة الداخلية لم تسمح لهم بذلك، لأننا نمثل شعبنا بالكامل؛ الحزب و(حركة أمل) يمثلان شعبهما بالكامل بمقعد 27 من 27 في المجلس النيابي».
وتحدث عن «رغبتهم بفتنة مع الجيش اللبناني لتجعله يقاتل المقاومة وشعبها تحت شعار حصرية السلاح، لكنّ الجيش تصرّف بحكمة»، مضيفاً: «يعلم الجيش والمقاومة أن الفتنة ملعونة، ويجب ألا تكون مطلقاً، وكل شيء لديه قابلية للتفاهم والتعاون».
وفيما أقرّ قاسم بعدم امتلاك «حزب الله» التكافؤ العسكري مع إسرائيل، قال: «لكننا نتفوق بالإيمان بالوطن والاستعداد للتضحية والجهاد والثبات على إرادة المقاومة، ولدينا شعب تاريخي عظيم لا يمكن أن يهزم، وبذلك استطعنا إيجاد حالة من التكافؤ، تمنع العدو من تحقيق مشاريعه».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك