استبعدت مصادر فتح معبر رفح، اليوم الخميس، وتوقعت بدء عمله منتصف الأسبوع المقبل.
ورجحت المصادر أن يتم تأجيل الافتتاح إلى الأسبوع المقبل، وذلك بسبب وجود تعقيدات أمنية ولوجستية لعملية انتقال المسافرين والبضائع بين غزة ومصر. وأكدت المصادر أن جهوداً سياسية تبذل في هذه الأثناء لتذليل العقبات التي تحول دون فتح المعبر.
من جهتها، أكدت إسرائيل أنها ستعلن تاريخ إعادة فتح معبر رفح "في مرحلة لاحقة"، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لن تعبر منه. وقالت وحدة "تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" التابعة للجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن الاستعدادات جارية مع مصر لفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد، إلا أن موعد الفتح سيُعلن في مرحلة لاحقة.
يأتي ذلك فيما انطلقت من مصر، اليوم الخميس، قافلة جديدة تحمل مواد إغاثية وغذائية إلى قطاع غزة، إذ شملت حمولة القافلة أغذية ودقيقاً، بالإضافة إلى مستلزمات طبية وإغاثية.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بـ"تحرك شاحنات المساعدات تمهيداً لدخولها إلى قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة".
وأضافت أنه من المتوقع دخول مئات الشاحنات اليوم إلى القطاع، مشيرة إلى أنه يجري تجميع هذه المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالإضافة إلى المساعدات الدولية التي تأتي عبر ميناء العريش.
وأشارت إلى أن عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية شهدت انفراجة كبيرة وملموسة منذ توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام، موضحة أنه خلال اليومين الماضيين جرى الدفع بـ400 شاحنة، محملة بأطنان من الغذاء والدواء وألبان الأطفال، فضلاً عن دخول شاحنات الغاز والطاقة.
وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان، أكد أن معبر رفح جاهز للعمل من الجانب المصري، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من أجلت فتح المعبر من جهة غزة.
وأوضح رشوان في تصريحات أن محاولات إسرائيلية تجري لإحداث مشكلات خلال المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى أن الجانب المصري أنهى جميع استعداداته لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية واستقبال الحالات الحرجة.
وفي موازاة ذلك أكد محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، في وقت سابق، أمس الأربعاء، عدم وجود أي موانع حالياً من فتح المعبر، لكنه لفت إلى أن التشغيل سيكون لاستقبال المرضى وليس لإدخال البضائع.
وأضاف المحافظ في تصريح ، أن السلطة الفلسطينية وقوة أوروبية ستشغلان معبر رفح من جانب غزة.
"قوة محلية من غزة"
إلى ذلك أفادت "القناة 14 الإسرائيلية" بأن "هناك توافقاً إسرائيلياً على تولي قوة محلية من غزة تشغيل معبر رفح".
وأردفت أن القوة الفلسطينية التي ستدير معبر رفح وافقت عليها القيادة الأمنية الإسرائيلية. كما نقلت القناة عن مصادر أن معبر رفح لن يفتح دون موافقة إسرائيلية نهائية.
جاء ذلك بعدما أفاد مصدران لوكالة "رويترز"، بأن عودة فتح المعبر تأتي بالتزامن مع عودة بعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي إليه.
وبينما لم يحدد المصدران القيود التي ربما تطبق على الراغبين في السفر، لم يرد الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.
بدوره قال توم فليتشر مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الأربعاء، في مقابلة مع "فرانس برس" إن على إسرائيل أن تفتح "فورا" كل المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة.
وأوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "نريد أن يحصل ذلك الآن في إطار اتفاق" وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ويتوجه فليتشر الخميس إلى معبر رفح من الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المقفل منذ أشهر عدة.
400 شاحنة يومياً
يذكر أن هذا المعبر البري كان أغلق منذ منتصف العام الماضي (2024)، من قبل القوات الإسرائيلية التي سيطرت على أغلب مناطق القطاع الفلسطيني، وفرضت حصاراً خانقاً على الغزيين، ما أدى إلى انتشار المجاعة في بعض أنحاء غزة.
إلا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في شرم الشيخ، بعد أيام من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، برعاية الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، وبمشاركة تركية، أفضى إلى التوافق على مرحلة أولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي نصت على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض أجزاء القطاع، وإعادة فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، بمعدل 400 شاحنة يومياً على الأقل.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك