غزة ـ العرب اليوم
في لحظة غضب وانفلات، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه يدير حرباً يمكنها أن تتحول إلى فرصة تاريخية للتخلص من عدد هائل من الفلسطينيين. وقال إن التدمير في غزة لم يأتِ رد فعل على عمليات الإرهاب الفلسطيني، بل هو ضمن مخطط مدروس يهدف إلى تهجير أهل القطاع، وذلك أثناء حديثه إلى مجموعة من ضباط جيش الاحتياط، مساء الخميس.
ووفق صحيفة «هآرتس»، الجمعة، فإن الضباط انتقدوا سياسة حكومة نتنياهو، وتذمّروا من الحرب التي «نهدد فيها حياة المخطوفين وليس لها هدف سياسي استراتيجي، سوى خدمة مصالحك الحزبية والشخصية». فثار نتنياهو أمامهم وراح يضرب بقبضته على الطاولة، قائلاً: «نحن ندمر غزة عن بكرة أبيها، ويجب ألا يكون لهم مكان سليم يعودون إليه ويعيشون فيه... يجب أن يرحلوا».
وفي السياق نفسه، كشف بروتوكول اللجنة المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) وتعنى بالإعلام والعلاقات الخارجية، أن نواب اليمين الحاكم من حزب (الليكود) وغيره، برروا سياسة التجويع المنهجي لسكان قطاع غزة، بمن فيهم الأطفال، ومنع إمدادهم بأدوية ومسكنات أوجاع.
ففي مداولات حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خلال اجتماع عُقد مساء الخميس، قالت الطبيبة شارون شاؤول، من جمعية «نتان» التي تنشط في مجال المساعدات الإنسانية في العالم: «أعتقد أن جميع الجالسين حول هذه الطاولة ليسوا معنيين بأن طفلاً يعاني لا يمكنه الحصول على مسكنات أوجاع أو علاج طبي بالحد الأدنى».
فقاطعها عضو الكنيست، عَميت هليفي، من حزب «الليكود»، قائلاً: «لست متأكداً من أنك تتحدثين باسمنا أننا نريد معالجة أي طفل وأي امرأة، وآمل بأنك لا تؤيدين هذه الجملة». ثم ردّت الطبيبة عليه بقولها: «آمل أنك أيضاً لست معنياً بألا يتلقى طفل في الرابعة من عمره، وبُترت يده، مسكناً للأوجاع، وآمل أنه يوجد لديك هذا التعاطف».
وتدخلت عضو الكنيست، ليمور سون هار ميلخ، من حزب إيتمار بن غفير، «عوتسما يهوديت»، مشيرة بإصبعها إلى الطبيبة، وقالت إن «العلاج الوحيد الذي ينبغي منحه هو لكِ». كما قالت عضو كنيست أخرى للطبيبة: «أنت الطبيبة الأكثر مرضاً التي رأيتها في حياتي».
«التجويع مشروع ومرغوب»
ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست موشيه تور باز، من حزب «يش عتيد» المعارض، قوله عقب هذا الاجتماع الذي عُقد بمبادرته: «على حد علمي، فإن دولة إسرائيل لا تعتزم استخدام التجويع، لأنه لا يوجد في الأخلاقيات اليهودية التي أعرفها ما يسمح بتجويع أشخاص غير مقاتلين، وانطباعي هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تتجه إلى تجويع غزة».
لكن هليفي وسون هار ميلخ سيطرا على النقاش في اللجنة، قائلين إن «كثيرين حول الطاولة اعتقدوا بكل تأكيد أن تعذيب وتجويع أطفال غزيين ليس أمراً مشروعاً فحسب، وإنما أمر مرغوب فيه أيضاً».
ووبخت شيفرا تسور أرييه، التي قدمت نفسها على أنها من سكان غلاف غزة، أعضاء الكنيست لمجرد إجراء هذا النقاش، وصرخت قائلة: «على من أنتم تشفقون؟ وتُحظر الشفقة على الغزيين». وقال يِزهار ليفشيتس، الذي قُتل والده في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ونُقل إلى غزة، إنه «على الرغم من أنه لا يوجد أبرياء في غزة تقريباً، فإن أي شخص أخلاقي بإمكانه أن يدرك أن تجويع الأطفال ليس أمراً يمكننا التباهي به. ويوجد مستوى معين ينبغي ألا نتجاوزه. فهل مشاهدة أمهات يحملن أطفالهن الموتى على أيديهن، هو ما سيعيد المخطوفين إلينا؟».
قد يهمك أيضــــاً:
المحكمة الإسرائيلية تمدد احتجاز المتهمين بقضية التسريبات الأمنية
حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية برشقات صاروخية ونتنياهو يتوعد برد حازم وواشنطن تتوقع التوصل لاتفاق على الجبهة الشمالية في غضون أسبوعين
أرسل تعليقك