صوت مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع الخميس، لإلغاء تفويضين منحا الضوء الأخضر لحرب الخليج الأولي في 1991، وغزو العراق في 2003.وجاء التصويت بعدما صوت مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي، لإلغاء القرار، وإعادة سلطات شن الحرب إلى الكونجرس.
وأقر مجلس الشيوخ تعديلاً يلغي القرار، قدمه السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا تيم كاين، والسيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا تود يونج، ضمن قانون تفويض الدفاع السنوي الذي أقرّه مجلس الشيوخ في وقت متأخر من الخميس.
وقال كاين عقب التصويت الذي استغرق بضع ثوان فقط من دون نقاش أو اعتراضات: "هكذا تنتهي الحرب، لا بانفجارٍ بل بأنين خافت"، وفي ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف: "لقد غيّرت تلك الحروب أميركا إلى الأبد، كما غيّرت الشرق الأوسط أيضاً".
ويعيد ذلك سلطة قرار الحرب إلى الكونجرس مرة أخرى، بعد عقدين من تفويض تلك السلطات إلى البيت الأبيض.
وقال مؤيدون للقرار في مجلسي النواب والشيوخ إن إلغاء التفويض يُعد خطوة حاسمة لمنع إساءة استخدامه مستقبلاً، وللتأكيد على أن العراق أصبح اليوم شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة.
وأضاف مجلس النواب تعديلاً مشابهاً إلى نسخته من مشروع قانون الدفاع في سبتمبر الماضي، ما يعني أن الإلغاء من المرجّح أن يُدرج في الصيغة النهائية للقانون بعد توحيد النسختين بين المجلسين.
كما تضمّن مشروعا القانونين إلغاء تفويض عام 1991 الذي سمح بشنّ حرب الخليج بقيادة الولايات المتحدة.
هل يؤيد ترمب القرار؟
وقالت "أسوشيتد برس"، إنه بينما يبدو أن الكونجرس على وشك تمرير قرار الإلغاء، فإنه يبقى من غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيؤيده أم لا.
وخلال ولايته الأولى، استندت إدارته إلى قرار تفويض حرب العراق لعام 2002 كجزء من التبرير القانوني لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني حينها قاسم سليماني في بغداد بطائرة مسيّرة عام 2020.
ومع ذلك، لم يُستخدم هذا التفويض إلا نادراً منذ ذلك الحين.
وقال السيناتور يونج بعد التصويت إنه يعتقد أن على ترمب أن يشعر بـ"فخر كبير" عند توقيعه على مشروع القانون، بعد أن خاض حملته الانتخابية متعهداً بإنهاء "الحروب الأبدية"، مضيفاً أن ذلك سيجعل منه أول رئيس في التاريخ الحديث يُنهي حرباً طويلة الأمد بطريقة قانونية.
وأضاف أن التصويت يُرسي سابقة مهمة، وهي أن الكونجرس يعلن الآن بوضوحٍ تام أن من صلاحياتنا ومسؤوليتنا، ليس فقط تفويض استخدام القوة العسكرية، بل أيضاً إنهاء النزاعات المسلحة".
وجاء التصويت، الذي أُضيف إلى قانون الدفاع الأوسع، وسط خلاف حزبي حاد بشأن الإغلاق الحكومي.
وأضاف يونج أن التصويت السريع كان "لحظة استثنائية" يأمل أن "تُظهر للبعض أننا لا نزال قادرين على إنجاز أمور حاسمة في الكونجرس".
وكان مجلس الشيوخ قد صوّت قبل عامين على إلغاء تفويض عام 2002 بأغلبية 66 صوتاً مقابل 30.
ورغم أن بعض الجمهوريين أبلغوا كاين بشكل غير علني بأنهم ما زالوا يعارضون الإجراء، لم يعترض أي منهم على التصويت بالإجماع الذي جرى مساء الخميس.
وسيظل تفويض عام 2001 الخاص بالحرب العالمية على الإرهاب قائماً بموجب مشروع القانون الجديد.
وفي حين أن تفويضي عامي 1991 و2002 نادراً ما استخدما وكانا يركزان على العراق تحديداً، فإن تفويض عام 2001 منح الرئيس جورج بوش الابن سلطة واسعة لشنّ غزو أفغانستان، مجيزاً استخدام القوة ضد "الدول أو التنظيمات أو الأشخاص" الذين خططوا أو دعموا هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.
ومنذ إقراره في سبتمبر 2001، استُخدم هذا التفويض في السنوات الأخيرة لتبرير عمليات عسكرية أميركية ضد جماعات مثل القاعدة وفروعها، بما في ذلك تنظيم "داعش"، وحركة الشباب الصومالية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يعتزمون الاجتماع مع زيلينسكي
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض اقتراحا بالحد من المساعدات لأوكرانيا
أرسل تعليقك