بيروت ـ العرب اليوم
اعتبر محللون وخبراء في الشأن الإقليمي أن الدعوات الأخيرة لنزع سلاح حزب الله بالقوة تمثل طرحًا غير واقعي، بل وخطيرًا، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات متصاعدة نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان وغزة وجنوب سوريا. وأكد هؤلاء أن أي محاولة لفرض هذا الخيار بالقوة لن تؤدي إلا إلى إشعال مواجهة شاملة يصعب السيطرة عليها، وقد تمتد لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى.
وأوضح المحللون أن حزب الله بات جزءًا أساسيًا من معادلة الردع في المنطقة، وأن سلاحه مرتبط بتوازن القوى مع إسرائيل، التي تواصل خرق الأجواء اللبنانية وشنّ عمليات عسكرية تستهدف البنية التحتية المدنية والمناطق الحدودية. وأضافوا أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضغوط إلى إضعاف محور المقاومة، ودفع لبنان نحو مواجهة داخلية جديدة تخدم مصالحها الأمنية والسياسية.
وأشار الخبراء إلى أن أي حديث عن نزع السلاح يجب أن يكون في إطار تسوية شاملة تضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانسحاب قواته من الأراضي العربية، بما في ذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وليس من خلال قرارات أحادية أو ضغوط عسكرية. كما شددوا على أن الحكومة اللبنانية، رغم انقسام المواقف الداخلية، تدرك أن استقرار البلاد لا يمكن أن يتحقق في ظل فرض حلول خارجية أو إملاءات من أطراف دولية.
واختتم المحللون بالقول إن الحل الأمثل يكمن في إطلاق حوار لبناني–لبناني برعاية عربية، يهدف إلى صياغة استراتيجية دفاعية وطنية تراعي التهديدات الإسرائيلية وتحفظ السيادة اللبنانية، بدلاً من الانجرار وراء دعوات قد تُغرق البلاد في صراع جديد لا يُعرف مداه.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
مقترح أميركي برعاية ترامب لحل مؤقت في غزة ووقف إطلاق نار لـ60 يومًا وتبادل أسرى وانسحاب تدريجي
سوريا تعتبر الحديث عن اتفاق سلام مع إسرائيل سابق لأوانه وتطالب بالانسحاب من الجولان
أرسل تعليقك