مفتي الجمهورية المصري يصرح أن الإقراض أفضل من الصدقة
آخر تحديث GMT20:23:59
 العرب اليوم -

مفتي الجمهورية المصري يصرح أن الإقراض أفضل من الصدقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مفتي الجمهورية المصري يصرح أن الإقراض أفضل من الصدقة

مفتي الجمهورية المصري شوقي علام
القاهرة ـ العرب اليوم

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية المصري، أن القرض أو الدين هو من العقود التي جعل الله سبحانه وتعالى أجرها مضاعفًا لمن يقوم بفك كرب الناس بإقراضهم، حتى أن الإقراض يزيد في الأجر والثواب عن الصدقة.

وأضاف علام خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "من ماسبيرو" الذي يذاع على شاشة التلفزيون المصري، أن مسألة الاستدانة تحتاج إلى توعية وضبط بين الناس، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حبب للأغنياء أن يقرضوا المحتاجين، إلا أنه في نفس الوقت نبه على الناس ألا يلجأوا للاستدانة إلا للضرورة القصوى، لأنها قد تؤدي لإغراق فيما بعد إذا لم يستطع سداد دينه.

وقال فضيلته، إن "الإنسان النابه هو من يسير في حياته على قدره، ولا يلجأ للاستدانه إلا إذا اضطر لذلك، لأن البعض يستدين من أجل أمور غير ضرورية أو رفاهية”.

وشدد مفتي الجمهورية على أن كل قرض جر نفعًا مشتركًا فهو ربًا، لأننا نكون قد قلبنا عقد القرض الذي هو عقد "إرفاق" بغرض الرفق بالناس إلى عقد تربح، لذا فإنه لا يجوز شرعًا في القرض أن نشترط زيادة على من أقرضناه لأننا بذلك نكون مرابين، وغيرنا من طبيعة القرض التي شرعها الله.

وعن المعاملات البنكية المتعلقة بالتمويل أوضح فضيلة المفتي أن البنوك في غالب أعمالها لا تقرض ولكنها تمول المشروعات، وتقوم باستثمار الأموال ثم إعادتها بنسبة الربح من هذا الاستثمار، وهي نسبة مدروسة وفق دراسات الجدوى ونكون حينها أمام عقد استثمار لا إقراض.

وأشار إلى أنه لا بد من التمييز بين البنك كمؤسسة ذات شخصية اعتبارية وبين الشخص العادي ذو الشخصية الاعتبارية، فأحكام الشرع تختلف بين الشخصية الاعتبارية والشخصية.

وحول المعايير الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم فيما يتعلق بمسألة الاستدانة والإقراض قال فضيلة المفتي أن الأخلاق في الإسلام هي صفة داخلية عند الإنسان وترسخت نتيحة الإيمان والتدريب على كبح جماح النفس الإنسانية، فتتبلور في صورة أخلاق تحسن من سلوك الإنسان.

وأضاف فضيلته أن الإنسان المحتاج إذا أراد الاقتراض فإنه يكون في حاجة ولديه شعور بالانكسار، لذا فإنه على من يقوم بالإقراض ألا يظهر وجه المن والاستعلاء على هذا الشخص المحتاج، لأنه مستخلف في هذا المال، بل يكون في حال شكر لله على أن الله يسر له وأنعم عليه ليقرض المحتاجين.

أما فيما يخص من يستدين فقال فضيلة المفتي أن على من يقوم بالاقتراض أن يسارع بسداد دينه متى أصبح لديه القدرة على رد هذا الدين، لأن من أقرضه المال يكون متشوقًا وفي انتظار رجوع ماله.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضع قاعدة لتلك المعاملة من إقراض أو استدانة فقال: "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى"، موضحًا أنه لا يوجد في الإسلام فصل بين الأخلاق والإيمان والعمل.

وأضاف فضيلته أنه على الدائن أن ينذر من يستدين منه إذا حان وقت سداد الدين ويأخر طلبه للمال، فإن كان من أقرضه لا يستطيع أن يسدد دينه فيستحب أن يتصدق عليه بهذا الدين، يقول تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

وأكد مفتي الجمهورية أن قضاء الدين عن الغارمين اللذين لا يستطيعون سداد ديونهم يدخل ضمن مصارف الزكاة والصدقات التي شرعها الله، وقد رغبت فيه الشريعة الإسلامية مصداقًا لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

وأشار إلى أنه على المؤسسات الخيرية والأفراد إعانة الغارمين اللذين يعجزون عن سداد ديونهم خاصة أنها قد تؤدي إلى تدمير حياتهم بالسجن، وقد يكون هذا الدين صغيرًا كأن تقترض امرأة أو رجل لشراء أجهزة ضرورية وغيرها، وهنا تدخل فريضة الزكاة لإعانة الغارمين لأنها مصرف من مصارف الزكاة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتي الجمهورية المصري يصرح أن الإقراض أفضل من الصدقة مفتي الجمهورية المصري يصرح أن الإقراض أفضل من الصدقة



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 01:56 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع بمسؤولين سعوديين في الرياض

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نوارة الغزاوية... وفلسطين الدُمية

GMT 08:03 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يصعد بعد تراجع مخزونات الخام الأميركية اليوم الأربعاء

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يوجّه رسالة لمنة شلبي ويكشف عن مفاجأة

GMT 12:49 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يمتدح إيلون ماسك بعد خلاف طويل ويؤكد حبه الدائم له

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 15:17 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

انفراجة دبلوماسية تسبق لقاء ترمب وشي جينبينغ في قمة آسيان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab