الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية
آخر تحديث GMT21:27:08
 العرب اليوم -

شكل وجودها جزءًا مهمًا من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية

الأشجار التاريخية
أبوظبي - سعيد المهيري

ترتبط الأشجار التاريخية والمعمرة في دولة الإمارات العربية المتحدة ارتباطاً وثيقاً بجيل الأمس، ما جعلها تحتضن تحت ظلالها الوارفة موروثاً شعبياً يكسبها أهمية وحضوراً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وجمالياً لا حدود له وسط صحراء جافة مترامية الأطراف، فشكل وجودها جزءاً مهماً من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع ومن أبرز الصور التي تجسد مكانة شجرة الغاف لدى دولة الإمارات في الوقت الحاضر تحولها إلى رمز وهوية، خاصة بعد اختيارها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شعاراً لعام التسامح 2019.

فالغاف شجرة واكبت حياة الإماراتيين والتصقت بوجدانهم وذاكرتهم الشعبية الحافلة بالذكريات والحنين.. فتحت ظلالها نسج الإماراتيون حكاياتهم، وبظلها استظلوا وتحولت إلى مجالس لهم في وسط الصحراء.

رمزية
وكثير من الأشجار حاضرة في وجدان المجتمع، سامقة بين الكثبان وعلى رؤوس الجبال، ما يجعلها رمزا حاضرا في التعامل اليومي مع مفردات الحياة ودائمة البقاء في ذاكرة أبناء الإمارات.
وتعتبر الأشجار التاريخية والمعمرة في الإمارات دليلا وشاهدا حيا على تاريخ وحضارة الدولة ومعالم مهمة لا تقل في أهميتها عن المعالم التاريخية والأثرية.

وتنتشر في الإمارات الكثير من الأشجار التاريخية والمعمرة، خاصة أشجار النخيل والغاف والسمر والسدر، وهي من الأشجار الوطنية التي لها منزلة خاصة لدى المجتمع، وكثيرا ما تم مراعاة ذلك في مشاريع الطرق، حيث تتزين بها الجزر الوسطى في شوارع الإمارات.

ولعبت الأشجار دورا اجتماعيا هاما في الحياة، حيث كان يمارس الأجداد تحت ظلالها مختلف الحرف والأشغال اليدوية، ويقيمون حولها الاحتفالات واتخذوا منها أماكن للتدريس وحفظ القرآن الكريم، وأقيمت كثير من الأسواق في الماضي تحت ظلال أشجار الغاف والقرط والسدر.

شغف
ومن شدة شغف الإمارات بأشجارها التاريخية والمعمرة نفذت لأجلها الجهات المختصة عدة مشاريع لحصرها وترقيمها باستخدام أجهزة تحديد الأماكن «جي.بي.إس» التي تحدد مواقع الأشجار على مستوى الدولة من رأس الخيمة مرورا بالعين وليوا وصولا إلى السلع، من أجل المحافظة عليها لأنها ارتبطت بإنسان هذه الأرض وأصبحت جزءا أصيلا من تراث وطننا الغالي.

محاور
وما يمكن أن يسمى «ثقافة الأشجار» في دولة الإمارات حاضر في محاور الحياة جميعها، بدءا من القصائد والروايات والأغاني، وصولا إلى الطعام والزينة والبيئة، إلى جانب رمزيتها التي لا يدركها إلا من تمعن في أدق تفاصيلها كونها تمثل نبض المكان وذاكرة الزمان، خاصة عندما تفتح ذراعيها دون تفرقة لعابري الصحارى والقاطنين بين كثبانها.

والزائر لدولة الإمارات يشده الحنين إلى الماضي البعيد مع رؤية الأشجار المعمرة وجذوع الأشجار المتحجرة التي يقال إن عمرها يرجع إلى أكثر من 300 مائة عام وتحولت إلى أحجار لونها كلون عود الطيب ومتمثلة شكله، تدق عليها فتسمع دندنة المعدن وتأخذ شكل الأشجار بسيقانها وأغصانها لتشهد على عراقة الوطن ومدنه.

وذكر المواطن علي بن محمد بن جرش المزروعي، 65 عاماً، أن هذه الأشجار والجذوع اليابسة تنتشر وتظهر بكل وضوح في عدة مواقع وتتميز بضخامة وصلابة جذوعها، مؤكدا أن هذه الجذوع تعود إلى أكثر من ثلاثة قرون مضت.

قد يهمك أيضًا

عالم يحوّل بقايا الأشجار والأغصان إلى وقود لتشغيل محركات السيارات

نصائح لزراعة النباتات والأزهار المنزلية في مساحات صغيرة دون تكاليف

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - العرب اليوم

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 08:12 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو

GMT 07:05 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

اليابان تستعيد الاتصال بالوحدة القمرية SLIM

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

النفط يهبط 1% مع زيادة مخزونات الخام الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab