تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق
آخر تحديث GMT12:46:52
 العرب اليوم -

كان سبب رفع "مذكرة غياب " بحقها لعدم دخولها للمدير العام يوميًا

تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق

تحرُّش المسؤول بموظفته
بغداد ــ نجلاء الطائي

تفاجأت عند وصولها الى مكان عملها بـ"إصدار مذكرة" بحقها من قبل المدير العام بتغيبها لمدة يوم واحد ، وعند دخولها الى مسؤولها المباشر وهو بمنصب "مدير عام " لاستفسار عن اسباب ذلك ، اجابها وبكل وقاحة . انها لا تدخل اليه كل يوم مثل ما يفعل بعض زميلاتها الموظفات في دائرتها، في وقت كشفت النائبة عالية نصيف، عن تلقيها شكاوى جديدة بشأن حالات تحرش في عدد من الوزارات بينها الموارد المائية، مبينة ان ذلك جاء بعد تطرق وسائل الاعلام لحالات تحرش حصلت بوزارة التربية.

وقالت نصيف "تفاجأت للأسف بالعديد من الشكاوى التي وصلتني حول حالات تحرش بالموظفات في وزارات ودوائر الدولة، ومعظم هذه الحالات قام بها أشخاص يتمتعون بمناصب مهمة"، مبينا ان "من بين الشكاوى شكوى تخص حالات تحرش بموظفات في وزارة الموارد المائية (قسم التشغيل/ مديرية مابين النهرين) من قبل أحد المستشارين".

وهددت نصيف بـ"الإعلان عن الأسماء في حال عدم اتخاذ الإجراءات بحق الفاسدين في هذه الوزارة"، مشيرة الى ان "هذه الشكاوى جاءت بعد أن تطرقت وسائل الإعلام عن حالات تحرش حصلت في وزارة التربية".واكدت انه "خلال الأيام المقبلة ستقدم مقترح قانون لمكافحة التحرش في الدوائر الحكومية، ولكن تشريع هذا القانون المهم قد يستغرق وقتاً وفقاً للسياقات القانونية"، مناشدة جميع الوزراء والمسؤولين من أصحاب الغيرة والشرف بـ"أن يقفوا وقفة جدية الى جانب أخواتهم العراقيات ويعاقبوا المتحرشين عقوبات رادعة تجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه الإساءة الى أعراض النساء".

وطالبت نصيف رئيس الوزراء والجهات القضائية بـ"التدخل ووضع حد لهذه الإنتهاكات والتجاوزات على النساء، مع ضرورة أن لاتسكت أي امرأة عند تعرضها لمثل هكذا حالات وأن تبادر بتسجيل شكوى لدى الجهات المعنية". وكشفت النائبة عالية نصيف، في ( 8 كانون الثاني 2017)، عن اقالة وزارة التربية للمدير العام "الفاسد" الذي يساوم النساء على شرفهن، فيما اشارت الى وجود ثلاثة مدراء آخرين "فاسدين أيضاً" وينتهجون ذات الاسلوب أحدهم في تربية الرصافة الاولى، ودعت الى ملاحقتهم.

يذكر أن نصيف كشفت في (3 كانون الثاني/يناير 2016)، عن وجود مدير عام في وزارة التربية "يساوم" المتقدمات للتعيين على "اعراضهن"، وفيما دعت وزير التربية الى متابعته، هددت بإعلان اسم المدير امام الجميع في حال عدم محاسبته. وتقول السيدة ( م ، أ) وهي موظفة في احدى الدوائر الرسمية في العراق بأنها تفاجأت عند وصولها مكان عملها بـ"إصدار مذكرة"  بحقها من قبل المدير العام بتغيبها لمدة يوم واحد ، وعند دخولها الى مسؤولها المباشر وهو بمنصب "مدير عام " لاستفسار عن اسباب ذلك ، اجابها وبكل وقاحة . انها لا تدخل اليه كل يوم مثل ما يفعل بعض زميلاتها الموظفات في دائرتها.

وبما ان قانون موظفين الدولة في العراق ينص في حالة تغيب الموظف عن الوظيفة يوم الخميس وبعدها يكون عطلة رسمية وهي ( الجمعة والسبت ) ، يكون عدد ايام غيابها الى ( ثلاثة ايام) . وأضافت الموظفة بانها بررت تغيبها في ذلك اليوم وهو قطع جميع الطرق بسبب الزيارة الاربعينية للأمام الحسين عليه السلام ، منوها ان عددًا كبير من الموظفات لم  يأتينا الى الدائرة أيضا ولم يقم المدير بتغيبهن لأسباب ذكرتها سابقا .

واشارت (م، أ) الى استمرارها عدم الرضوخ لذلك المدير حتى وصل الامر الى معاقبتها بنقلها الى فرع من فروع الدائرة النائية .وتتنوع أشكال الضغوط الذي تواجهه المرأة العراقية في حياتها اليومية، فهي ربة البيت، وعلى الكثير منهن أن يعملنَ لتوفير دعم مادي للأسرة، وعليها أن تنصاع لضغوط ونواهي المجتمع، بدء من تفاصيل ملبسها وحركتها وحقوقها في الشارع، الى ضغوط من اخرى في بيئة العمل.

وبرغم أن الكثير من العاملات في مؤسسات الدولة اثبتنَ كفاءة تضاهي كفاءة زملائهن، فان البعض وقعن لسوء حظهن تحت سلطة مدراء ومسؤولين في الوظيفة ممن ينتهكون أخلاقيات العمل ويتعرضون لبعض زميلاتهم بالتحرش الجنسي وبأشكال مختلفة. لكن ما يزيد الطين بلة هو أن التحرش الجنسي في العراق جريمة مسكوت عنها بسبب الحياءُ والضوابط المجتمعية المتشددة التي تحاصر المرأة، فقد لاحظت الموظفة أنعام حسين أن بعض المدراء يبتز مرؤوساته الى حد دفع بعضهن الى طلب النقل من العمل. وتخشى الناشطة شذى ناجي من اتساع حالات التحرش الجنسي اللفظي والمادي في الشارع، لتدخل الى بعض الدوائر الحكومية بمستويات مختلفة وأشكال متنوعة أبطالها مسؤولون بالوظيفة يقمعون المرأة ويستغلون حاجتها إلى العمل.

وتلاحظ زميلتها (ب ، ت) أن بعض المسؤولين يعمل على شرعنة التحرش من خلال تبويبه ضمن علاقات ما يسمى بزواج المتعة او المسيار وغير ذلك.

من جانب آخر أكدت موظفات أنهن ينعمن بعلاقات طيبة مع زملائهن من الرجال في جو العمل يطبعها الاحترام المتبادل والتقدير والتعاون، لكن الموظفة( آ، س ) تكشف عن تعرض بعض زميلاتها الى التحرش الجنسي خلال العمل، ولا تنفي أن بعضهن يوفرن الفرصة للطامعين من خلال طريقة التصرف او اختيار الملبس والماكياج بحسب قولها.
وتحذر الناشطة النسوية الحقوقية هناء ادوار من ازدياد حالات التحرش الجنسي في مؤسسات الدولة، وذلك نتيجة غياب أنظمة العمل ولوائح السلوك المهني في بيئة العمل، ومن ذلك عدم تعريف التحرش الجنسي والتجاوز على الحقوق الإنسانية والمدنية بين العاملين.

ما العمل؟ خصوصا مع بعض المسؤولين الذين يرمون الشِباك للتغرير بالموظفة من خلال الوعود بأغطية شرعية للعلاقة الثنائية حينا، وتهديدها وابتزازها عند توجهها للشكوى حينا آخر.
وتشدد ادوار على حث النساء لمعرفة حقوقهن في مواجهات حالات التحرش الجنسي كشكل من إشكال الاضطهاد التي يعاقب عليها القانون، فضلا عن تفعيل دور الجهات الرقابية في مؤسساتنا ومن ذلك مكاتب المفتش العام.

ولوحظ خلال السنوات الأخيرة تمادي بعض المؤسسات الحكومية في قمع الموظفات من خلال الاجتهاد في فرض السلوك والتصرفات ونوع الملابس والأزياء عليهن، فضلا عن التوجه لمنع الاختلاط بين الجنسين في بعض الحالات، ما تعده أستاذة القانون وعضو مفوضية حقوق الإنسان د. بشرى العبيدي جرائمَ مسكوت عنها، ما يوجب الحد من القرارات الاجتهادات المزاجية ، فضلا عن اعادة النظر بنصوص القوانين لتكون ضامنة لحقوق الانسان العراقي. وتتضمن بنودا تعنى بجرائم التحرش الجنسي بمختلف أشكاله.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 21:07 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
 العرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 06:29 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن قتل عنصر من "حزب الله" في هجوم على جنوب لبنان
 العرب اليوم - إسرائيل تعلن قتل عنصر من "حزب الله" في هجوم على جنوب لبنان

GMT 12:46 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة
 العرب اليوم - مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة

GMT 02:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر حسني

GMT 14:40 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك تشارلز يحافظ على وزنه ويعتمد على نشاط بدني منتظم

GMT 08:20 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

GMT 04:21 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أمور فى السياسة تستعصى على الفهم

GMT 07:25 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

GMT 23:32 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم

GMT 09:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع مخزونات النفط والمقطرات في الولايات المتحدة

GMT 05:03 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا عن حيادية القضاء في الغرب؟

GMT 08:21 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يستأنف الرحلات الجوية إلى إسرائيل

GMT 05:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يُحيَى شارع الحمرا البيروتي؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab