إحصائية تؤكد المعيشية الصعبة سبب رئيسي للطلاق في غزة
آخر تحديث GMT18:40:50
 العرب اليوم -

قضايا الحصار والرواتب المنخفضة تؤثر سلبًا على واقع الحياة

إحصائية تؤكد المعيشية الصعبة سبب رئيسي للطلاق في غزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إحصائية تؤكد المعيشية الصعبة سبب رئيسي للطلاق في غزة

انهاء العلاقة الزوجية
غزة ــ العرب اليوم

تعيش السيدة نهى "25 عامًا" في منزل والدها، مفضلة بقاءها فيه على العودة إلى حياة زوجية صعبة "ومغمسة بالذل"، كما قالت، على الرغم من أنها قضت مع زوجها 7 أعوام، كان كل عام فيها يأتي أسوأ من سابقه، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي.

وتفضل "نهى" الطلاق على أن تبقى حبيسة "الأشغال الشاقة" في منزل صغير ومستأجر، ويعوزه كثير من الاحتياجات, وعلى الرغم من أن منزل والد نهى لا يبعد عن منزلها سوى 100 متر، لم تفكر حتى في المرور عليه لزيارته، وأبلغت كل الوسطاء بأنها تريد الطلاق من زوجها.

وكشف زوجها مصطفى "31 عامًا"، أنه يجد صعوبة بالغة في توفير الحاجات اليومية لمنزله بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، وتراجع دخله باستمرار مع مرور السنين, ووفق مصطفى، فإن راتبه الشهري يكاد يكفيه، بعد أن يدفع إيجار المنزل، ولا يمكنه توفير طلبات زوجته من الأجهزة الكهربائية التي يمكن أن تساعدها على إنجاز أعمالها المنزلية اليومية.

ويحصل مصطفى على مبلغ 800 شيقل "222 دولارًا"، يدفع منها نحو 600 شيقل "166 دولارًا" بدل إيجار شهري، وما يتبقى لا يكاد يكفيه لأسبوع واحد، مما يضطره للاستدانة دائمًا، وفق قوله, ويقر مصطفى بصعوبة الحياة المشتركة بهذه الطريقة، ويقول إنه يضطر مثلًا لشراء القليل جدًا من الخضراوات كي لا تفسد صلاحيتها بسبب عدم وجود ثلاجة في بيته, والأكثر صعوبة بالنسبة لمصطفى أنه لا توجد أي آمال أو مؤشرات لإمكانية تحسن وضعه الاقتصادي، وبالتالي معيشته.

 ويجد مصطفى عذرًا لطلب زوجته الطلاق، بعد تعرضها لأكثر من انتكاسة صحية خلال الأعوام الماضية بسبب الوضع الصحي للمنزل، واضطرارها للغسيل يدويًا، وعدم وجود كهرباء وماء وغيرهما من الضروريات, ويقول مصطفى إنه يعاني كثيرًا من المشكلة الحالية، ولكنه لا يجد لها حلًا, وتلخص حكاية مصطفى ونهى وضعًا صعبًا في غزة، واضطرار كثيرين إلى الانفصال.

وتظهر إحصائية فلسطينية رسمية أن هناك ارتفاعًا في حالات الطلاق، مقابل انخفاض في حالات الزواج، في قطاع غزة خلال عام 2016، وكذلك في الربع الأول من عام 2017, ووفق الإحصائية الصادرة عن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، فإن عدد حالات الطلاق بلغ 3188 خلال العام الماضي، بنسبة وصلت إلى 16.6 في المائة، مقابل 14.6 في المائة في العام الذي سبقه، بواقع 2627 حالة "أي نحو 561 حالة طلاق إضافية".
 
وأشارت الإحصائية إلى وجود انخفاض في حالات الزواج في العام الماضي عن سابقه، بنحو 1450 عقدًا، بفارق يصل إلى نحو 8 في المائة, ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي ارتفاعًا أكبر في حالات الطلاق، مع تفاقم المشكلات الاقتصادية والحياتية.

ويؤكد الدكتور حسن الجوجو، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أن قضايا الحصار، والرواتب المنخفضة، وانعدام فرص العمل، جميعها أسباب أثرت سلبًا على واقع الحياة، وزادت من حالات الطلاق, ويشير الجوجو إلى أن 43.1 في المائة من إجمالي حالات الطلاق سبق الخلوة الشرعية، مما يؤشر لعدم قدرة المقبلين على الزواج على إتمام زواجهم لأسباب تتعلق بالظروف الاقتصادية، وشعورهم بعدم القدرة على السير قدمًا في هذه الطريق.

وأضاف "المجتمع في غزة بات يفقد أمنه السياسي والمجتمعي، مما ضاعف من المشكلات الأسرية، وأدى إلى تزايد حالات الانتحار والعنوسة والطلاق، في ظل عدم اهتمام المسؤولين بمشكلات المجتمع التي باتت تشكل عبئًا كبيرًا", واتفق عدد من الشبان الذين تحدثت إليهم على أنهم يفضلون الانتظار على أن "يتورطوا" في الزواج.

وضرب بعضهم مثلًا بأصدقاء لهم يعانون نتيجة الظروف الحياتية, واشتكى صلاح أبو يوسف "28 عامًا" من إلحاح زوجته عليه بمغادرة منزل أهله، والسكن في منزل مستقل، وتهديدها له بالانفصال، في حال استمرا في وضعهما الحالي، خصوصًا أنهما يعيشان منذ عامين في غرفة واحدة، من أصل 3 غرف مخصصة لأكثر من 14 فردًا يقيمون جميعًا في البيت نفسه.

وأوضح أبو يوسف أن كل ما يتحصل عليه من عمله في مصنع للخياطة هو 600 شيقل، وإنه لا يعمل بنحو منتظم، لعدم وجود أعمال دائمة في قطاع غزة’ وأشار إلى أنه في حال خرج مع زوجته إلى منزل مستقل "مستأجر"، فإنه لن يتمكن من تدبر أموره الحياتية، وسيدفع المبلغ الذي يتحصل عليه بكامله أجرة للمنزل, وأقر أبو يوسف بأنه يعيش أوضاعًا حياتية صعبة جدًا لا تحتمل، لكنه لا يستطيع تغيير الواقع.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحصائية تؤكد المعيشية الصعبة سبب رئيسي للطلاق في غزة إحصائية تؤكد المعيشية الصعبة سبب رئيسي للطلاق في غزة



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 21:07 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
 العرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 18:06 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب
 العرب اليوم - بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 12:46 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة
 العرب اليوم - مايا دياب توضح تفاصيل خلافها مع أصالة

GMT 00:57 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تغرم غوغل 665 مليون دولار بسبب الاحتكار

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 09:58 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يبدأ تطبيق نظام الحجز المسبق للزوار

GMT 06:31 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سلسلة مؤهلات

GMT 16:24 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البابا يحث قادة العالم على الاستماع إلى صرخة الفقراء

GMT 08:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أناقة المطبخ بين الأبيض والخشب في التصاميم العصرية

GMT 04:41 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 12 وإصابة 10 في حادث حافلة بالإكوادور

GMT 06:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة مفاجئة لاعب أوكراني سابق بعد مباراة خيرية

GMT 23:42 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 17:38 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 32 عاملا في انهيار منجم كوبالت بجنوب الكونغو

GMT 05:07 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء عشرات الرحلات الجوية بعد ثوران بركان في اليابان

GMT 10:32 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يكشف سرّاً عن علاقته بشيرين عبد الوهاب

GMT 05:01 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى وجرحى في إطلاق نار بولاية نيوجيرسي

GMT 05:34 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مظاهرة حاشدة في بروكسل تطالب بحصار عسكري شامل على إسرائيل

GMT 05:03 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مناطق شرقي خان يونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab