أصداء القنبلة الصحافية المدوّية التي فجّرتها كادوالدر تتردّد بقوة في العالم بأسره
آخر تحديث GMT05:49:15
 العرب اليوم -

قدَّمت درسًا بليغًا في كيفية تقديم قصة مُميَّزة رغم كلّ الضغوط والتحديات

أصداء القنبلة الصحافية المدوّية التي فجّرتها كادوالدر تتردّد بقوة في العالم بأسره

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أصداء القنبلة الصحافية المدوّية التي فجّرتها كادوالدر تتردّد بقوة في العالم بأسره

الصحافية البريطانية كارول كادوالدر
لندن - العرب اليوم

تتردّد بقوة أصداء القنبلة الصحافية المدوية التي فجّرتها الصحافية البريطانية كارول كادوالدر، قبل نحو أسبوعين في العالم بأسره.

وتعدّ كادوالدر صاحبة السبق الصحافي الذي أجبر مارك زوكربيرغ صاحب "فيسبوك" على المثول أمام الكونغرس الأميركي قبل نحو ثلاثة أسابيع، بعدما كشفت النقاب عن قيام شركة "كامبريدج أناليتكا" البريطانية بجمع بيانات شخصية عن أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" من دون موافقتهم، بواسطة برامج متطوّرة تم استخدامها لدعم دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية كشفت كادوالدر خفايا معركتها ضد مؤسسات عالمية ضخمة، وقدمت درسا بليغا في كيفية تقديم قصة صحافية مميزة جدا، على الرغم كل الضغوط أو التحديات التي كادت تعصف بها وبقصتها وصحيفتها، وتقول كادوالدر: "إنها أمضت أكثر من عام تعمل على القصة، وتعتبر أن اللحظة التي شاهدت فيها زوكربيرغ، وهو واقف أمام أعضاء الكونغرس الذي كانوا يلاحقونه بالأسئلة المحرجة واحدا تلو الآخر بعد تفجر الفضيحة، كان أمرا مثيرا يبعث على الذهول"، وتضيف أن الأمر لم يكن سهلا أبدا "كان أشبه بدخول عش الدبابير".

وبذلت كادوالدر، وهي صحافية متمرسة بجريدة الأوبزرفر البريطانية فازت بجوائز سابقة عن تحقيقات في قطاع المعلومات، جهدا خارقا للوصول للمعلومات الدقيقة والتواصل مع المصادر من أجل ما اعتبرته "أصعب قصة صحافية أعدتها".

كان خيط البداية في فبراير/ شباط 2017 عندما كتبت كادوالدر عن صلات مالية بين صندوق تحوط يملكه الملياردير الأميركي روبرت ميرسير وشركة كامبريدج أناليتكا في بريطانيا.
وبعدها سعت للوصول إلى أي مصدر لديه بعض التفاصيل، وحاولت مرارا عن طريق موقع "لينكدإن" الوصول لبغيتها، حتى أبلغها أحد من تحدثت معهم بأن الشخص المناسب الذي يعرف أكثر من غيره، هو كريستوفر ويلي، وهو خبير معلوماتي كندي لم يتجاوز عمره 28 عاما، أسهم في تطوير تقنيات للاستيلاء على بيانات مستخدمي "فيسبوك"، واستخدامها في التأثير على توجهاتهم السياسية خلال الانتخابات الأميركية.

وعلى مدى عام كامل بدأت كادوالدر تتواصل مع ويلي بصورة يومية لساعات عدة، وبالنظر إلى ضخامة وخطورة ما تكشفت عنه الأمر، قررت كادوالدر، بنصيحة من ويلي، إشراك مؤسسة صحافية أميركية بحجم "نيويورك تايمز" في النشر، مع جريدتها الأوبزرفر، والقناة الرابعة البريطانية، وذلك من أجل ضمان صدى أكبر وأوسع نطاقا.
وأمضت كادوالدر شهورا عديدة من أجل إقناع "نيويورك تايمز" بأهمية القصة، حتى انضمت بالفعل إلى الأبزرفر، وذلك قبل ثلاثة أسابيع فقط من النشر. وهي تعتبر نفسها مدينة لـ"نيويورك تايمز" و"القناة الرابعة" بالمشاركة في القصة التي أوقعت بزوكربيرغ، وجعلته يقف أمام الكونغرس.

وفي بعض اللحظات كادت كادوالدر تفقد الأمل في إمكانية أن تصل إلى شيء، وأن تقدم الحقيقة للناس، لكن كان يحدوها أمل كبير في أن تكتب شيئا يتحدث العالم كله عنه، على الرغم من أن عجلة العمل كانت تتحرك ببطء في البداية، لكن بعد فترة، انطلقت ماكينة العمل بسرعة مذهلة.

تقول الصحافية البريطانية الآن، وهي تتابع صدى قصتها القنبلة: "كان يجدر بشركة "فيسبوك" أن تأخذ الأمر بصورة أكثر جدية.. لم نكن نحن فقط الذين نطرح عليهم الأسئلة".
وتركزت قصة كادوالدر بالأساس بشأن شهادة كريستوفر ويلي الذي كان يعمل لحساب شركة كامبريدج أناليتكا المتورطة في قلب فضيحة "فيسبوك".

وملخص القضية أن الشركة أخذت البيانات الشخصية للملايين من مستخدمي "فيسبوك" ثم استخدمتها لاستهداف هؤلاء المستخدمين بإعلانات سياسية، ويعتقد بأن الناخبين الأميركيين الذي صوتوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والناخبين البريطانيين الذي أدلوا بأصواتهم في استفتاء بريكسيت بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانوا ضمن المستهدفين.

واعترفت "فيسبوك" بتسرب بيانات 87 مليون مستخدم لكن كامبريدج أناليتيكا نفت تماما أنها جمعت أو سربت بطريقة غير قانونية أي بيانات شخصية لمستخدمي موقع التواصل الشهير.
وكان ويلي هو من اقترح على كادوالدر إشراك مؤسسة صحافية أميركية كبرى في القضية.

تقول كادوالدر: "إن ويلي كان مصمما على أن تشارك صحيفة أميركية في النشر، وصنع ذلك فارقاً كبيراً، لأننا رأينا كيف اهتم "فيسبوك" بالأمر حتى أن رئيس الشركة أجبر على المثول أمام الكونغرس، وهو لم يكن ليقف أبدا أمام البرلمان البريطاني، حتى إذا ما كان النشر اقتصر فقط على صحيفة الأوبزرفر البريطانية".

وتابعت: "لقد كانت قصة أميركية، أصوات أميركيين، بيانات أميركية تم استخدامها في الانتخابات الأميركية، لذلك بدا ويلي مصراً تماماً على ضرورة وجود صحيفة أميركية من أجل أن تتوجه للجمهور الأميركي".

وأرسلت المؤسسات الإعلامية الثلاثة أسئلتها إلى "فيسبوك" قبل أسبوع من النشر. وهو ما يعني "أننا منحناهم قدراً وافراً من الوقت للرد، لكن لم يرد علينا أحد سوى بمذكرة بشأن معلومات خلفية"، حسبما قالت كادوالدر.

لكن "فيسبوك" أرسلت في 16 مارس/ آذار إلى الأوبزرفر (أي قبل 24 ساعة من نشر القصة) خطاب تهديد يتوعد الصحيفة باتهامها بالقذف في حالة المضي قدما في نشر القصة.
وبحث محامو الأوبزرفر مضمون خطاب "فيسبوك"، وتأكدوا أن لا ضرر من النشر.

وفوجئت كادوالدر وفريق الأوبزرفر بأن "فيسبوك" أصدرت ليلة النشر في الساعة الواحدة و النصف بعد منتصف الليل بيانا صحافيا، قالت فيه: "إنها أوقفت التعامل مع شركة كامبريدج أناليتكا بعدما تلقت تقارير "قبل أيام عدة" تفيد بأن شركة البيانات لم تتخلص من البيانات التي تحصلت عليها من "فيسبوك" عام 2015 ، كما وعدت".

وتقول كادوالدر: "كان الأمر جنونيا، لأننا أمضينا الساعتين التاليتين في محاولة إقناع مسؤولي التحرير في الأوبزرفر بالتواصل مع مديري تحرير "نيويورك تايمز" لإقناعهم بالمضي قدماً في النشر، حيث كانوا يتعرضون لضغوط مكثفة لسحب القصة وعدم نشرها في اللحظة الأخيرة".​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصداء القنبلة الصحافية المدوّية التي فجّرتها كادوالدر تتردّد بقوة في العالم بأسره أصداء القنبلة الصحافية المدوّية التي فجّرتها كادوالدر تتردّد بقوة في العالم بأسره



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة
 العرب اليوم - أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 08:12 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام
 العرب اليوم - البحر الأسود في تركيا جوهرة خضراء تنتظرك بعيداً عن الزحام

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل
 العرب اليوم - قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 21:07 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين
 العرب اليوم - رئيس مجلس النواب الأميركي يعلق على صلة ترامب بقضية إبستين

GMT 16:11 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ميشيل أوباما تقول الأميركيون ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة
 العرب اليوم - ميشيل أوباما تقول الأميركيون ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة

GMT 23:42 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية
 العرب اليوم - جدل في الجزائر بعد أداء طلاب طب القسم بالفرنسية

GMT 02:33 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر حسني

GMT 14:40 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك تشارلز يحافظ على وزنه ويعتمد على نشاط بدني منتظم

GMT 08:20 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

GMT 04:21 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أمور فى السياسة تستعصى على الفهم

GMT 07:25 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

GMT 23:32 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم

GMT 09:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع مخزونات النفط والمقطرات في الولايات المتحدة

GMT 05:03 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا عن حيادية القضاء في الغرب؟

GMT 08:21 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يستأنف الرحلات الجوية إلى إسرائيل

GMT 05:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يُحيَى شارع الحمرا البيروتي؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab