65 قتيلاً وجريحًا عراقيًا في تفجير مُجمّع سكنيّ للشبك شرق الموصل

ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة داخل مجمع سكني للشبك شرق الموصل العراقية، إلى 65 قتيلاً وجريحًا، فيما ندد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف بالحادث "الإجرامي". وأكد مصدر في شرطة محافظة نينوى، لـ"العرب اليوم"، أن "شاحنة نوع (سكانيا) مفخخة يقودها انتحاري انفجرت، صباح الخميس، داخل مُجمّع سكني في قرية الموفقية الذي تسكنه الأقلية الشبكية (20 كم شرقي الموصل)، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا و51 جريحًا غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً انهيار عدد من المنازل"، مرجحًا "زيادة الحصيلة لشدة التفجير". وأضاف المصدر، أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث، وفرضت طوقًا أمنيًا في محيط المنطقة، وبدأت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى مستشفى الموصل، وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي".
وشدد محافظ نينوى اثيل النجيفي، على أن الأجهزة الأمنية كافة مسؤولة عن تفجير المجمع السكني في قرى الشبك، داعيًا إلى محاسبة المُقصّرين، مضيفًا في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، "لا توجد جريمة أبشع من استهداف الأطفال والمدنيين في يوم عيد، فقد استهدفت مجموعة من المجرمين الإرهابيين فجر الخميس، مجمعًا سكنيًا للشبك بين قريتي طهراوة والموفقية، وأن التذكير بالقيم الدينية لا ينفع في مثل هذه الحالات، فمن يفعل هذه الجريمة يكون قد نسى وجود الله الذي جمع أربع عقوبات للقتل في أية واحدة".
وحمّل النجيفي "الأجهزة الأمنية كافة بلا استثناء، سواء من كان متواجدًا في المنطقة أو القيادات الأعلى أو الجهات الاستخبارية الساندة"، داعيًا إلى أن يحاسبوا على مثل هذه الخروقات، وهذا ما يجب على القيادة العامة للقوات المسلحة فعله، لانها قد أخذت هذه المسؤولية على عاتقها، وحجبت المحافظة عن الإشراف والتقييم وتوجيه العقوبات والمحاسبة في مثل هذه الخروقات"، مؤكدًا أنه "سيمارس الصلاحيات التي لديه من خلال التعديل الأخير للقانون، ولابد أن يجد الناس تغييرًا في بعض القيادات التي لا تُحسن أداء عملها".
ودان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، الخميس، بأشد العبارات، حادث التفجير الانتحاري الذي وقع في قرية الموفقية في محافظة نينوى، وأدى إلى مقتل وجرح عشرات الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال.
وأكد ملادينوف، في بيان له، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أن "الأمم المتحدة تولي اهتمامًا خاصًا لحماية الأقليات، التي تتعرض باستمرار إلى هجمات شنيعة، وتواجه عراقيل اقتصادية واجتماعية"، فيما أعرب في اتصال هاتفي بعضو مجلس النواب العراقي محمد جمشيت، عن "تعازيه الصادقة لأسر الضحايا من قتلى وجرحى، ولأفراد طائفة الشبك التي تُعتبر جزءًا مهمًا من الثروة العرقية والدينية في العراق".
وشدد المسؤول الأممي، على أن ارتفاع وتيرة أعمال العنف التي تشهدها محافظة نينوى في الآونة الأخيرة، تدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة، ودعا إلى تعزيز التعاون الأمني بين حكومة العراق وسلطات المحافظة وحكومة إقليم كردستان".
وأبدى نيكولاي، استعداد بعثة الأمم المتحدة لـ"مساعدة العراق على مواصلة تقديم الدعم إلى سلطات بغداد، لحماية المكونات العرقية والدينية جميعها في البلاد، وتعزيز حقوقها على أساس مبادئ الدستور العراقي، بما في ذلك التمثيل العادل في النظام السياسي في العراق".
يُشار إلى أن الشبك هم مجموعة سكانية عراقية، يرى باحثون أنهم جزء من القومية الكردية، إلا أن آخرين يعتقدون أنهم إحدى القوميات العراقية المستقلة، وينتشرون في 72 قرية وبلدة في سهل نينوى وما جاورها، ويُقدّر عددهم بـ 450 ألف نسمة.