أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية
آخر تحديث GMT11:01:24
 العرب اليوم -

تحشيد متقابل لجلسة البرلمان العراقي الثلاثاء بين تحالفي "البناء" و"الإصلاح"

أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع رئيس «تحالف الفتح» العراقي هادي العامري
بغداد ـ نهال قباني

قلّل قيادي في كتلة "الفتح"، بزعامة هادي العامري، من إمكانية حصول خلافات عميقة بينها وبين كتلة "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، إذا تم تمرير المرشح لمنصب وزير الداخلية، فالح الفياض، بالأغلبية. غير أن قيادياً صدرياً بارزاً حذَّر من أزمة عميقة قد تترتب على ذلك. وطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها "الشرق الأوسط" من مصادر مطلعة، فإن تحالف "البناء"، و"تحالف الإصلاح"، باشرا بحشد النواب من أجل تمرير الفياض لمنصب الداخلية بالنسبة لـ"البناء"، وعدم تمريره بالنسبة لـ"سائرون"، في وقت تؤكد فيه المصادر ذاتها أن جلسة الثلاثاء سوف تشهد تمرير باقي الوزراء، وعددهم ثمانية، بمن فيهم وزيرا الداخلية والدفاع.

وقال نعيم العبودي، عضو البرلمان عن كتلة "الفتح"، أنه "سيتم تقديم الكابينة الحكومية كاملة بمن فيهم فالح الفياض إلى البرلمان الثلاثاء، وفي حال اختلفنا في وجهات النظر نحن و(سائرون) حول ذلك، فإنه لا بد أن تكون هناك قواعد لهذه الخلافات". وأضاف العبودي أن "واحدة من هذه القواعد هي إما يحصل الفياض على ثقة البرلمانيين ويكون وزيراً للداخلية أو يرفض إن استطاعت كتلة (سائرون) أن تجمع أكثر من النصف زائد واحد، وبالتالي تبقى هناك قواعد، وهذا لا يعني أن تكون هناك كسر إرادة"، مبيناً أن "هنالك كثيراً من القضايا الأساسية التي تراجعت عنها كتلة (البناء) حفاظاً على التوافق، لذا فإن اختلفنا حول فالح الفياض سيكون أمامنا خياران؛ فإما أن نذهب إلى رئيس الوزراء، ويكون قرار القبول أو الرفض منوطاً به وسنلتزم بذلك، أو نلجأ إلى البرلمان".

من جهته، قال القيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي إن "كتلة البناء في حال أخذت بخيار الأغلبية البرلمانية وكسرت حاجز التوافق بين الصدر والعامري فإن مثل هذا الأمر لن يمر دون عواقب يمكن أن تؤثر على العملية السياسية برمتها". وأضاف الزاملي الذي كان رئيساً للجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق أن "الشارع العراقي أصبح تماماً بالضد من المحاصصة العرقية والطائفية"، لافتاً إلى أنه "لو أمعنَّا النظر في الوزراء الذين جاءت بهم كتلة (البناء)، فإن أغلبهم يتبعونها وتحت سيطرتها بينما لا تملك (سائرون) أي وزير في هذه الحكومة، لأنها تركت الخيار لرئيس الحكومة نفسه".

وأوضح الزاملي أن "هذا السعي في فرض إرادة معينة باسم الأغلبية سيبعث شعوراً سلبياً لدى جماهير (سائرون) بأنها باتت مهمشة، بينما الطرف الآخر سيكون له تأثير في الساحة، خصوصاً بعد تولي معظم مرشحيه المناصب الأمنية، مثل هيئة الحشد ووزارة الداخلية والأمن الوطني والمخابرات والأجهزة الاستخباراتية الأخرى". وأكد الزاملي أن "مثل هذا الأمر سيؤثر كثيراً على الساحة العراقية وعواقبه وخيمة على الشارع السياسي العام". واختتم الزاملي تصريحه لـ"الشرق الأوسط" بالقول: إن "هذه الحكومة في حال استمرت في ارتكاب مثل هذا الأخطاء، فإنها قد لا تستمر".

من جهته، أكد حسن توران نائب رئيس الجبهة التركمانية وعضو البرلمان، في تصريح مماثل لـ"الشرق الأوسط"، أن "المرحلة المقبلة يشوبها القلق، لأنه حدثت خروقات دستورية وتم التغاضي عنها، ومنها تشكيل الكتلة الأكبر، وبالتالي أصبحت الحكومة تُشكَّل على أساس التوافقات". وأضاف أن تفكيك التحالف بين (الفتح) و(سائرون) قد يؤدي إلى إفشال الحكومة، وإدخال البلد في أزمة دستورية وفراغ حقيقيين. وأوضح أن الأمر يتطلب تطويق هذه الأزمة وإسناد الوزارات المتبقية وعددها 8 إلى كفاءات ومهنيين خصوصاً الوزارات الأمنية.

أما جاسم الحلفي، عضو المكتب السياسي للحزب "الشيوعي" العراقي، والقيادي في تحالف (سائرون)، فقال لـ"الشرق الأوسط": أن "المشكلة كانت قد بدأت في البرلمان بشأن تحديد الكتلة الأكبر، في وقت يعيش فيه العراقيون أوضاعاً معيشية صعبة، وبالتالي رأينا أنه من غير المناسب الاستمرار في هذا الجدل في وقت نحتاج فيه إلى بدء العمل الحقيقي لتحقيق الأمن والخدمات للمواطن العراقي".

وأضاف الحلفي أن "الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بين (سائرون) و(الفتح) هو أن العراق أكبر من الكتلة الأكبر، وبالفعل تم المضي في هذا الاتفاق بدءاً من اختيار عادل عبد المهدي لرئاسةالحكومة في وقت نأت فيه كتلة (سائرون) عن المشاركة في الحكومة حين منحت عبد المهدي حرية اختيار الوزراء". وأوضح الحلفي: "كان قد تم الاتفاق على إسناد الوزارات الأمنية إلى شخصيات مستقلة ومهنية بعيدة عن الأحزاب والمحاصصة بينما باقي الوزراء يجب أن يكونوا تكنوقراطاً"، مبيناً أن "ما نراه اليوم مخالف لما تم الاتفاق عليه، وذلك لجهة ادعاء (البناء) بأنها الكتلة الأكبر، إذ إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من أين جاء هذا الادعاء إذ إنه لم يجر تسجيل هذه الكتلة خلال الجلسة الأولى للبرلمان، مثلما ينص الدستور، كما لم يقدم أحد شكوى بهذا الخصوص إلى المحكمة الاتحادية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab