صدمة في هونغ كونغ بعد مقتل العشرات وفقدان مئات في حريق أبراج سكنية
آخر تحديث GMT04:13:43
 العرب اليوم -

صدمة في هونغ كونغ بعد مقتل العشرات وفقدان مئات في حريق أبراج سكنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صدمة في هونغ كونغ بعد مقتل العشرات وفقدان مئات في حريق أبراج سكنية

حريق هائل يلتهم أبراج هونغ كونغ
بكين- العرب اليوم

"كلما اقتربت، ارتفعت شدّة الحرارة وزاد الإحساس بها، ويصبح الدخان كثيفاً للغاية".

هذا ما قاله طالب يدعى توماس ليو، كان من بين شهود العيان لحريق مدمر التهم أجزاء واسعة من مجمّع "وانغ فوك كورت" السكني المؤلف من ثمانية مبانٍ في منطقة تاي بو في هونغ كونغ.

وأسفر الحريق الهائل، الذي وقع الأربعاء، عن وفاة ما لا يقل عن 83 شخصاً، وأُبلغ عن فقدان أكثر من 270 شخصاً، ونُقل آلاف السكان إلى ملاجئ إخلاء. فيما تتواصل الجهود للبحث عن المفقودين والكشف عن ملابسات الحادث، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.

ووصف توماس الحريق بأنه "كارثة"، وقال إنه شاهد جثة تُنقل من موقع الحادث.

وبعد مرور نحو 24 ساعة على اندلاع الحريق في مبنى "وانغ فوك كورت" في منطقة تاي بو بهونغ كونغ، لا يزال العديد من الأهالي ينتظرون بقلق خارج المبنى سعياً لمعرفة مصير ذويهم. 

وانهار أحد الرجال باكياً أمام وسائل الإعلام المحلية، مؤكداً أنه لم يتلقَّ أي خبر عن زوجته العالقة داخل الشقة مع قطّتها. وفي مشهد آخر، لم يتمالك رجل آخر دموعه وهو يتساءل عن السبب الذي أدى إلى امتلاء الوحدة بالدخان خلال عشر دقائق فقط، مشيراً إلى أنه "لم تُتح أي فرصة للناس للنجاة".

وقالت موي سيو-فونغ، عضوة مجلس منطقة تاي بو، الخدمة الصينية: "العديد من الأشخاص أرسلوا رسائل عبر تطبيق واتساب أو اتصلوا هاتفياً، وقالوا إن لهم أقارب لا يزالون داخل المبنى أو أنهم عاجزون عن العثور عليهم".

واعتقلت السلطات ثلاثة من كبار التنفيذيين في شركة إنشاءات بتهمة الاشتباه بارتكاب القتل غير العمد، وذلك على خلفية استخدام مواد شديدة الاشتعال، من بينها شبكات وأغطية بلاستيكية، يُعتقد أنها ساهمت في سرعة انتشار الحريق.

وقالت الشرطة إن الشبكات والمواد على الجانب الخارجي من المباني لا يبدو أنها مقاومة للحريق، بالإضافة إلى العثور على مادة البوليسترين على نوافذ المبنى.

وأضاف متحدث باسم الشرطة: "لدينا سبب للاعتقاد بأن المسؤولين في الشركة كانوا مهملين بشكل صارخ، ما أدى إلى هذا الحادث وتسبب في انتشار الحريق بشكل خرج عن السيطرة، مما أسفر عن وقوع خسائر بشرية كبيرة".

وكانت السلطات قد دفعت بما يزيد عن 800 من رجال الإطفاء لمكافحة الحريق الذي ظل مشتعلاً لنحو 18 ساعة متواصلة.

وعن سبب استغراق إخماد الحريق وقتاً طويلاً، قال نائب مدير إدارة الإطفاء، ديريك أرمسترونغ تشان، خلال مؤتمر صحفي، إن "درجات الحرارة داخل المباني ظلت مرتفعة للغاية، مما جعل العمل في الطوابق العليا أمراً صعباً".

وأضاف أنهم يتوقعون أن يستغرق الأمر يوماً كاملاً قبل اكتمال عملية احتواء الحريق، لكن الحريق تحت السيطرة في أربعة من المباني الثمانية.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن طفلاً وامرأة مسنّة جرى إنقاذهما خلال عملية إنقاذ في ساعة متأخرة من الليل.

كما نعت الحكومة رجل إطفاء، 37 عاماً، توفي أثناء عمليات مكافحة الحريق، ووصفته بأنه "مخلص في عمله وشجاع".

واضطر ما يزيد عن ألف شخص إلى مغادرة المجمع السكني بسبب امتداد ألسنة اللهب، وتوجّه بعضهم إلى مراكز إيواء خُصصت لهم، كما استطاعت الشرطة إجلاء أشخاص من المباني المجاورة.

وتسعى فرق الإنقاذ إلى السيطرة على الحريق تدريجياً، غير أن المسؤولين يؤكدون أنهم لا يعلمون متى سيتمكنون من إخماد الحريق بالكامل، في وقت كانت النيران تتصاعد من شقق متفرقة، فيما وقف عدد كبير من الناس يراقبون بصمت.

وقالت إحدى السيدات إن أصدقاءها يقيمون داخل المبنى وكانت تنتظر أن تعرف إن كانوا قد استطاعوا الخروج من المكان أم لا.

وقال هاري تشيونغ، المقيم في المبنى الثاني من مجمع "وانغ فوك كورت" لما يزيد عن 40 عاماً، إنه سمع "ضوضاء" ورأى الحريق يندلع في مبنى مجاور، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.

وأضاف الساكن، البالغ من العمر 66 عاماً: "عدتُ على الفور لتجميع أشيائي".

وقال: "لا أعلم حتى هذه اللحظة ما شعرت به، كل ما أفكر فيه هو أين سأبيت هذه الليلة، إذ من المحتمل ألا أتمكن من العودة إلى منزلي".

وقالت سيدة في الستينيات من عمرها، تقيم في مجمع "كونغ فوك" المجاور، لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن عدداً من أصدقائها المقيمين في مجمع وانغ فوك كورت جرى حصر عددهم، ولم يُحسم الأمر بالنسبة للجميع.

وأضافت أن إحدى صديقاتها عادةً تنام القيلولة بعد الظهر يومياً، وربما كانت نائمة عند اندلاع الحريق في الساعة 14:51 بالتوقيت المحلي (06:51 بتوقيت غرينتش)، مشيرةً إلى أن بنات تلك السيدة لم يستطعن حتى الآن التواصل معها.

وقال ساكن آخر، يدعى جايسون كونغ، 65 عاماً، لوكالة رويترز للأنباء إن أحد جيرانه اتصل به وأخبره بأنه لا يزال محتجزاً داخل أحد المباني الشاهقة.

وأضاف: "أنا في حالة انهيار، هناك العديد من الجيران والأصدقاء، لم أعد أعلم ما الذي يحدث، أنظر وأجد كل الشقق تحترق، لا أدري ماذا أفعل، وآمل أن تتمكن الحكومة من مساعدتنا في إعادة الاستقرار بعد كل ما حدث".

وقالت سيدة مسنّة، تقيم في أحد الأبراج التي تعرضت للحريق، إنها لم تكن في منزلها وقت اندلاع الحريق، إلا أنها تشعر بقلق على شقتها لكونها غير مؤمّنة.

وأضافت: "أنا منزعجة جداً لعدم وجود منزل ألجأ إليه في الوقت الراهن".

وعلى الرغم من أن سبب الحريق الذي اجتاح الأبراج الشاهقة المتعددة لا يزال مجهولاً، يُعتقد أن النيران انتشرت بسرعة عبر سقالات من الخيزران كانت تغطي المباني، بسبب إجراء أعمال تجديد.

وأعرب بعض الأشخاص عن استيائهم من وقوع حريق هائل بهذا الحجم، وانتقدوا طريقة استجابة السلطات لاحتواء الحادث.

وتساءلت سيدة تدعى بون، في الستينات من عمرها، وتسكن في مجمع "وانغ فوك كورت": "عندما تندلع حرائق الغابات، تنشر السلطات مروحيات مع إلقاء قنابل مائية، فلماذا لا يحدث هذا في حالتنا، وكيف يتركون المباني الأخرى تحترق؟".

وأضافت لصحيفة "ساوت تشاينا مورنينغ بوست" إن "المكان قريب للغاية من محطة إطفاء وكنا نتوقع إخماد الحريق بسرعة، إلا أن النيران انتشرت الآن، وأشعر بخيبة أمل كبيرة".

ولفتت السيدة بون إلى أنها لم تتلقَّ أي توجيهات من الحكومة بشأن أماكن طلب المساعدة.

كما أجرت مقابلات مع بعض سكان تاي بو، الذين استطاعوا توفير مستلزمات للمتضررين والضحايا، بما في ذلك عشرات البطانيات وحزم التدفئة.

وقال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي، إن الإدارات الحكومية تقدم المساعدة للسكان الذين تضرروا بالحريق.

وردّاً على سؤالهم بشأن ما يشعرون به تجاه الحريق، قال السكان إن "الحكومة عاجزة عن التصرف بكفاءة" وأنهم "مصدومون ويشعرون بحزن شديد".

وقال أحدهم: "لا نرغب في وقوع أي خسائر بشرية أخرى".

قد يهمك أيضــــــــــــــا

هونغ كونغ تلغي إنذارات الأعاصير المدارية مع مغادرة الإعصار ويفا

أمطار وفيضانات عاتية تضرب العراق أمطارخسائر بشرية وأضرار مادية

 

 

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة في هونغ كونغ بعد مقتل العشرات وفقدان مئات في حريق أبراج سكنية صدمة في هونغ كونغ بعد مقتل العشرات وفقدان مئات في حريق أبراج سكنية



الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - العرب اليوم

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 العرب اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 02:21 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس
 العرب اليوم - الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس

GMT 12:38 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سقف النجاح منخفض.. جدًا

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة قصيرة في عقل «حزب الله»

GMT 16:46 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش حتى المائة"

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 05:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

منصة ماسك تعيد صياغة الوقائع وتتهم ويكيبيديا بالانحياز

GMT 09:50 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شهيد في الضفة والاحتلال يواصل عمليته العسكرية في طوباس

GMT 07:55 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 12:27 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي سيستبدل أكثر من عُشر العاملين الأميركيين

GMT 14:09 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادة «الموساد» النادرة لمصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab