داعش يستهدف البوسنة والهرسك لتجنيد عناصر جدد للقتال في صفوفه
آخر تحديث GMT04:40:42
 العرب اليوم -

وجه رسالة يدعو فيها سكان البلقان إلى محاربة أعداء الإسلام

"داعش" يستهدف البوسنة والهرسك لتجنيد عناصر جدد للقتال في صفوفه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "داعش" يستهدف البوسنة والهرسك لتجنيد عناصر جدد للقتال في صفوفه

صلاح الدين البوسني
واشنطن - رولا عيسى

يسعى تنظيم "داعش" إلى توسيع جهوده لتجنيد مقاتلين جدد في البوسنة، والتحريض على هجمات متطرفة هناك، اعتمادا على معدلات بطالة الشباب العالية هناك، إضافة إلى الشلل السياسي المزمن في المنطقة.

وتسبب هذه الخطوة قلقا بالغا في العالم الغربي، حيث يخشى الدبلوماسيون من تضافر عوامل التوترات العرقية وتدهور الاقتصاد في صياغة نوع من التطرف، والذي قد لا تقوى أوروبا على مواجهته وخصوصًا في البوسنة.

وأنتج "داعش" فيديو مدته 20 دقيقة بعنوان "شرف الجهاد" بهدف تجنيد مقاتلين جدد، ويتوجه الفيديو تحديدا إلى منطقة البلقان وخصوصًا البوسنة والهرسك، ويضم الفيلم مقاتلين في "داعش" من البوسنة يوجهون الدعوة للمواطنين للانضمام إلى "داعش" في سورية لمحاربة أعداء الإسلام على حد وصفهم.

ودعا أحد البوسنيين ويدعى صلاح الدين البوسني جمهور البوسنة في الفيديو إلى استهداف البعض في البوسنة، موضحًا "إذا كنت تستطيع وضع المتفجرات أسفل سيارتهم أو في منازلهم، إذا كنت تستطيع وضع السم  في الطعام أو الشراب وقتلهم بأي طريقة في البوسنة أو صربيا، إذن يمكنك أن تفعلها".

وكشف تقرير بعنوان "سحر الحرب السورية " نشر حديثا، أن "المقاتلين العائدين من سورية والعراق يشكلون خطرا مباشرا على أمن البوسنة والهرسك، فضلا عن التطرف الفكري في المنطقة وخارجها أيضا، حيث سافر 156 رجلا من البوسنة و36 امرأة إلى سوريا ومعهم 25 طفلًا خلال عامي 2013 و2014، ومن بين تلك الأعداد عاد فقط 48 رجل وثلاث سيدات في كانون الثاني/يناير من هذا العام"
وأشار أستاذ العلوم السياسة في جامعة "سراييفو" فالدو أزينوفيتش، والكاتب الإسلامي محمد يوزيتش، إلى أن البوسنة دولة ضعيفة وغير مجهزة لمواجهة أي تهديدات، كما أنها منقسمة إلى كيانين بموجب اتفاقية 1995، وهما اتحاد المسلمين والمعروف باسم "Bosniaks" و"Croats" وجمهورية صربيا، فضلا عن عدم وجود قاعدة بيانات موحدة عن المقاتلين الأجانب، كما أن أغلب بيانات المقاتلين الموجودة هي بيانات متفرقة وغالبا ما تكون ناقصة وغير منظمة، وأضاف أزينوفيتش أن "هذا ما يؤدى إلى افتقار الحكومة إلى إستراتيجية ملموسة لمواجهة هذه المشكلة، فالحكومة فقط تراقب وتشاهد"
وذكرت المتحدثة باسم وكالة حماية دولة البوسنة للأمن الداخلي كرستينا يوزيتش، أنها ستحلل فيديو "داعش" لتحديد البوسنيين المتورطين في تلك الجرائم، مضيفة أن "عودة مقاتلي داعش الذين شاركوا في الصراع السوري المسلح تمثل تحديا وتهديدا لأمن البلاد، وسوف تتحقق الوكالة من مزاعم الأنشطة المتطرفة المختلفة وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة".

وكشفت مصادر دبلوماسية أن حكومة سراييفو تسعى لوضع إستراتيجية جديدة لمكافحة التطرف بالتركيز على الوقاية وإعادة التأهيل للمقاتلين العائدين أيضا، وقد تم تقديم مسودة هذا المشروع للمبعوث الأميركي الخاص لمواجهة "داعش" الجنرال جون آلن، في زيارته إلى سراييفو في الثامن من حزيران/يونيو.

وجدير بالذكر ظهور الجماعات السلفية التي تعمل خارج نطاق المساجد الرسمية في ثلاث مناطق هي Gornja Maoča و Osve و Dubnica، وهي جماعات منبثقة عن المساجد الراديكالية، وغالبا ما تمول من الخليج، وبعد ثلاثة أعوام من مراقبة الجماعات الجهادية في البوسنة، يمكن تصنيفها فئتين رئيسيتين، الأولى تتمثل في قدامى المحاربين الذي قاتلوا بجانب المجاهدين المتطوعين من العالم العربي في صراع البوسنة في 1992-1995، والثانية تتمثل في الشباب البوسني الذي يسعى إلى تحقيق واحترام الذات، كما أن ثلث مجاهدي "داعش" من البوسنة لديهم سجلات جنائية سابقة.

وساهم الركود الاقتصادي في البوسنة، ومعدل البطالة المقدر بـ63% بين الشباب البوسني، بزيادة تدفقهم كمجندين في "داعش"، خصوصًا وأن الأفلام التي يبثها "داعش"، وهي تدعو للجهاد ترسم صورة مثالية للمتمردين في سورية، ما يثير عواطف الشباب ويدفعهم للانضمام إلى "داعش".

وأنتج "داعش" في وقت سابق أفلامًا ممثلة لتجنيد مقالتين من فرنسا والصومال واليمن وليبيا، وباستخدام برامج الكمبيوتر المختلفة أنتج "داعش" فيلما يصور تاريخ البلقان واجتياحها من قبل الصليبيين ثم الشيوعيين الملحدين والقوميين في نهاية المطاف، ويصور الفيلم القيادة السياسية الحالية للبوسنة باعتبارها متعاونة مع أعداد الإسلام، وفى نهاية الفيلم يظهر شخص يدعى أبو صفية البوسني، وهو جهادي كبير السن من ساندزاك، قُتل في سوريا شهر آذار/مارس ليقول "ستتكرر هذه المجازر إذا لم يعود المسلمين إلى دينكم"
ويعتقد مسؤلو الحكومات الغربية أن عودة حوالي 50 جهاديًا إلى البوسنة تمثل عبئا يمكن التحكم فيه من قبل وكالات الاستخبارات والأمن في البوسنة، بالرغم من ظروف المجتمع البوسني الصعبة ومشاكله الاقتصادية.

وفي ظل مخاطر المجتمع البوسني، كان هناك حادثا متطرفًا وحيدا هذا العام، حيث توجه رجل بوسني مسلح يدعى ناردين ايبريتش,  (24 عامًا) إلى مركز الشرطة وأطلق النيران على مركز الشرطة، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة أثنين آخرين ثم أطلق النيران على نفسه ومات،

ويذكر أن الشاب كان صديقا لأحد الرجال العائدين من سورية، ولكن لم يتضح مدى تأثره بالجهاديين، بينما أشارت تقارير رسمية إلى أن نياردين كان يصيح "الله أكبر" أثناء إطلاقه للنيران على مركز الشرطة، في حين أشارت مصادر أخرى إلى صياحه بالسب والشتائم أثناء إطلاق النيران، وتبين أن والده كان من بين 750 مسلم تم محاصرتهم من قبل قوات الشرطة في حزيران/يونيو 1992 عند بداية الحرب.

وأشار وزير الداخلية دراغان لوكاتش أن "الحادث المتطرف يمكن أن يكون بداية لسلسلة أحداث أسوء بكثير في البوسنة والهرسك"، بينما استخدمت القيادة الصربية هذا الحادث كذريعة لإطلاق النيران واعتقال أعداد كبيرة من البوسنيين، كما أنشأت قوات صربية خاصة جديدة لمكافحة التطرف، في حين اقترح دبلوماسيون غربيون أنه كان من الأفضل تحسين التنسيق بين 22 من قوات الشرطة القائمة بالفعل بدلا من إنشاء قوة شرطة جديدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يستهدف البوسنة والهرسك لتجنيد عناصر جدد للقتال في صفوفه داعش يستهدف البوسنة والهرسك لتجنيد عناصر جدد للقتال في صفوفه



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025
 العرب اليوم - تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025

GMT 16:36 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فالنسيا وجهة شاطئية مشمسة مليئة بالأنشطة المتنوعة
 العرب اليوم - فالنسيا وجهة شاطئية مشمسة مليئة بالأنشطة المتنوعة

GMT 03:21 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي
 العرب اليوم - ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي

GMT 03:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 176 صحفيا في قطاع غزة بعد عام من الحرب
 العرب اليوم - استشهاد 176 صحفيا في قطاع غزة بعد عام من الحرب

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حبّة سحرية تمنحك فوائد الجري 10 كيلومترات دون تحريك عضلة

GMT 03:45 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توقف مصفاة كربلاء النفطية عن العمل بسبب أعمال صيانة

GMT 18:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الملحن محمد عبد المجيد

GMT 00:24 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مَنْ عاد إلى نقطة الصفر؟

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بايدن يلغي زيارته إلى ألمانيا بسبب "إعصار ميلتون"

GMT 18:16 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تستهدف قادة بالحرس الثوري وحزب الله في مبنى في دمشق

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ولايات أميركية تقاضي تيك توك بتهمة "إيذاء" صغار السن

GMT 19:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

غريزمان يفكر في العودة من الاعتزال الدولي

GMT 13:54 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض في لبنان

GMT 18:29 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

برنت يهبط 4 دولارات بعد هدوء مخاوف الإمدادات

GMT 18:55 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد نيكو ويليامز من معسكر إسبانيا للإصابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab