أعلن معهد بانتون عن اللون الأبيض كلون لعام 2026، في خطوة أثارت دهشة مجتمع التصميم الذي يترقب سنوياً هذا الإعلان المؤثر في عالم الأزياء والديكور والمنتجات والعلامات التجارية. ويأتي اختيار الأبيض ليحمل دلالة خاصة خلال عام يعاد فيه التأكيد على قيمة الهدوء والبدايات الجديدة، في وقت يستمر فيه المعهد بدوره المرجعي في توقع اتجاهات الألوان وتحليل تأثيراتها.
اختار بانتون درجة تحمل اسم "راقصة السحاب" Cloud Dancer برمز PANTONE 11-4201، واصفاً إياها بأنها درجة بيضاء متموجة ومتوازنة تعكس السكينة والرقي، وتعبّر عن تأثير مهدئ في عالم يبحث عن التأمل الهادئ. ويأتي هذا اللون ضمن توجه عالمي نحو للألوان المحايدة التي تشجع الإبداع وتمنح مساحات واسعة لبناء رؤى جديدة.
ورغم أنّ الأبيض لطالما كان جزءاً أساسياً من الموضة، فإن هذه الدرجة خصوصاً تبرز بشكل متناسق في التصميم الداخلي، حيث تتناغم مع المواد الطبيعية كالخشب والحجر. ويعتمد معهد بانتون في اختياره السنوي على متابعة مستمرة من قبل متخصصين ينتمون إلى خلفيات متعددة، يدرسون الاتجاهات الثقافية والفنية والسياسية، ويستخلصون من خلالها عائلة لونية ثم درجة محددة تحمل اسمها الخاص بدقة مدروسة.
شهدت اختيارات المعهد في الأعوام السابقة ألواناً حملت رسائل عاطفية وهادئة مثل الموكا موس لعام 2025 والخوخ الزغبي لعام 2024. أما هذا العام، فيأتي الأبيض ليجدد فكرة البدايات ويعيد إبراز إمكانات اللون المحايد.
وبالمقابل، تُظهر اتجاهات الديكور المعلنة من غالبية شركات الدهانات لعام 2026 توجهاً مغايراً، حيث تتجه نحو الدفء واللمسات الترابية والألوان المحايدة المستوحاة من الطبيعة، من الرمال والأخشاب، بالإضافة إلى درجات أكثر عمقاً مثل الأخضر والأصفر الترابي والبني الدافئ والألوان المعدنية، وهي ظلال تعبّر عن الارتباط بالطبيعة والعمق العاطفي.
وعلى الرغم من هذا التباين، يبقى الأبيض لوناً يحمل الكثير من الخصائص الجمالية. فهو يضفي صمتاً أنيقاً وبساطة راقية، ويخلق ملاذاً هادئاً في مساحات الحياة اليومية. كما يتميز بجاذبية دائمة تتخطى الاتجاهات العابرة، ويتناسب مع أنماط التصميم المختلفة من المودرن إلى الكلاسيكي، ويُعدّ خلفية مثالية تسمح ببروز الخامات المزخرفة وتضخيم الضوء الطبيعي.
يرتبط الأبيض بالنقاء والوضوح، ويعزز الشعور بالرحابة، لذلك يعد خياراً مثالياً للغرف الصغيرة. كما يتمتع بمرونة عالية، ليكون قاعدة متينة تسمح بتغيير الديكور بسهولة مع الزمن. ويتميز بقدرته على إدارة الإضاءة وعكسها، ما يمنح المساحات إحساساً بالتجدد، كما يُعدّ عنصراً موحّداً في التصميم، يمنح التوازن والراحة النفسية.
وعند دمجه في الديكور الداخلي، تظهر أهمية اختيار الدرجة المناسبة بين الأبيض الدافئ الذي يميل إلى الصفرة، والأبيض البارد الذي يحمل لمسة من الأزرق أو الرمادي، ليمنح كل مساحة الطابع الذي ينسجم مع وظيفتها.
يُضفي الأبيض في غرف المعيشة إحساساً بالانفتاح ويبرز الضوء الطبيعي، مما يجعله خياراً مثالياً للمساحات التي تسعى إلى أجواء مشرقة ومتجددة. كما يمنح المطابخ طابعاً نظيفاً ومنظماً، ويعد خياراً عملياً يتيح إبراز لمسات لونية من خلال الأكسسوارات. وفي غرف النوم، يعزّز الأبيض الصفاء ويوفر أجواء مريحة مثالية للنوم. أما الحمامات، فيجعلها أكثر إشراقاً ويحاكي أجواء المنتجعات الصحية بفضل صفائه اللافت.
ولمنح الديكور الأبيض طابعاً جذاباً بعيداً عن الرتابة، ينصح باستخدام درجات مختلفة من الأبيض لإضافة عمق بصري، إلى جانب دمج خامات متنوعة مثل الأقمشة والسجاد والحجر والمعادن. كما يمكن إضافة ألوان زاهية من خلال الوسائد واللوحات والنباتات، إلى جانب الاعتماد على المرايا والزجاج لتكثيف الضوء، وتوظيف الإضاءة المناسبة لتعزيز الإشراقة. وتساعد معرفة وظيفة كل مساحة في اختيار الخامات العملية، فيما تضيف المعادن كالفضي والبرونزي والذهبي لمسات فاخرة تتناغم مع الأبيض.
وهكذا يقدّم لون بانتون لعام 2026 رؤية مختلفة للتصميم عبر الأبيض، لون البساطة والعمق والتجدد، الذي يتيح فرصاً واسعة للإبداع سواء في الموضة أو الديكور أو المنتجات، ليكون بداية لعام تتسع فيه المساحات للأفكار الجديدة والانسجام البصري.
قد يهمك أيضــــاً:
إستخدام اللون الأصفر لإضاءة ديكور منزلك العصري
أهمية الإضاءة لتحديد الطابع العام لحفل الزفاف
أرسل تعليقك