في الذكرى الثانية للحرب التي اندلعت بين حركة حماس وإسرائيل، أكدت حركة حماس رغبتها في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مستندة إلى خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مع الإشارة إلى استمرار وجود مطالب وشروط لم يتم التفاهم عليها بعد، ما يشير إلى أن المحادثات غير المباشرة التي تجري حالياً في مصر قد تكون صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً.
وأعلن فوزي برهوم، القيادي البارز في حركة حماس، موقف الحركة خلال بيان بث عبر التلفزيون، حيث أكد أن وفد الحركة في مصر يسعى لتذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضمن وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وهو مطلب ترفضه إسرائيل رفضاً قاطعاً. وأضاف برهوم أن الحركة تسعى أيضاً لاتفاق يبدأ فوراً في إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف هيئة فلسطينية تتكون من تكنوقراط، وهو ما يوضح رغبة حماس في إدارة المرحلة المقبلة بشكل مستقل دون تدخلات إسرائيلية.
وفي بيان مشترك أصدرته مجموعة من الفصائل الفلسطينية من بينها حماس، شددت على أن الحديث عن نزع سلاح الشعب الفلسطيني يعد محاولة لشرعنة وجود الكيان الإسرائيلي وجرائمه، وأن هذا الأمر غير مقبول، مشددة على أن السلاح الفلسطيني سيظل مشروعاً وضرورياً لتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال.
من جهة أخرى، لم يصدر أي تعليق رسمي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سير المحادثات في شرم الشيخ حتى الآن. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن المحادثات تركز في مرحلتها الأولى على وقف القتال والترتيبات اللوجستية لإطلاق سراح الأسرى والسجناء السياسيين، بينما أكدت قطر، التي تلعب دور الوسيط إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، أن هناك حاجة لإنهاء العديد من التفاصيل التي قد تؤخر التوصل إلى اتفاق وشيك.
على الصعيد الميداني، واصلت إسرائيل شن هجماتها على قطاع غزة، مما زاد من عزلة القطاع على المستوى الدولي. وفي الوقت نفسه، شهدت عدة مدن حول العالم، من بينها سيدني في أستراليا وعدد من العواصم الأوروبية، تنظيم احتجاجات ضد تصرفات إسرائيل في غزة، رغم تنديد بعض الساسة بهذه الاحتجاجات واعتبارها مشجعة على العنف. وتعكس هذه الاحتجاجات تحولا واضحا في التعاطف العالمي الذي بدأ يميل بشكل متزايد نحو دعم القضية الفلسطينية، بعد أن كان في البداية أكثر انحيازًا لإسرائيل عقب هجوم السابع من أكتوبر.
وفي جانب آخر من الأزمة، يأمل المدنيون في كلا الجانبين في أن تحقق محادثات شرم الشيخ تقدمًا سريعًا، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، الذين ما زال عددهم يبلغ 48 أسيرًا محتجزًا في غزة، مع اعتقاد أن 20 منهم على قيد الحياة. وأعربت هيلدا ويستال، مواطنة إسرائيلية، عن ألمها المستمر بسبب غياب الأسرى، واصفة الأمر بأنه جرح مفتوح بعد مرور عامين دون عودتهم.
أما في غزة، فقد عبر الفلسطيني محمد ديب عن معاناة السكان الذين يعيشون في خوف مستمر من القصف والدمار، حيث يعاني القطاع من أزمة إنسانية حادة مع نزوح آلاف الأشخاص ومقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب.
شهدت الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء، وفق شهود عيان، استمرار القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، خاصة في خان يونس جنوب القطاع ومدينة غزة شماله، بينما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على التجمعات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في تجمع نتيف هعسره السكني.
وأعرب كل من إسرائيل وحماس عن دعم مبدئي لخطة ترامب التي تتضمن وقف القتال، إطلاق سراح الأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما تحظى هذه الخطة بدعم دول عربية وغربية.
لكن بالرغم من جهود التوصل لاتفاق خلال مهلة 72 ساعة التي حددها ترامب لإعادة الأسرى، فإن مصادر فلسطينية ومسؤولين في الخطط الخاصة بوقف إطلاق النار أشاروا إلى أن تحقيق هذه المهلة قد يكون صعبًا، لا سيما فيما يتعلق باستعادة رفات الأسرى الذين فقدوا حياتهم، الأمر الذي يتطلب تحديد مواقعهم واستعادتهم من مناطق متفرقة.
وبينما تلوح بوادر اتفاق محتمل، تبقى هناك قضايا رئيسية عالقة مثل مستقبل الحكم في غزة ومن سيشرف على إعادة إعمار القطاع، حيث رفض ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن يكون لحركة حماس أي دور مستقبلي في هذه المرحلة، بالإضافة إلى السؤال الكبير عن مصادر التمويل المطلوبة لإعادة إعمار القطاع الذي تحول معظم بنيته التحتية إلى أنقاض.
في الوقت الراهن، يترقب الجميع بحذر مصير هذه المفاوضات، وسط استمرار المعاناة الإنسانية والسياسية في غزة، التي تجاوزت عامين من الحرب المستمرة دون تحقيق هدنة شاملة، وسط أجواء مشحونة وتوترات لا تهدأ.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
حماس تعلن الموافقة على تسليم السلاح ضمن آلية بإشراف دولي
أول ظهور لخليل الحية بعد محاولة اغتياله في الدوحة ومقتل نجله ومدير مكتبه
أرسل تعليقك