الكنائس تتحول إلى ملاذ آمن للمسيحيين في غزة وسط مخاوف التهجير
آخر تحديث GMT03:44:07
 العرب اليوم -

الكنائس تتحول إلى ملاذ آمن للمسيحيين في غزة وسط مخاوف التهجير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الكنائس تتحول إلى ملاذ آمن للمسيحيين في غزة وسط مخاوف التهجير

مبنى كنيسة الذي قصفه الاحتلال في شرق مدينة غزة.
غزة - العرب اليوم

داخل كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة يعيش رامز الصوري بعد أن فقد 12 شخصاً من عائلته من بينهم ثلاثة من أطفاله في نفس المكان في التاسع عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 على إثر غارة إسرائيلية استهدفت ثالث أقدم كنيسة مستخدمة، بعد كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس، ومع ذلك يُصر الأب المكلوم على البقاء وعدم النزوح رغم أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي مؤخراً لسكان المدينة.

يقول الصوري في تصريحات لبرنامج "يوميات الشرق الأوسط" المذاع عبر راديو بي بي سي: "نحن هنا متواجدون بين الأهل والأصدقاء والأحباب، واجهنا سوياً كافة أعمال العنف التي تعرضنا لها جميعاً منذ بداية الحرب، كان استهداف الكنائس يتم بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد كل هذا العدد من أهلي وأطفالي، أنا أتحدث معكم رغم مرضي وألمي وفقدي لأبنائي لأن مشاهد التدمير غير المسبوقة في حيي الصبرة والزيتون لا تبشر بخير، وبالتأكيد نحن جميعاً كمسيحيين ونازحين في الكنيسة متخوفون من تعرضها لاستهدافات أخرى، ومع ذلك سنلتزم جميعاً بالقرار الذي اتخذه المجمع الكنسي الأعلى للمسيحيين في القدس والخاص بعدم نزوحنا من مدينة غزة".

وشدّد على أن الكنيسة هي من تتخذ القرارات الصائبة بالنسبة للمجتمعات ومراكز الإيواء المسيحية، وأن جميع أفراد المجتمع المسيحي ملتزمون بالقرارات الكنسية العليا المتخذة من بطريركية الروم الأرثوذكس وبطريركية اللاتين في القدس.

وأصدر الجيش الإسرائيلي الأربعاء تعليمات بإخلاء كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمعها في مدينة غزة، وفقاً لما أفادت به صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". تأتي هذه التطورات في سياق استعدادات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية إخلاء واسعة للمدنيين من مدينة غزة، تمهيداً لهجوم عسكري مُوسّع يهدف إلى السيطرة على أكبر مدن القطاع.

من جانبه أفاد الأب عيسى مصلح الناطق الإعلامي الرسمي لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، أن قرار عدم النزوح جاء بقرار مباشر من البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، والبطريرك اللاتيني للقدس، وأكد الأب مصلح أن البيان الصحفي الصادر عن البطريركيتين يهدف إلى "عدم تهجير المسيحيين بشكل خاص، والفلسطينيين بشكل عام من غزة هاشم"، على حد تعبيره، وذلك لإفشال ما أسماها "المحاولات الإسرائيلية للاستيلاء على الأرض وإفراغها من سكانها".

وكان الكهنة والراهبات الكاثوليك والأرثوذكس في مدينة غزة قد أعلنوا عزمهم على عدم مغادرة المدينة، وقالت بطريركية الروم الأرثوذكس والبطريركية اللاتينية في القدس في بيان مشترك نُشر الثلاثاء الماضي: "إن مغادرة مدينة غزة ومحاولة الفرار إلى الجنوب ستكونان بمثابة إعلان حُكم بالإعدام عليهم. ولهذا السبب، قرّر الكهنة والراهبات البقاء والاستمرار في رعاية جميع من سيبقَون في رِحاب المجمّعَيْن".

الأب مصلح لفت في حديثه إلى أنه "بالرغم من قرار الجيش الإسرائيلي إخراج المسيحيين من دير القديس برفيريوس وكنيسة القديسة بورشينيا. إلا أن رجال الدين الأرثوذكس، ومعهم جموع المسيحيين، رفضوا رفضاً قاطعاً الخروج، مؤكدين أن واجبهم هو الاعتناء بأبناء شعبهم الفلسطيني، لأن هذه الأديرة والكنائس تضم نازحين من أبناء الشعب الفلسطيني بمسلميهم ومسيحييهم على حد سواء، وأنهم قرروا بالإجماع البقاء في الأديرة والكنائس لإفشال مخطط التهجير، وللمحافظة على الإرث الثمين الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم"، واصفاً محاولة إخراجهم من دور عبادتهم بت "الجريمة النكراء ضد الإنسانية"، وفق تصريحاته.

واختتم تصريحاته قائلاً: "نراقب الأمر عن كثب لأننا حقاً نشعر بالقلق إزاء ما آلت إليه أمور مدينة غزة، لكن مهما ألمّت بنا ظروف صعبة وسيئة لن ننزح عنها، هذا قرارنا النهائي".

من جهته قال الأب عبدالله يوليو إن "المسيحيين في فلسطين وفي المشرق العربي عامة ليسوا طوائف أو مِلل، بل هم جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية في المنطقة ومن هذا المنطلق لا بد من أن نساعد كرعاة، المسيحيين على البقاء، لأن البقاء والصمود هو مقاومة ضد الهدف الذي يسعى الجيش الإسرائيلي لفرضه وهو الاستيلاء على الأرض بدون الشعب".

وحذّر يوليو من أنه بدون العرب المسيحيين في هذه المنطقة، ستتحول الكنائس والأديرة إلى مجرد متاحف ومزارات تبكي على أطلال شعبها الذي تركها ونزح.

وما زلنا داخل كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة حيث تحدث إلينا إلياس الجلدة النازح في الكنيسة وعضو مجلس الوكلاء في الكنيسة الأرثوذكسية العربية في غزة قائلاً: "البقاء هو أمر واقع، فالواقع يقول إن هناك مئات النازحين في هذا المكان لا يمكن التخلّي عنهم، بالإضافة إلى عدد من الأطفال من ذوي الإعاقة الذين لا يمكن نقلهم في حال تنفيذ قرار النزوح".

وبحسب الجلدة؛ معظم الموجودين داخل دور العبادة المسيحية في مدينة غزة هم من النساء وكبار السن والأطفال ذوي الإعاقة الذين نزحوا من بيوتهم منذ حوالي عامين ولجأوا إلى هذه الكنائس ليحتموا فيها بعد تدمير بيوتهم أو خوفاً من الحرب ومعاناة القتل والتهجير الذي يحدث يومياً في غزة.

وأضاف: "الكنيسة قررت أننا لن نرحل، لأنه من المستحيل أن يرحلوا ويتركوا الناس، خاصة ذوي الإعاقة وكبار السن، ليس من الدين ولا من الإنسانية أن نتركهم يواجهون المجهول بمفردهم، فهذا بمثابة حكم بالإعدام"، على حد وصفه.

وكمواطن مسيحي فلسطيني أكّد الجلدة أنه لا يفكر أبداً في النزوح، لأن النزوح إلى الجنوب هو نزوح للمجهول، ولعالم الضياع الذي لا يقوى عليه، وقال: "نحن مولودون في مدينة غزة، واعتدنا على العيش فيها، ولا نعرف لنا موطناً آخر غير مدينة غزة".

و"إذا كان الموت قدراً محتوماً فليكن داخل الكنيسة، فنحن لا نُخيّر بين الحياة والموت، بل بين موت وموت".

هذا الصمود المسيحي في غزة ليس مجرد رفض للنزوح، بل هو رسالة واضحة للعالم بأن الوجود المسيحي في الأرض المقدسة جزء لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني، وأن الكنائس ليست مجرد مبانٍ، بل ملاجئ ورموز للإنسانية.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ترامب يعقد اجتماعًا في البيت الأبيض لبحث حرب غزة بحضور توني بلير وكوشنر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس محمود الأسود غربي غزة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكنائس تتحول إلى ملاذ آمن للمسيحيين في غزة وسط مخاوف التهجير الكنائس تتحول إلى ملاذ آمن للمسيحيين في غزة وسط مخاوف التهجير



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:24 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
 العرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث

GMT 13:38 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن

GMT 08:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تتأثر الأبراج الفلكية على طريقة تعبيرها عن المشاعر

GMT 22:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبدأ تقليص استدعاءات جنود الاحتياط

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab