في زيارة رسمية وُصفت بـ"غير المسبوقة"، حلّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ضيفين على العائلة المالكة البريطانية، حيث استقبلهما الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في قلعة وندسور صباح الأربعاء، في مستهل زيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة، وهي سابقة لرئيس أمريكي في التاريخ الحديث.
وصل ترامب على متن مروحية "مارين وان" إلى حديقة القصر قرابة الساعة 11:15 صباحًا بتوقيت غرينتش، وكان في استقبالهما ولي العهد الأمير ويليام وزوجته كاثرين. وقد شهدت مدينة وندسور استعدادات استثنائية، شملت تزيين الشوارع بالأعلام البريطانية والأمريكية، وانتشارًا مكثفًا لقوات الأمن.
وتميّز الاستقبال بعرض عسكري ضخم شارك فيه نحو 1300 جندي من القوات المسلحة البريطانية، تخلله إطلاق تحية ملكية من برج لندن، ما أضفى على الحدث طابعًا احتفاليًا رسميًا قلّ نظيره. وشارك الأزواج الملكيون والأمريكيون في موكب داخل القصر، تبعته جولة في قاعة الرسم الخضراء التي احتضنت معرضًا خاصًا يبرز عمق العلاقات التاريخية بين بريطانيا الولايات المتحدة،
عقب المراسم الرسمية، تناول الجميع غداءً خاصًا في القصر، على أن يضع الرئيس الأمريكي وزوجته لاحقًا إكليلًا من الزهور على قبر الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في كنيسة القديس سانت جورج. وكان من المقرر إقامة عرض جوي مشترك لمقاتلات "إف-35" البريطانية والأمريكية مع فريق "السهام الحمراء"، إلا أنه ألغي بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وتأتي الزيارة الثانية لترامب إلى المملكة المتحدة بدعوة رسمية من الملك تشارلز، وهي سابقة من نوعها، إذ لم يحظ أي رئيس أمريكي من قبل بزيارتين رسميتين إلى بريطانيا منذ تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1952. وقد سبق أن استُقبل ترامب بزيارة دولة أولى في عام 2019.
ويرافق ترامب في زيارته عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، على رأسهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي وصل قبله إلى لندن، إلى جانب وزراء الخزانة والتجارة والزراعة، ومبعوثين خاصين، وفريق من البيت الأبيض وأفراد الخدمة السرية.
ومن المتوقع أن تركز زيارة ترامب، التي تمتد ليومين، على تعزيز الشراكة الأمريكية البريطانية، لا سيما مع حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر التي تسعى لتوطيد علاقتها مع واشنطن. كما يُرجّح أن يتبادل الجانبان هدايا رمزية، تعبيرًا عن عمق التحالف التاريخي بين البلدين.
إلا أن الزيارة لم تخلُ من التوتر، إذ تزامنت مع احتجاجات مناهضة للرئيس الأمريكي، نُظمت في عدة مناطق من لندن، خصوصًا قرب مبنى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حيث تجمّع عشرات النشطاء من تحالفات مناهضة للعنصرية، وأخرى معنية بالمناخ وحقوق الإنسان، فضلًا عن مجموعات داعمة للقضية الفلسطينية.
وفي تصريحات سابقة قبل مغادرته واشنطن، وصف ترامب الملك تشارلز بأنه "رجل أنيق وصديق حميم"، مؤكدًا أنه "يمثّل بريطانيا خير تمثيل". وبالرغم من الطابع الاحتفالي للزيارة، فإن بعض الملفات الحساسة، مثل الموقف من الحرب في غزة، ومسألة حرية التعبير في المملكة المتحدة، قد تُطرح للنقاش خلال اللقاءات الثنائية.
وتُجرى زيارة ترامب الرسمية في ظل أعمال تجديد بقصر باكنغهام، مما دفع بالبلاط الملكي إلى اختيار قلعة وندسور كمقر للاستقبال، وهو ما فرض إجراءات أمنية مشددة، وسط تأكيدات بأن برنامج الرئيس الأمريكي سيكون مغلقًا إلى حد كبير، بعيدًا عن الفعاليات العامة.
وتختم الزيارة يومها الثاني بلقاءات سياسية رفيعة المستوى، وسط توقعات بأن تكون محور تركيز كبير للإعلام البريطاني، خصوصًا في ظل الجدل القائم حول قضايا دولية وداخلية تتعلق بطرفي العلاقة البريطانية الأمريكية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ترامب يقاضي نيويورك تايمز بتهمة التشهير ويطلب 15 مليار دولار
ترامب يؤكد أن إسرائيل لن تهاجم قطر مجدداً وينفي إبلاغه مسبقاً بهجوم الدوحة
أرسل تعليقك