موسكو - حسن عمارة
تشهد الحرب في أوكرانيا تصعيداً ملحوظاً في العمليات العسكرية الروسية التي طالت مواقع عسكرية ومدنية، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود والمدنيين، فيما شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مهلة نهائية أمام روسيا لإنهاء القتال، محذراً من فرض عقوبات شديدة في حال عدم الاستجابة.
أعلنت القوات البرية الأوكرانية أن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف وحدة تدريب عسكرية في منطقة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا، يوم الثلاثاء 29 يوليو، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين. وأشارت القوات في بيان رسمي نشر على تطبيق تليغرام إلى أن الهجوم الصاروخي جاء على أراضي إحدى وحدات التدريب التابعة للقوات البرية للقوات المسلحة الأوكرانية، وأنه على الرغم من اتخاذ تدابير أمنية مشددة، لم يكن بالإمكان تفادي الخسائر بالكامل.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ الهجوم باستخدام صواريخ من طراز "إسكندر"، مع فتح لجنة تحقيق في الواقعة لمعاقبة المسؤولين في حال ثبوت تقصير أدى إلى الخسائر البشرية. وأشار مدونون عسكريون إلى أن الهجوم وقع قرب الحدود الشمالية في منطقة تشيرنيهيف، بينما لم يشر التقرير الأوكراني إلى مكان محدد.
خلال ليل وصباح الثلاثاء، شنت القوات الروسية غارات أدت إلى مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 50 في مناطق مختلفة من أوكرانيا. الهجوم الأكثر دموية استهدف سجن بيلينكي في منطقة زاباروجيا، حيث قُتل 16 سجيناً وأصيب أكثر من 50 آخرين، تم نقل 44 منهم إلى المستشفى. وأفادت وزارة العدل الأوكرانية أن أربع قنابل انزلاقية أصابت السجن قبل منتصف الليل، مدمرة قاعة الطعام والمقر الإداري ومنطقة الحجر الصحي. في البداية، أعلنت الوزارة مقتل 17 سجيناً لكنها عدلت الرقم لاحقاً.
وفي هجوم منفصل، استهدفت غارة روسية مستشفى في كاميانسكي بمنطقة دنيبروبتروفسك، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة حامل تبلغ من العمر 23 عاماً تُدعى ديانا. كما قُتل خمسة أشخاص في قرية نوفوبلاتونيفكا في منطقة خاركيف أثناء وقوفهم في طابور للحصول على مساعدات إنسانية، وفقاً لما أعلنته السلطات المحلية، فيما نشر مسؤولون أوكرانيون صوراً لجثث ملقاة قرب متجر مدمر في المنطقة.
في ذات الوقت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من السيطرة على بلدتين جديدتين، حيث استولت مجموعة قوات "الوسط" على بلدة نوفوأكراينكا في مقاطعة دونيتسك، فيما تمكنت مجموعة قوات "الشرق" من السيطرة على بلدة تيميروفكا في مقاطعة زابوريجيا. وأكد البيان الروسي أن القوات تواصل تقدمها على مختلف محاور القتال، مع تكبيدها القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ومحسنة مواقعها في الجبهات.
كما ذكرت روسيا في وقت سابق أنها سيطرت على قرية ماليفكا، بعد أسابيع من إعلان سيطرتها على أول قرية في منطقة دنيبروبتروفسك، رغم نفي أوكرانيا لهذه الادعاءات.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الروسية أن أوكرانيا أطلقت عشرات الطائرات المسيرة خلال الليل على منطقة روستوف الجنوبية في روسيا، ما أدى إلى مقتل شخص داخل سيارته في بلدة سالسك، وإصابة زوجة آخر في منطقة بيلغورود الحدودية، حيث قُتل شخص أيضاً داخل سيارته وأصيبت زوجته بجروح.
في سياق متصل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء تحديد 8 أغسطس/آب موعداً نهائياً أمام روسيا للموافقة على وقف إطلاق النار، محذراً من فرض عقوبات شاملة في حال عدم الالتزام. وكان ترامب قد وجه إنذاراً نهائياً لموسكو خلال زيارته للمملكة المتحدة الاثنين، قائلاً إنه سيقلص مهلة الـ50 يوماً التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر.
ورداً على موجة الضربات الأخيرة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا يجب أن تُجبر على وقف القتل وتحقيق السلام عبر عقوبات "قاسية"، معتبراً أن وقف إطلاق النار "كان من الممكن أن يكون قائماً منذ فترة طويلة".
وأكد مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا أن استهداف السجون يشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني"، مشدداً على أن الأشخاص المحتجزين لا يفقدون حقهم في الحياة والحماية.
أرسل تعليقك