طهران - مهدي موسوي
في تصعيد غير مسبوق للحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، أطلقت طهران، صباح الأحد 22 يونيو 2025، موجة صاروخية جديدة استخدمت فيها تكتيكات هجومية متقدمة وصواريخ من طراز "خيبر"، ما أدى إلى دمار واسع في عدد من المدن الإسرائيلية، وإصابة العشرات، وإغلاق عام في المرافق الحيوية.
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية إن هذه الهجمات تمثل "الموجة العشرين" من عملية "الوعد الصادق 3"، مشيرة إلى أن الضربة تأتي كرد مباشر على الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية فجر الأحد.
بحسب بيان الحرس الثوري الإيراني، فقد شملت الهجمات إطلاق 40 صاروخاً باليستياً بعيد المدى، تعمل بالوقود السائل والصلب، واستهدفت مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية في نيس تسيونا، وقواعد دعم وقيادة إسرائيلية، مع استخدام رؤوس حربية شديدة التدمير، وتقنيات توجيه حديثة تتيح المناورة في مرحلة الهبوط حتى لحظة الاصطدام.
وأشار البيان إلى أن صاروخ "خيبر"، وهو الجيل الرابع من صواريخ "خرمشهر"، قد استخدم لأول مرة في هذه الموجة، وهو قادر على حمل رؤوس حربية بوزن 1500 كيلوجرام، ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر، ويتميّز بإمكانية اختراقه الدفاعات الجوية المتقدمة، وفقاً لوصف طهران.
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 86 شخصاً أُصيبوا بجروح متفاوتة جراء القصف، وتم نقلهم إلى مستشفيات تل أبيب وحيفا ومدن أخرى. كما أظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية دماراً واسعاً في مناطق مدنية، وتحطم سيارات ومبانٍ سكنية في نيس زيونا، بالإضافة إلى أضرار في البنية التحتية.
وذكرت فرق الطوارئ الإسرائيلية أنها تدخلت في أكثر من 10 مواقع مختلفة، مؤكدة أن دوي الانفجارات سُمع في أنحاء متفرقة من تل أبيب، فيما أُطلقت صافرات الإنذار في مدن الوسط والشمال.
على إثر الضربات، أعلن الجيش الإسرائيلي تشديد إجراءات السلامة العامة، وأصدر أوامر بإغلاق المدارس وأماكن العمل غير الأساسية، بالإضافة إلى تفعيل خطط الطوارئ في المستشفيات والملاجئ.
وفي بيان لاحق، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "الهجوم الإيراني الأخير يُظهر تحولاً نوعياً في قدرات طهران، وسنرد في التوقيت والمكان المناسبين"، وفق تعبيره.
تلفزيون "برس تي في" الإيراني عرض مشاهد من تجارب سابقة لصواريخ "خيبر"، مشيراً إلى أنها مخصصة لـ"الردع الإقليمي" وقد طُورت لتكون قادرة على ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية حساسة بدقة عالية.
كما نقلت وكالة "تسنيم" عن الحرس الثوري تأكيده أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم تمتاز برؤوس حربية متعددة قابلة للتفجير المتسلسل، ما يجعل آثارها "مضاعفة عند الانفجار".
تأتي هذه الموجة الصاروخية بعد أقل من 24 ساعة من الهجوم الأميركي الواسع على منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي أسفر عن تدمير مواقع "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، دون تسجيل تسرّب إشعاعي، وفقاً لوكالة الطاقة الذرية.
ويبدو أن الرد الإيراني المباشر على إسرائيل، وبصورة تقنية متطورة، يضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من التصعيد العسكري عالي المستوى، مع احتمال اتساع رقعة الحرب إلى جبهات أخرى تشمل العراق وسوريا ولبنان، حيث تنتشر قوات ومصالح للطرفين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ترامب يتردد في موقفه بشأن إيران خشية تحوّلها دولة مثل ليبيا
مستشار عراقجي يكشف إحباط إيران لمؤامرة إسرائيلية كانت تستهدف وزير الخارجية في طهران
أرسل تعليقك