قُتل خمسة فلسطينيين على الأقل أثناء انتظارهم لتسلّم مساعدات إنسانية في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ضمن موجة قصف إسرائيلي عنيف شملت عدة مناطق من القطاع صباح اليوم الأحد، لترتفع حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى أكثر من 20 شخصاً، بحسب ما أفاد به جهاز الدفاع المدني في غزة.
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلاً عن مصادر طبية، أن خمس ضحايا، بينهم امرأتان وطفل، سقطوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوب القطاع.
كما أفادت المصادر بمقتل طفلين آخرين، إلى جانب عدد من الجرحى، نتيجة قصف استهدف منزل عائلة عزام قرب محطة دلول للبترول في حي الزيتون بمدينة غزة، في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة شمالاً وجنوباً، لا سيما في مدينة غزة وجباليا ورفح.
الجيش الإسرائيلي أصدر صباح اليوم إنذارات جديدة تدعو سكان عدد كبير من أحياء شمال القطاع إلى الإخلاء الفوري والتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستتصاعد في الساعات القادمة. وحذر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة "إكس"، سكان أحياء مدينة غزة، جباليا، الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، التفاح، الدرج، جباليا البلد، النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، مؤكداً أن "الجيش يعمل بقوة في هذه المناطق"، وأن "القتال سيمتد غرباً إلى مركز المدينة".
من جانبهم، قال مسؤولون فلسطينيون وأمميون إن "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة"، في ظل القصف المتواصل والدمار المتزايد، وغياب الإمكانيات اللازمة للاستجابة للطوارئ
يأتي هذا التصعيد فيما تسعى مصر وقطر، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إلى استئناف جهود الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرين شهراً، إضافة إلى ضمان الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لدى حركة حماس.
وفي منشور له على منصته "تروث سوشيال"، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، إلى "إبرام صفقة في غزة واسترجاع الرهائن"، في أول تصريح له منذ تصاعد العمليات العسكرية خلال الأسبوع الأخير.
وتزامناً مع هذه الدعوات، يُجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية موسعة مع قادة الجيش، وسط تقارير تفيد بأن الجيش سيُبلغه بأن الحملة العسكرية باتت قريبة من تحقيق أهدافها، لكنه سيُحذر في الوقت ذاته من أن توسيع العمليات في مناطق جديدة قد يعرّض حياة الرهائن للخطر.
بدورها، أعلنت حركة حماس عبر مسؤول تحدث لوكالة "رويترز"، أن الحركة أبلغت الوسطاء العرب استعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنها شددت على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب بالكامل وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وأكد المسؤول أن حماس على استعداد للإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم نحو 20 شخصاً يُعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، فقط ضمن اتفاق شامل ينهي الحرب. في المقابل، تُصر إسرائيل على أن إنهاء الحرب يجب أن يترافق مع نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما ترفضه الحركة.
ميدانياً، أفاد شهود عيان بتصاعد عمليات نسف المباني السكنية في جباليا البلد شمال القطاع وخان يونس جنوباً، حيث أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات هائلة في الاستجابة للنداءات بسبب نقص المعدات والوقود ومنع دخول الإمدادات الطبية.
وقال بصل إن القوات الإسرائيلية دمّرت خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 23 مبنى سكنياً في مناطق جباليا، التفاح، حي الشاطئ بمدينة غزة، في إطار سياسة "مسح مربعات سكنية بالكامل".
وأضاف أن عدد الضحايا يوم السبت وحده بلغ 63 شخصاً، بينهم 19 طفلاً و7 سيدات كانوا في مناطق انتظار مساعدات، فيما تجاوز عدد الإصابات المئات، مشيراً إلى أن معظم الحالات الحرجة تفارق الحياة فور وصولها إلى المستشفيات بسبب انهيار المنظومة الصحي.
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت عن مقتل حكم العيسى، أحد مؤسسي كتائب القسام والقيادي البارز في الجناح العسكري لحماس، خلال غارة جوية استهدفته في مدينة غزة. ولم يصدر بعد تعليق رسمي من حركة حماس على الحادثة.
وفي بيان نُشر عبر قناتها على "تليغرام"، قالت حركة حماس إن أكثر من 66 طفلاً توفوا جوعاً خلال الأسابيع الماضية، متهمة إسرائيل بانتهاج "سياسة تجويع ممنهجة" بحق المدنيين في غزة، خصوصاً منذ بدء الحصار المشدد في مارس الماضي.
ووصفت الحركة هذه الإجراءات بأنها "انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني"، داعية المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى "التدخل الفوري" لوقف المجازر وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واتهمت حماس الولايات المتحدة بـ"التواطؤ" في هذه السياسات عبر دعمها المستمر لإسرائيل، معتبرة ذلك "غطاءً سياسياً لارتكاب جرائم حرب".
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل 56,412 فلسطينياً حتى الآن، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 133,000 آخرين، وتشريد نحو 2.3 مليون نسمة، في ظل دمار واسع طال معظم البنى التحتية للقطاع، فيما لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض وفي الطرقات بسبب عجز فرق الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تؤكد مقتل قائد "القسّام" محمد الضيف في غارة جوية على خان يونس
حماس نقترب من التوصل لهدنة وأولمرت يتّهم نتنياهو بالبحث عن نصر وبايدن يوقف شحنات أسلحة لتل أبيب
أرسل تعليقك