واشنطن / أبوظبي - محمد صلاح / سعيد المهيري
شهدت منطقة الشرق الأوسط، اليوم الأحد 22 يونيو 2025، تطورًا ميدانيًا خطيرًا مع إعلان الولايات المتحدة دخولها بشكل مباشر على خط المواجهة العسكرية، حيث نفذت ضربات جوية وصاروخية استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما أدى إلى تصعيد كبير من الجانب الإيراني، الذي رد بقصف صاروخي كثيف طال مناطق واسعة من تل أبيب وحيفا في إسرائيل، في واحدة من أخطر اللحظات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب متلفز أن القوات الأميركية "نفذت عملية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران"، مؤكدًا أن الضربات "دمرت قدرات تخصيب اليورانيوم التي تهدد الأمن العالمي"، على حد تعبيره. كما حذر طهران من أي رد انتقامي، قائلاً: "أي هجوم من إيران سيُقابل بقوة أكبر بكثير، وعلى قادة إيران أن يختاروا بين السلام والمأساة".
وجاء الرد الإيراني سريعًا، إذ أطلقت القوات الإيرانية موجة من الصواريخ الباليستية التي استهدفت مواقع حيوية في كل من تل أبيب وحيفا، ما أدى إلى دمار واسع في بعض الأحياء السكنية والمنشآت المدنية. وأظهرت صور بثتها وكالات عالمية فرق الطوارئ الإسرائيلية وهي تتعامل مع آثار الهجمات وسط حالة من الهلع بين المدنيين، في وقت رفعت فيه إسرائيل درجة التأهب إلى أقصى مستوياتها واستدعت وحدات من قوات الاحتياط تحسبًا لتصعيد أوسع.
من جانبها، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه "لم يتم تسجيل أي تسرب إشعاعي نتيجة للضربات الأميركية"، مؤكدة أن بعض المواقع المستهدفة "لم تكن تحتوي على مواد نووية، أو احتوت على كميات ضئيلة لا تمثل خطرًا بيئيًا مباشرًا"، في محاولة لطمأنة الرأي العام الإيراني والدولي بشأن الأمان النووي.
وفي أول رد فعل إقليمي، أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن "قلقها البالغ" إزاء التصعيد الأخير، داعية في بيان رسمي إلى "الوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية"، كما طالبت المجتمع الدولي، خصوصًا مجلس الأمن والأمم المتحدة، بتحمّل مسؤولياته في منع انزلاق الأوضاع إلى مستوى غير مسبوق من الفوضى وعدم الاستقرار.
أما تركيا، فقد اعتبرت أن "القصف الأميركي على منشآت نووية في إيران زاد من خطر توسع رقعة النزاع الإقليمي إلى صراع عالمي"، محذرة من أن المنطقة تقف على حافة كارثة كبرى ما لم تتوقف العمليات العسكرية، ودعت كافة الأطراف إلى التصرف بمسؤولية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
على الصعيد الدولي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "المفاوضات وحدها هي السبيل لإنهاء الأزمة"، مشددة على أن "إيران يجب ألا تملك قنبلة نووية تحت أي ظرف من الظروف"، وأضافت: "في هذا التوقيت الحرج، يجب أن تكون الدبلوماسية هي لغة الجميع".
وفي موسكو، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدأ حربًا أميركية جديدة"، مؤكدًا أن واشنطن تتحمل مسؤولية زعزعة استقرار المنطقة، محذرًا من مغبة التدخل العسكري الأميركي المباشر في النزاع القائم بين إيران وإسرائيل.
وفي ظل هذا التصعيد، تتواصل التحذيرات الدولية من احتمال خروج الأمور عن السيطرة، في وقت لم تصدر فيه أي مؤشرات على تهدئة قريبة، ما يثير المخاوف من توسع دائرة النزاع لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى، الأمر الذي قد يدفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم بعد ضربات إيران وتعزيزات أمنية تحيط بالجاليات اليهودية
طهران تتهم واشنطن بمساعدة إسرائيل في تزويد طائرتها جوّا بالوقود وتنشر صورة لحركة طائراتها وقت الهجوم
أرسل تعليقك