الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر أحد الأحياء جنوب القدس استعدادًا لهدمه
آخر تحديث GMT11:01:24
 العرب اليوم -

جَعَلَ الجدارُ القريبُ من القرية السكانَ مُصنّفين كـ"خطر أمني"

الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر أحد الأحياء جنوب القدس استعدادًا لهدمه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر أحد الأحياء جنوب القدس استعدادًا لهدمه

قوات الاحتلال
القدس المحتلة - ناصر الأسعد

حاصرت القوات الإسرائيلية حي وادي الحمص في قرية صور باهر، جنوب القدس المحتلة بشكل مشدد، في ما يبدو استعدادا لهدمه بالكامل، بعدما أيدت المحكمة العليا الإسرائيلية هذه الخطوة، وقال رئيس لجنة أهالي حي وادي الحمص، حمادة حمادة، إن قوات الجيش فرضت حصارا شاملا على الحي، بعد يومين من انتهاء مهلة سابقة لأهالي الحي بهدم منازلهم بأيديهم.

وأعطت السلطات الإسرائيلية أهالي الحي مهلة حتى تاريخ 18 يوليو/ تموز الجاري لهدم نحو 100 شقة سكنية؛ لكن أهالي الحي رفضوا ذلك، والتمسوا للمحكمة العليا في إسرائيل بتأجيل أو تجميد القرار. وردت المحكمة الأحد، برفض طلب تأجيل وتجميد قرارات هدم الشقق الـ100، في 16 بناية سكنية في حي وادي الحمص.

وقال محمد أبوطير، من لجنة حي وادي الحمص: «لقد تم رفض الطلب، وأبلغنا أن قرار الهدم ساري المفعول»، وتسيطر حالة من الغضب والقلق في الحي العربي الذي تقول إسرائيل إنه قريب من الجدار. ويقع حي وادي الحمص التابع أصلاً لقرية صور باهر خارج حدود بلدية القدس، بعدما وضعت إسرائيل جداراً فاصلاً حول المدينة، وفصلته عن القرية.

وتبلغ مساحة الحي نحو ثلاثة آلاف دونم، وحرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا، لكن الأهالي حصلوا على تراخيص من السلطة الفلسطينية لبناء منازلهم، باعتبار الحي يقع ضمن تصنيف المنطقة «أ». وتقول إسرائيل إن الأمر يتعلق بالأمن في مدينة القدس. ووصف محافظ القدس عدنان غيث أسباب إسرائيل «بحجج واهية وباطلة»، باعتبار «الجدار غير قانوني، ويفصل المواطنين بعضهم عن بعض، ويحول التجمعات السكانية إلى كانتونات».

وحذرت السلطة من عمليات تهجير جماعي. وقالت منظمة التحرير الفلسطينية: «إن عملية الهدم هذه جزء من عملية هدم كبيرة، تستهدف مئات الشقق السكنية قرب جدار الفصل العنصري، وتصب في مخطط التطهير العرقي، بهدف تهويد المدينة المقدسة، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب حسب القوانين الدولية، ما يستوجب إيفاد لجنة مراقبة وتحقيق فورية، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني».

ودانت وزارة الخارجية اقتحام قوات الاحتلال حي وادي الحمص، وقرار «العليا» الإسرائيلية، محذرة من مغبة إقدام سلطات الاحتلال على هدم تلك البنايات، لما ستخلفه هذه الجريمة من أوضاع مأساوية على العائلات الفلسطينية، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ. وبحسب الخارجية فإنها تواصل مساعيها مع المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ومجالسها ومع الدول، لحثها للضغط على سلطات الاحتلال للتراجع عن هذا القرار، كما تواصل بذل الجهود مع «الجنائية الدولية» للإسراع في إجراء تحقيق رسمي في جرائم هدم المنازل وعمليات التطهير العرقي، وغيرها.

واتهمت الخارجية منظومة القضاء في إسرائيل بأنها جزء لا يتجزأ من منظومة الاستعمار الإسرائيلي، ولا تمت بصلة للقانون والقضاء؛ بل توفر الغطاء والحماية لانتهاكات الاحتلال وجرائمه، بما فيها عمليات التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين من أماكن سكناهم، وهدم منازلهم ومنشآتهم، وتدمير مصادر رزقهم ومقومات صمودهم في أرضهم، كما هو الحال بشكل دائم ومتواصل في الأغوار الشمالية والقدس المحتلة وبلداتها وأحيائها، وكما يحدث حالياً في حي وادي الحمص.

هذا في وقت تستمر فيه سلطات الاحتلال في حملاتها الدعائية، وتقديم الموازنات المطلوبة والتسهيلات لجذب مزيد من المستوطنين إلى المستوطنات في الجبال الشرقية المطلة على الأغوار، وسط حملات تحريض على القيادة الفلسطينية، تقوم بها جمعيات يمينية متطرفة ضد ما تسميه «نشاطات فلسطينية في المناطق المصنفة ج»، وما يحدث في وادي الحمص يختبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القدس، وهو صراع منصب على السيادة والجغرافيا والديموغرافيا.

ويوثق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم) أن إسرائيل تبذل جهوداً كبيرة لمنع التطوير والبناء المخصّص للسكّان الفلسطينيين، مقابل البناء واسع النطاق وتوظيف الأموال الطائلة في الأحياء المخصّصة لليهود فقط، وفي كتل الاستيطان التي تشكّل «القدس الكبرى».

ومع واقع أن آلاف الفلسطينيين في المدينة يعيشون تحت التهديد المستمرّ بهدم منازلهم أو محالّهم التجاريّة، التي يقدرها المسؤولون الفلسطينيون بأكثر من 20 ألف منزل، فإنه منذ عام 2004 وحتى نهاية 2018 هدمت السلطات الإسرائيلية 803 منازل في القدس الشرقية، وهذه السياسة متبعة منذ بداية الاحتلال؛ لكنها توسعت مؤخراً. ويقول مركز المعلومات الوطني إن عدد المنازل المهدومة منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967 بلغ نحو 1900 منزل.

قد يهمك أيضًا

استمرار المواجهات شمال القدس وعشرات الإصابات في نابلس

الاحتلال الإسرائيلي يهدم مغسلة سيارات في بيت صفافا جنوب القدس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر أحد الأحياء جنوب القدس استعدادًا لهدمه الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر أحد الأحياء جنوب القدس استعدادًا لهدمه



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab