حقق الحزب الديمقراطي انتصاراً كبيراً في أولى المعارك الانتخابية التي تشهدها الولايات المتحدة منذ بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترمب، إذ تمكن مرشحوه من حصد مناصب حُكّام ولايات ورؤساء بلديات رئيسية في انتخابات جرت بولايات نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا، وسط حملات انتخابية تمحورت حول رفض سياسات ترمب والدعوة إلى استعادة التوازن السياسي في البلاد، قبل عام من انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر 2026.
وأرجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أول تعليق له على نتائج الانتخابات عبر منصته "تروث سوشيال"، خسارة الحزب الجمهوري إلى غياب اسمه عن بطاقات الاقتراع، وإلى تأثير الإغلاق الحكومي الأخير، واصفاً النتائج بأنها "مرحلة مؤقتة لا تعبّر عن المزاج العام للناخبين".
وفي مدينة نيويورك، حقق المرشح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، فوزاً تاريخياً بمنصب عمدة المدينة، متقدماً على الحاكم السابق أندرو كومو الذي حظي بدعم ترمب. وبذلك أصبح ممداني أول مسلم وأصغر من يتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة، في انتخابات شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1969، حيث تجاوز عدد المصوتين مليوني ناخب.
كما فاز المدعي العام الديمقراطي ألفين براج بولاية ثانية في منطقة مانهاتن، متفوقاً على منافسيه الجمهوريين، بعد حملة انتخابية ركّزت على مكافحة العنف المسلح وجرائم الكراهية وتعزيز خدمات الصحة النفسية. ويُعد براج من أبرز الشخصيات القانونية في البلاد بعد إشرافه على محاكمة الرئيس ترمب في قضية "شراء الصمت"، وهي القضية التي أثارت جدلاً سياسياً واسعاً.
وفي ولاية نيوجيرسي، انتزعت الديمقراطية ميكي شيريل منصب حاكم الولاية بعد تغلبها على الجمهوري جاك سياتاريلي، المدعوم من ترمب، لتصبح ثاني امرأة تتولى هذا المنصب. وأكدت شيريل، وهي من قدامى المحاربين في البحرية الأميركية، في رسالة نشرتها على منصة "إكس" عقب إعلان النتائج، أنها ستقود الولاية "بشجاعة من أجل تخفيف أعباء المعيشة عن العائلات".
وفي ولاية فرجينيا، استعادت الديمقراطية أبيجيل سبانبرجر المنصب الجمهوري، لتصبح أول امرأة تحكم الولاية، متفوقة على وينسوم إيرل سيرز. كما فازت الديمقراطية الاشتراكية غزالة هاشمي بمنصب نائب الحاكم، لتكون أول أميركية مسلمة ومن أصول هندية تشغل هذا الموقع.
وجاء فوز سبانبرجر بعد معركة انتخابية شرسة، ركزت خلالها على قضايا المعيشة وتأثير السياسات الفيدرالية على سكان الولاية، فيما سعت إلى ربط منافستها بسياسات ترمب لاستقطاب الناخبين المعتدلين. كما تمكن الديمقراطي جاي جونز من الفوز بمنصب المدعي العام لولاية فرجينيا، منهياً بذلك هيمنة الجمهوريين على أهم المناصب التنفيذية في الولاية.
وعلى الصعيد المحلي، فاز الديمقراطي شون رايان بمنصب رئيس بلدية بوفالو في نيويورك، وأعيد انتخاب الديمقراطي أفتاب كارما سينج بوريفال عمدةً لمدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو، كما احتفظ الديمقراطي أندري ديكنز بمنصب عمدة أتلانتا في ولاية جورجيا. وفي كاليفورنيا، أقر الناخبون مشروع قانون يمنح المشرعين الديمقراطيين سلطة إعادة رسم خريطة دوائر الكونجرس، ما يعزز نفوذ الحزب على المستوى الوطني.
واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن نتائج الانتخابات "رسالة واضحة برفض أجندة ترمب"، مضيفاً أن الأميركيين "اختاروا المضي نحو سياسات تعالج تكاليف المعيشة وتحسن الرعاية الصحية وتبني مستقبلاً أفضل".
من جانبه، هنأ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الحزب الديمقراطي على هذا الفوز، معتبراً أنه "دليل على قدرة الديمقراطيين على توحيد الصفوف حول قادة يؤمنون بالمستقبل"، بينما اتصل الرئيس الأسبق جو بايدن بالحاكمتين ميكي شيريل وأبيجيل سبانبرجر لتهنئتهما، وأرسل بيل كلينتون تهنئته لزهران ممداني متمنياً له "النجاح في خدمة مدينة نيويورك".
ويمثل هذا الانتصار الديمقراطي الواسع أول اختبار سياسي حقيقي للرئيس ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ويعكس تحولاً في المزاج الشعبي قد يؤثر على موازين القوى في انتخابات التجديد النصفي المقبلة عام 2026.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك