تواصلت الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحركات مكثفة لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق، فيما أعلنت إسرائيل استلام جثمان أحد المحتجزين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في خطوة وصفت بأنها أول اختبار ميداني للتفاهمات الأخيرة بين تل أبيب وحركة "حماس".
وأكدت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أن نحو 40 دولة ومنظمة دولية انضمت إلى "مركز التنسيق المدني العسكري" الذي يتخذ من إسرائيل مقراً له، ويعمل على مراقبة تنفيذ الاتفاق والإشراف على تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية إلى القطاع. وذكرت في بيان لها أن ممثلي الدول والمنظمات المشاركة "يخططون ويعملون معاً لدعم استقرار غزة والتقدم نحو سلام دائم"، مشيرة إلى أن هذا التنسيق يجري بقيادة الولايات المتحدة منذ افتتاح المركز في 17 أكتوبر الماضي.
وفي الوقت نفسه، قال السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن القاهرة تعمل مع واشنطن ودول أوروبية وإقليمية لتثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب في القطاع، مشدداً على أهمية ضمان دخول المساعدات الإنسانية وتوفير الاحتياجات الطبية العاجلة. وأضاف في مقابلة مع شبكة "CBS News" أن المرحلة المقبلة قد تشهد إدارة مدنية من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وبسط سلطاتها هناك.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش تسلّمه مساء الثلاثاء جثمان أحد الجنود الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك عبر الصليب الأحمر الدولي ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار. وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت في وقت سابق العثور على الجثمان في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، موضحة أن عملية التسليم جرت بعد سماح الجيش الإسرائيلي لفرق من الحركة والصليب الأحمر بدخول المنطقة لإتمام المهمة.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن كشفت شبكة CNN أن إسرائيل غيّرت موقفها تجاه منح تفويض أممي للقوة الدولية المزمع تشكيلها في غزة، استجابة لضغوط أميركية، مشيرة إلى أن تل أبيب شاركت في صياغة مشروع القرار لكنها تسعى لتقليل تدخل مجلس الأمن في آليات المتابعة.
وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو أن بلاده "لن ترسل أي قوات إلى غزة ما لم يتم ضمان سلامتهم بالكامل"، موضحاً أن روما تدرس المساهمة بوسائل غير عسكرية في الجهود الدولية لإعادة الاستقرار إلى القطاع.
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت، الثلاثاء، تجمعاً لمواطنين في حي الشجاعية شرق غزة، ما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخر. وذكرت الوكالة أن عدد الضحايا في القطاع منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي ارتفع إلى 240 قتيلاً، فيما أُصيب أكثر من 600 شخص، وتم انتشال أكثر من 500 جثمان من تحت الأنقاض.
وفي السياق الإنساني، حذرت منظمات إغاثة دولية من تفاقم الأوضاع المعيشية في غزة مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرة إلى أن المساعدات التي تصل إلى القطاع ما زالت محدودة جداً، وأن نصف الكمية المطلوبة فقط من المواد الغذائية تصل فعلياً. وأوضحت تقارير أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، في حين تعاني المخيمات المؤقتة من نقص حاد في الخيام والمواد الأساسية.
وتسعى الأطراف الدولية إلى ترجمة اتفاق وقف إطلاق النار إلى تسوية طويلة الأمد تضمن إعادة إعمار القطاع وتثبيت الأمن، بينما تتباين المواقف بشأن مستقبل الإدارة في غزة بين طرح دولي لإدارة انتقالية مدنية ورفض إسرائيلي لأي صيغة قد تعيد تمكين "حماس".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
تقرير أممي يشير إلى أن الحرب تحول نساء وفتيات غزة إلى ضحايا في قلب الكارثة
خليل الحية يؤكد أن اتفاق غزة سيصمد والوسطاء والدعم الدولي ضمانة لإنهائه
أرسل تعليقك