أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، عن خطة جديدة تهدف لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، تتضمن تشكيل "مجلس سلام" دولي يرأسه ترامب شخصيًا للإشراف على المرحلة الانتقالية في القطاع. وتتضمن الخطة انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من غزة، وتشكيل حكومة انتقالية بتمويل عربي ورقابة دولية، مع استمرار إسرائيل في الحفاظ على مسؤوليتها الأمنية، وفرض إدارة مدنية مستقلة لا تخضع لحكم حركة حماس أو السلطة الفلسطينية.
حماس أعلنت عن استعدادها لدراسة المقترح الأمريكي بجدية، في حين وصفت حركة الجهاد الإسلامي الخطة بأنها "وصفة لتفجير المنطقة"، مؤكدة رفضها القاطع لأي تسوية لا تحافظ على حقوق الفلسطينيين، ومشددة على ضرورة استمرار المقاومة ضد الاحتلال.
من جانب آخر، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه لقطر على حادثة الهجوم الإسرائيلي التي استهدفت الدوحة وأدت إلى مقتل عنصر أمني قطري، معتبراً الهجوم انتهاكًا للسيادة القطرية، وتعهد بعدم تكرار مثل هذه الأعمال مستقبلاً.
تلقى مقترح ترامب ترحيبًا دوليًا واسعًا، حيث اعتبرت إيطاليا أنه "قد يمثل نقطة تحول" بوقف دائم للأعمال القتالية والإفراج الفوري عن الرهائن، فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جميع الأطراف إلى التعاون مع الإدارة الأمريكية لإتمام الاتفاق، وحث حماس على الموافقة على الخطة ورفع المعاناة بإلقاء السلاح وإطلاق سراح الرهائن. كما أيد زعيمان في المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتس ويائير لابيد، المقترح واعتبراه فرصة لتحرير الرهائن وحماية أمن إسرائيل.
ورحبت باكستان بالمقترح، مؤكدة أن السلام الدائم ضروري للاستقرار في المنطقة، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة التزام إسرائيل بالخطة ودعا حماس إلى الإفراج الفوري عن الرهائن، معتبراً أن هذه الخطة تفتح الباب لنقاش شامل لبناء سلام دائم.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن ترحيبه بالخطة وحث الأطراف على اغتنام الفرصة لإنهاء الأعمال العدائية والإفراج عن الرهائن فوراً، بينما أشاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بالشجاعة والذكاء في خطة ترامب، معتبراً إياها قادرة على إنهاء الحرب وضمان أمن إسرائيل، وأعلن أنه سيشارك في "مجلس إدارة السلام" الذي سيرأسه ترامب.
على صعيد إقليمي، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أجرى اتصالات مع نظرائه في السعودية وقطر والأردن لمناقشة تفاصيل خطة ترامب وسبل وقف إطلاق النار في غزة.
من جهتها، رحبت السلطة الفلسطينية بجهود ترامب ووصفته بالجهود الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب، مؤكدة التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين لإيجاد اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية، الإفراج عن الرهائن، واحترام وقف إطلاق النار، مع رفض ضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. وشددت السلطة على رغبتها في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية عصرية غير مسلحة، وضرورة توحيد الأرض والمؤسسات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وأكد نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب أن الخطة تحقق أهداف حكومته في الحرب من خلال إعادة الرهائن، نزع سلاح حماس، إنهاء حكمها السياسي، وضمان بقاء المسؤولية الأمنية لإسرائيل، مع إقامة إدارة مدنية مستقلة في غزة.
تتجه الأنظار الآن إلى ردود فعل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، بالإضافة إلى كيفية تفاعل المجتمع الدولي مع خطة ترامب التي قد تشكل نقطة تحول حاسمة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
نتنياهو يطلب من واشنطن الضغط على مصر لتقليص وجودها العسكري في سيناء
ترامب يخطط لعقد قمة مع قادة دول لبحث حرب غزة
أرسل تعليقك