ينتخب سكان مدينة نيويورك، الثلاثاء، رئيساً جديداً لبلدية المدينة، مع استمرار زهران ممداني، العضو في الجمعية التشريعية ومرشح الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، في تصدر استطلاعات الرأي. يُذكر أن ممداني يبلغ من العمر 34 عاماً، وهو مسلم من أصل هندي وأول مسلم من أصل إفريقي يقترب من قيادة أكبر مركز مالي في العالم.
وتشير التقديرات إلى أن التصويت سيكون محتدماً، مع إقبال كبير متوقع بعد أن أدلى حوالي 735,300 ناخب بأصواتهم مبكراً، وهو عدد أكبر بأربع مرات مقارنة بالانتخابات البلدية السابقة في 2021، التي شارك فيها 1.15 مليون شخص، بنسبة مشاركة بلغت 23.3%. ويحق لأكثر من خمسة ملايين شخص التصويت في الانتخابات، بينهم أكثر من 60% من الديموقراطيين.
ممداني الذي يُعرف بمواقفه المعارضة القوية لدونالد ترامب، وبتأييده لسياسات تقدمية وشاملة، يظهر تقدمه على منافسه الرئيسي، حاكم ولاية نيويورك السابق أندرو كومو، الذي يخوض الانتخابات الآن كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أمام ممداني.
أما مرشح الحزب الجمهوري، كورتس سليوا، البالغ من العمر 71 عاماً، فهو معروف بمظهره الإعلامي ومبادراته التطوعية تحت اسم مجموعة "الملائكة الحارسة"، كما أنه من محبي القطط، لكنه جاء في المركز الثالث حسب استطلاعات الرأي.
في سياق متصل، حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه قد يرفض إرسال التمويل الفيدرالي إلى مدينة نيويورك إذا فاز ممداني بمنصب العمدة، قائلاً في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS: "من الصعب تمويل مدينة يديرها شيوعي"، في إشارة إلى المرشح التقدمي. وأضاف أن فوز ممداني سيجعل العمدة اليساري السابق بيل دي بلاسيو "يبدو رائعاً بالمقارنة"، مشيراً إلى أن أداء ممداني سيكون أسوأ بكثير من دي بلاسيو.
وأشار ترامب إلى أنه يفضّل كومو على ممداني رغم عدم إعجابه بكومو، قائلاً: "لست من محبي كومو بأي شكل من الأشكال، لكن إذا كان الخيار بين ديمقراطي سيئ وشيوعي، فسأختار الديمقراطي السيئ". ولم يوضح موقفه النهائي بشأن التمويل الفيدرالي لمدينة نيويورك، التي تلقت خلال العام المالي الحالي نحو 7.4 مليار دولار كمساعدات حكومية.
من جانبه، رفض ممداني وصفه بالشيوعي، مؤكداً أنه اشتراكي ديمقراطي يسعى لتمثيل تطلعات سكان نيويورك، وقال مازحاً في لقاء سابق: "أنا أشبه بسياسي إسكندنافي... لكن ببشرة سمراء".
يُظهر المشهد السياسي داخل الحزب الديمقراطي انقسامات واضحة، إذ لم يعلن العديد من القادة عن دعمهم الصريح لممداني، ومن بينهم تشاك شومر، زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، فيما كان دعم حكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، متأخراً وحذراً، مشيراً إلى أن ممداني ربما لا يمثل مستقبل الحزب على المدى الطويل.
في المقابل، أشاد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما بحملة ممداني، مشيراً إلى موقفه من الهجمات المعادية للإسلام التي شنها بعض مؤيدي كومو، في مكالمة هاتفية السبت الماضي.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه السياسة الأمريكية توتراً بين الجمهوريين والديمقراطيين، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المحلية في نيويورك، التي تُعتبر اختباراً لتوازن القوى بين التيار التقدمي والاتجاهات التقليدية داخل الحزب الديمقراطي، وسط توترات على الصعيد الوطني مع ترامب الذي يواصل ملاحقة خصومه السياسيين.
في الوقت نفسه، تستعد ولايات أخرى لإجراء انتخابات مهمة، مثل نيوجيرزي التي ستختار حاكمها المقبل، وولاية فيرجينيا التي قد تنتخب أول حاكمة لها، إضافة إلى عمليات إعادة رسم الخرائط الانتخابية في كاليفورنيا، ردّاً على مبادرات مماثلة في تكساس، مما يعكس أجواء سياسية مشحونة على مستوى الولايات الأمريكية الكبرى.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
 
 
 
أرسل تعليقك