نتنياهو يواجه عاصفة دبلوماسية مع تصاعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين
آخر تحديث GMT22:45:37
 العرب اليوم -

نتنياهو يواجه عاصفة دبلوماسية مع تصاعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نتنياهو يواجه عاصفة دبلوماسية مع تصاعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو
القدس المحتلة - العرب اليوم

في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه أمام عاصفة دبلوماسية متصاعدة، تهدد ليس فقط موقعه السياسي، بل استراتيجية حكومته برمتها. ومن نيويورك إلى باريس، ومن داونينغ ستريت إلى الدوحة، تبدو الحكومة الإسرائيلية محاصرة بخطاب دولي جديد يعكس تحولا غير مسبوق في المزاج العالمي تجاه القضية الفلسطينية.

بدأت ملامح التغيير تتجلى مع إطلاق ما بات يُعرف بـ"نداء نيويورك"، حيث دعت فرنسا و14 دولة أخرى، بينها كندا وأستراليا وفنلندا، إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة رمزية قوية خرجت من مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة لوضع خريطة طريق لحل الدولتين.

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال صراحة إن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، داعيا الدول المترددة إلى أن تحذو حذوها.

وبالتوازي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن نية بلاده القيام بخطوة مماثلة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، شريطة أن تتخذ إسرائيل "خطوات حاسمة"، أبرزها إنهاء الحرب في غزة.

الخبير في الشؤون الاستراتيجية والسياسية جان بيار ميلالي، أشار في حديث إعلامي، أن هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مراجعة استراتيجية لما وصفه بـ"نوايا الحكومة الإسرائيلية"، التي اعتبرها عدوانية وغير صالحة للاستقرار في المنطقة.

ويذهب ميلالي إلى أن المبادرة الفرنسية ليست مجرد موقف أخلاقي، بل تحمل بعدا تكتيكيا واضحا، خصوصا أنها جاءت بعد تردد بريطاني، ويكشف عن تنسيق غير معلن بين ماكرون وستارمر، قبل أن تبادر باريس بالتقدم منفردة، وهو ما دفع بريطانيا للانضمام تحت ضغط داخلي كبير شمل أكثر من 250 نائبا في البرلمان البريطاني.

وفيما يعكس البعد التاريخي للمسألة، ذكّر ميلالي بدور بريطانيا قبل قرن من الزمان في صياغة مصير فلسطين، مشددا على أن "الاعتراف البريطاني المنتظر يحمل في طياته اعترافا بالمسؤولية التاريخية".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدوره، يبدو وكأنه يسير على حبل مشدود بين الدعم التقليدي لإسرائيل والضغوط الإنسانية في غزة.

فقد أعلن أن واشنطن تنسق مع إسرائيل لإنشاء مراكز توزيع غذاء في القطاع، مؤكدا أهمية التوزيع العادل للمساعدات.

لكن تصريحاته التي استهزأ فيها بموقف ماكرون، واصفا إياه بأنه "يتابع الشأن الفلسطيني من شاشة التلفاز"، عرّضته لانتقادات واسعة من خبراء اعتبروا تصريحاته سطحية وتفتقر إلى العمق السياسي.

ومع ذلك، يقرّ ميلالي بأن "تغيير الموقف الأميركي يظل ممكنا، خاصة مع رئيس متقلب المزاج كترامب"، محذرا من أن إدامة الوضع الراهن قد تقود إلى "كارثة سياسية وإنسانية أكبر".

الكاتب والباحث الإسرائيلي إيلي نيسان قدم قراءة معاكسة، معتبرا أن "الاعترافات المتوقعة ليست نتيجة لقوة فلسطينية صاعدة، بل بسبب أزمات داخلية لدى قادة الغرب، خصوصا ماكرون الذي يعاني من تدني شعبية واستقرار سياسي".

ويصف نيسان هذه الاعترافات بأنها محاولة "لتصدير الأزمات الداخلية عبر ملف يثير الإجماع العالمي"، رافضا في ذات الوقت ما يُروّج عن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

ويؤكد نيسان أن ما جرى مؤخرا في الكنيست لم يكن سوى "توصية" تتعلق فقط بالمستوطنات وليس بمشروع قانون حقيقي.

في موازاة هذه التحولات الدولية، تشهد إسرائيل نفسها موجة غير مسبوقة من الضغط الداخلي، تتمثل في مظاهرات متواصلة في تل أبيب وأماكن أخرى، تطالب بوقف الحرب في غزة وإعادة الأسرى.

نيسان يشير إلى أن "الشعب الإسرائيلي يريد وقف إطلاق النار، لكن هناك طرفا آخر -في إشارة إلى حماس- لا يُمارس عليه أي ضغط من الأسرة الدولية"، متهما الرئيس الفرنسي بتشجيع الإرهاب من خلال الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن حركة حماس "تستولي على المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة"، ما يجعل الفلسطينيين في القطاع "رهائن" للحركة، على حد تعبيره.

ويضيف نيسان أن: "الحكومة الإسرائيلية ليست ضد الشعب الفلسطيني، بل ضد من يستخدم الشعب كأداة للصراع السياسي".

يواجه نتنياهو اليوم واحدة من أعقد لحظاته السياسية، في ظل تصاعد المظاهرات ضده، وتزايد الأصوات في الداخل الإسرائيلي المطالبة بتغيير النهج.

وحول هذه النقطة، يقول ميلالي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتصرف كمنفلت من كل الضغوط والقوانين الدولية"، ويعتمد على "إدامة الأزمات" في غزة ولبنان وحتى إيران للبقاء في السلطة.

وينبه ميلالي من أن المجتمع الدولي عليه أن يتحرك بسرعة "لوقف هذه المغامرة الحربية"، مؤكدا أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى "انفجار إقليمي أوسع".

بينما تزداد عواصم القرار الدولي اقتناعا بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، تتكثف الضغوط على حكومة نتنياهو التي تواجه مأزقا متعدد الجبهات: من التحركات الدبلوماسية المتسارعة، إلى الانتقادات الداخلية، وصولا إلى مأزق غزة الإنساني.

فهل يستطيع نتنياهو الصمود في وجه هذا "التسونامي السياسي"، كما وصفه البعض، أم أن هذه اللحظة التاريخية ستجبره، ولو مرحليا، على الانحناء أمام عاصفة الاعتراف العالمي بفلسطين؟

الأسابيع المقبلة ستحمل معها الإجابة، وربما مفاجآت أكبر على مسرح الشرق الأوسط المضطرب.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نتنياهو يأمر الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح

 

نتنياهو يطلب من الجيش تفكيك كتائب «حماس» في رفح قبل شهر رمضان

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يواجه عاصفة دبلوماسية مع تصاعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين نتنياهو يواجه عاصفة دبلوماسية مع تصاعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 15:31 2025 الأربعاء ,30 تموز / يوليو

محطات فنية صنعت شهرة لطفي لبيب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab