شارا الرملية رمال ساخنة وغابات صنوبر مليئة بالتناقضات الطبيعية
آخر تحديث GMT18:02:36
 العرب اليوم -

"شارا الرملية" رمال ساخنة وغابات صنوبر مليئة بالتناقضات الطبيعية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "شارا الرملية" رمال ساخنة وغابات صنوبر مليئة بالتناقضات الطبيعية

"شارا الرملية"
سيبيريا ـ العرب اليوم

من أعلى الكثبان يمكنك الاستمتاع برؤية جبل كودار العملاق العاصف، وغالباً ما تكون قممه غير مغطاة بالثلوج.

تقع رمال شارا، التي تُعرف بصحراء تشارسكي، شمال بحيرة بايكال في مقاطعة كالارسكي (على بعد 4912 كيلومتر عن موسكو). ومع كون هذا الجزء هو الأكثر صعوبة في الوصول إليه في سيبيريا، إلا أنه من وجهة نظر سياحية، توجد فيه المنطقة الأكثر إثارة.

أهم ميزة لهذه المنطقة هي أنها غير معروفة كمناطق بايكال وألتاي وتوفا وخاكاسيا حيث يتم تقديم سمك "جرايلينغ" الرخيص للسياح بدلاً من تقديم سمك "أومول" الثمين، ويعرضون الطقوس الشامانية غير الحقيقية من أجل جمع المال.

أما هنا، فكل من يحب التحدي والأسفار الصعبة، فسيتمكن من العثور على الحياة البرية الأصلية.

تقع رمال شارا على بعد 9 كيلومترات من قرية شارا في قلب أراضي شارا المنخفضة، حيث لا يذوب الجليد على الإطلاق. تمتد هذه الصحراء على طول 10 كيلومترات وعرض 5 كيلومترات. في آسيا توجد صحاري أكبر وأسهل في الوصول، لكن صفة "فريدة" ليست مجرد أداة تسويقية هنا. فقد وصف المستكشف فلاديمير بريوبراجينسكي هذا المكان بـ"منطقة التناقضات الجغرافية" وهو محق في هذا التعبير.

بالإضافة إلى المكان الذي تتداخل فيه رمال تشارا بمستنقعات جليدية، وغابات التايغا مع أشجار اللاريكس والبتولا. وبوجود واحات التايغا، يوجد كثير من المسك وأنواع الصنوبر والبعوض، الذي ينتشر في جميع أنحاء هذه الصحراء التي إذا ما توغلت في قلبها، فستجد كثباناً يبلغ ارتفاعها مائة متر وتمتد على طول مائتي متر وكتلاً من الرمال الناعمة التي ستستمتع بالسير عليها وأنت حافي القدمين.

من أعلى الكثبان يمكنك الاستمتاع برؤية جبل كودار العملاق العاصف، وغالباً ما تكون قممه غير مغطاة بالثلوج. الحرارة الآسيوية تحت قدميك، والجبال والتايغا السيبيرية هي أكبر مكافأة يمكن أن يحصل عليها مسافر تجرّأ على قبول مثل هذا التحدي. وأفضل الفصول لاستكشاف صحراء شارا هي أواخر الربيع (في أيار/ مايو) وفي الصيف.

توجد عدّة فرضيات حول ظهور هذه الفسحة الرملية في وسط سيبيريا.

أكثر هذه الفرضيات شيوعاً هي أن هذه الصحراء تشكّلت منذ أكثر من 100.000 عام مضى في موقع بحيرة قديمة عندما كان جبل كودار، الذي يمكن رؤيته اليوم من أعلى الكثبان الرملية، مغطى بالأنهار الجليدية. وبمرور الوقت تغير المناخ العالمي، وقلّت الموارد المائية التي كنت ترد إلى البحيرة، فتحولت إلى مستنقع، ومن ثم عملت الرياح وعوامل التعرية على إنهاء العمل.

ويقول بعض الباحثين إنه لا يمكن رؤية بقايا السهوب الجنوبية هنا، بل بقايا سهوب التندرا الشمالية الباردة: وطن الماموث.

محميات سيبيريا.. لقاء مع الحياة البرية

وكما في أي صحراء أخرى، لا يوجد كثير من الحيوانات في صحراء شارا. وفي بداية القرن العشرين، كان بالإمكان رؤية مشهد غريب: شعب الإفينكي المحلي يقود قطعان الرنة عبر الصحراء.

حالياً، لم تعد هذه الهجرات موجودة فعلياً، لكن هذا لا يقلل من عجائب رمال شارا. لا زال بالإمكان رؤية بعض الآثار التي تخلفها الغزلان والثعالب والقوارض الصغيرة وحتى الدببة. لا تعيش الدببة في الصحراء، لكن يمكن أن تمر بها أثناء بحثها عن الطعام.

في الصيف الماضي، ذهبت بعثة "سيبيريا ونقطة" (وهو فريق من الصحفيين والعلماء والمسافرين ذهب لاستكشاف جميع أنحاء سيبيريا ومن ثم الكتابة عن مغامراتهم في موقع Siburbia.ru ) إلى رمال شارا في وقت كانت الحرائق تأكل غابات التايغا مما اضطر الحيوانات إلى مغادرة التايغا الكثيفة والاقتراب أكثر من الناس. وخلال إحدى هذه الرحلات، وجد الباحثون آثار دب على بعد 300-400 متر من المخيم (كان أحد المختصين بعلم الحيوان قد أكّد أن هذه الآثار تعود لدب).

لذلك توجب على الزوار اتخاذ إجراءات السلامة الأولية في الأماكن التي تتواجد فيها الدببة: رمي القمامة بعيداً، عدم ترك الطعام في الخيام (يجب أن تُعلّق على شجرة، بحيث لا يتسلل الدب إلى الخيمة بحثاً عن الطعام)، وأكّد وجودك للحيوان عن طريق اختلاق الضوضاء والحديث بصوت عال والصراخ.

عادة، لا تهاجم الدببة الناس. وإذا سمعت ضجة فإنها تحاول تجنب أي لقاء مع البشر. ونادراً ما يمكن رؤية آثار الدببة على رمال شارا، ولم تُسجل أي حالة هجوم للدببة على البشر هناك. ورغم ذلك يُفضل تعليق الحقائب التي تحمل الأطعمة، لأنه حتى السناجب تمتلك الجرأة الكافية للتسلل إلى الخيام.

أسرار الصحراء الروسية

لا توجد مشكلة بالمياه في رمال شارا، حيث توجد فيها بحيرتان، ألينكا وتايجنوي، وتقعان وسط غابة صغيرة. وغالباً ما ينزل المسافرون بالقرب من بحيرة ألينكا، حيث توجد أماكن مسطحة وظليلة مناسبة للتخييم، إضافة إلى أغصان مقطوعة مناسبة لإيقاد النار. المناخ هنا متقلب، لذلك توقع تبدلات في الطقس وظروفاً قاسية وكن مستعداً لذلك.

كيف تصل إلى هناك:

تتكون الرحلة إلى صحراء شارا من عدة مراحل. المحطة الأولى في السكك الحديدية العابرة لسيبيريا إلى نوفايا شارا، أقرب قرية في منطقة ترانسبايكال. يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة لبحيرة بايكال؛ وعندما يتوقف القطار في محطة سيفيروبايكالسك لمدة ساعة يمكنك الاستمتاع بالسباحة قليلاً.

أين تنزل:

يوجد في نوفايا شارا فندق كودار إضافة إلى متحف إقليمي الذي يقدّم خرائط للسياح (للاتصال بالفندق،hotelkodar@yandex.ru). ومن هناك يمكنك أن تأخذ حافلة إلى أقرب قرية من شارا. كما توجد رحلات من تشيتا، لكنها ليست منتظمة.

علاوة على ذلك، توجد خيارات عديدة إلى صحراء شارا. والرحلة الأكثر أمانا وراحة (والتي نوصي بها) هي الانضمام إلى مجموعة يقودها مرشد سياحي خبير في مركز زوار كالارسكي، والذي يقوم بتنظيم رحلات إلى صحراء شارا وجبل كودار في الصيف (www.sdauria.ru).

إذا كنت من المسافرين عديمي الخبرة في المشي، فسيكون من الأفضل لك أن تطلب من سائق محلي في شارا أن يقلّك إلى بداية صحراء شارا في شاحنة زيل، لأن الطريق إلى الصحراء يمر وسط نهر ساكوكان، والذي يمكن أن يتوسع بشكل كبير في الفترات الممطرة. ولذلك ستحتاج إلى المعدات والخبرات اللازمة لعبوره, ويمكن لمركز الزوار المحلي أن يصلك بالسائقين المحلين.





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارا الرملية رمال ساخنة وغابات صنوبر مليئة بالتناقضات الطبيعية شارا الرملية رمال ساخنة وغابات صنوبر مليئة بالتناقضات الطبيعية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 10:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فيضانات كينيا تتسبب في انهيار سد ومقتل العشرات

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab