واشنطن - العرب اليوم
تغير إنستجرام كثيرًا عبر السنوات، لكن عام 2025 يشهد نقلة مختلفة في طبيعة التحديثات التي يطرحها التطبيق، فبدلًا من الحملات الدعائية والضجة الإعلامية المعتادة، باتت الخصائص الجديدة تظهر بهدوء، وتبدأ في إعادة تشكيل كيفية استخدام الناس للتطبيق، بطريقة أكثر خصوصية، وأقل بهرجة.
يبدو أن المنصة لم تعد تسعى للفت الانتباه بالصوت المرتفع، بل بالفكرة الذكية، فالتجربة اليوم لم تعد تقتصر على التمرير العشوائي للمحتوى، بل تتجه نحو أن تكون أكثر وعيًا، أو على الأقل توحي بذلك.
لطالما عرفت ريلز بأنها مساحة للمحتوى السريع والخاطف، لكنها في 2025 تأخذ اتجاهًا مختلفًا، أصبح بإمكان المستخدمين الآن نشر مقاطع تصل مدتها إلى ثلاث دقائق، وهو ما يقرب إنستغرام من محتوى تيك توك الطويل أو حتى الفيديوهات القصيرة على يوتيوب.
في المقابل، أضيف خيار لمشاهدة المقاطع بسرعة مضاعفة 2x، في مفارقة تعكس تناقضًا مثيرًا: التطبيق يمنحك وقتًا أطول للمشاهدة، لكنه في الوقت نفسه يتيح لك تجاوزه بأسرع ما يمكن.
هذه الخطوة ليست فقط عن "المدة"، بل عن اختبار حدود الانتباه، هل ما زال المستخدم مستعدًا لمنح المحتوى وقته؟ أم أن الاستهلاك السريع هو القاعدة؟ يبدو أن إنستغرام لم يعد يكتفي بالمحتوى الترفيهي السطحي، بل يطمح أو يدعي الطموح إلى تقديم ترفيه "أكثر وعيًا".
حين ظهرت ميزة Notes للمرة الأولى، بدت كأنها مجرد تفصيلة زائدة فوق الرسائل المباشرة، لكنها في 2025 أصبحت شيئًا مختلفًا تمامًا. أصبح بالإمكان الآن كتابة ملاحظات تصل إلى 500 حرف، وإرفاق صور ومقاطع موسيقية، بالإضافة إلى إمكانية تخصيص من يشاهدها من الأصدقاء المقربين، وتعيين مؤقتات تجعلها تختفي تلقائيًا.
ما بدأ كأداة عابرة، تحوّل إلى مساحة يستخدمها البعض كمدونة مصغرة، أو لكتابة فكاهات داخلية، أو حتى لتجريب منشورات قبل نشرها علنًا، لا يدفع إنستغرام هذه الخاصية إلى الواجهة، لكنه يتركها تنمو تلقائيًا، وربما لهذا السبب تحديدًا أصبحت واحدة من أكثر الخصائص "صدقًا" في التطبيق.
أرسل تعليقك