الأحساء – العرب اليوم
ارتفعت أسعار الأغنام في السوق السعودية في الوقت الذي لم ترتفع أسعار الأعلاف والشعير، ولا سبيل للمواطن في هذا الوقت من الشراء في ظل الأسعار الزائدة وفي ذلك برر محمد دليم القحطاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك فيصل في الأحساء ارتفاع أسعارالأضاحي مستمر وبشكل موسمي نظرًا لاستغلال تجار المواشي لهذه الأوقات بشكل بشع ومبالغ فيه للسعي لتعويض خسائرهم التي لاعلاقة لها بمبيعات الأغنام، وأشار إلى أن زيادة الطلب ونقص المعروض أسهم أيضًا في هذا الارتفاع.
وأضاف: ليس هناك مبررًا لهذه الارتفاعات من قبل تجار المواشي إذا علمنا أنه ليس هناك ارتفاع في الأعلاف والشعير، وتوقع القحطاني أن تكون اتفاقية التجارة الحرة ساهمت في تفشي مثل هذه الظواهر، إضافة إلى المشاكل التي تمر بها الأقطار العربية القريبة والتي كان أكثرها موردًا للأغنام علاوة على ارتفاع القرصنة في البحار.
واقترح القحطاني أن تكون هناك شركة متخصصة بمشروع الأضحية وتنسق جهودها مع الجمعيات الخيرية لوضع آلية لتزويدها باللحوم وإيصالها إلى المحتاجين وأن تكون منظمة لذبح وتوزيع الأضاحي بشكل يضمن الاستفادة منها، وقال إن كمية المذبوح في العيد كبير جدًا يتجاوز الأربعة ملايين أضحية كحد أدنى ولو استغلت بشكل جيد لغطت 4 آلاف أسرة سنويًا من استهلاك اللحوم لو كانت هناك دراسة كافية ووافية لهذا المشروع، وعن المراعي المحلية للمواشي أضاف إنها ليست كافية للإنتاج المحلي نتيجة لعدم التخطيط في هذا الجانب. وأشار أنه لا بد من استغلال المناطق الجنوبية والتوجه إليها بمشروعات كبيرة للمواشي للإفادة منها محليًا وتقليص الاستيراد من الخارج والذي يتجاوز سنويًا العشرة ملايين ماشية دخلت منها قرابة المليونين هذا العام بهدف دعم الأضاحي في هذا الموسم.
وشدد على توسيع ثقافة المستهلك بالنسبة لأنواع الغنم وأن الثقافة السائدة ندفع ضريبتها الآن من خلال زيادة أسعار الأغنام، ولابد من إرسال تحذيرات مباشرة عن طريق الإعلام لتجار الأغنام والوسطاء ووضع أسعار محددة بحيث لايتم تجاوزها، حتى نوقف هذا الجشع واتخاذ التدابير اللآزمة التي يمكن اتخاذها من التثقيف الإعلامي للمستهلكين.
فيما أبدى عدد من المواطنين في المنطقة الشرقية تذمرهم من أسعار الأضاحي التي قاربت 1700 ريال ومرشحة للزيادة خلال الأيام القريبة واستغربوا من الأسعار التي تتصاعد سنويًا دون مبرر وبدون سبب مقنع سوى استغلال هذه الأيام الفضيلة والطمع والجشع في ظل عدم اهتمام الجهات المعنية كالتجارة والرقابة في لجم هذه الأسعار التي لاتتوقف وترهق كاهل كثير من المواطنين في مثل هذه المواسم، وقال عبدالله الحسن إنه أينما اتجه فالأسعار واحدة ومحافظة على الارتفاع في عدة أماكن وكأن هناك اتفاق مسبق من تجار المواشي على رفع شعار الغلاء في وجه المستهلك أينما اتجه، وقال نمشان النمشان إنه مضطر كغيره من المواطنين للشراء ولايجد حيلة في الفكاك من هذا الواقع الذي تأبى الجهات الرقابية تخليصهم منه، وتابع أحمد عوض أن أسعار الأضاحي أرهقت كاهل الكثير من المواطنين فالكثير لديهم أقساط وديون والتزامات ورواتبهم بالكاد تكفيهم سيما وأنها متدنية ولاتواكب موجة الغلاء التي نعيشها في شتى المجالات وطالب عوض باتخاذ الإجراءات اللآزمة للجم المتجاوزين من تجار الأغنام وتقليص أعداد العمالة الوافدة في حلقات الأغنام التي تتلاعب بالأسعار كيف تشاء في سبيل أن تحصل على حصة جيدة
من سعر الأغنام التي تقوم ببيعها على حساب ميزانية المستهلك المتواضعة وترفع الأسعار لعدم وجود الرقيب والهيئات الرقابية وأنظمة مكافحة الغش التجاري وقال إن هذه الارتفاعات ليست وليدة اللحظة فالارتفاع مستمر منذ عدة سنوات دون تغيير في هذا الوضع.
أرسل تعليقك