ضعف الروبية يساعد الهند في تقليل العجز الخارجي
آخر تحديث GMT03:29:47
 العرب اليوم -

ضعف الروبية يساعد الهند في تقليل العجز الخارجي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ضعف الروبية يساعد الهند في تقليل العجز الخارجي

الكويت - العرب اليوم

تناولت الشركة الكويتية الصينية في تحليلها الأسبوعي للأسواق الناشئة في آسيا السوق الهندي، حيث ذكرت في تقرير حصلت "مباشر" على نسخة منه، أن الاقتصاد الهندي بدأ بالعودة إلى النمو مؤخراً بعد فترة طويلة عان خلالها من التراجع. ففي الربع المنتهي في سبتمبر، عاد الناتج المحلي الإجمالي الهندي للنمو بعد أن ارتفع إلى نسبة 4.8% من نسبة 4.4% على أساس سنوي في الربع الذي السابق. وبالرغم من أن هذه المعدلات بعيدة جداً عن معدلات ما قبل الأزمة المالية العالمية والتي كانت تفوق 10%، إلا أن هناك إشارات إلى أن الاقتصاد الهندي سيواصل التعافي على المدى القصير. ومنذ الأزمة المالية العالمية والحساب الجاري الهندي يسجل عجزاً يزيد على التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الهند منذ سنوات. ويشير تزايد العجز في الحساب الجاري إلى تدفق الائتمان خارج الاقتصاد الهندي، وهذا بدوره يشير إلى أن الطلب على الروبية استمر بالانخفاض. ومع تزايد الشكوك الاقتصادية، زاد الطلب على واردات الذهب. وفي الوقت ذاته، انخفضت الصادرات بسبب ضعف مستوى الطلب العالمي. ومع هذا كله، زاد العجز في الحساب الجاري بشكل ملحوظ، مما أدى إلى انخفاض سعر صرف الروبية الهندية. ومنذ يناير 2008 إلى نهاية أغسطس من هذا العام، خسرت الروبية الهندية 74% من قيمتها لتتداول عند مستوى منخفض تاريخياً يبلغ 68.145 روبية للدولار الأمريكي. وجاء ثلث هذا الانخفاض في الفترة ما بين مايو وأغسطس من هذا العام نتيجة المخاوف بأن يقلل الاحتياطي الأمريكي من السيولة التي يضخها شهرياً. ومنذ ذلك الحين، بدأ الميزان التجاري الهندي، وهو أحد المكونات الرئيسية للحساب الجاري بالانخفاض. ويعود ذلك أولاً، إلى انخفاض واردات الذهب الذي أصبح مكلفاً بعد أن انخفاض سعر صرف العملة ووضع قيوداً على الاستيراد وارتفاع الأسعار التجارية. وثانياً، بسبب تعافي الصادرات حيث أصبحت أكثر تنافسية مع انخفاض سعر صرف العملة. ومنذ الربع المنتهي في سبتمبر، انخفض الحساب الجاري لأقل مستوى له منذ عام 2009، ليصل إلى 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت ذاته، كانت الهند تواجه أيضاً عجزاً مالياً متواصلاً. فالبرغم من أن التوسع المالي كان مطلوباً لدعم الاقتصاد بعد الأرمة المالية العالمية، واصلت الحكومة الهندية إنفاق أكثر مما تجني، مما زاد عجزها المالي بما يقارب 6% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من جهود الحكومة لتصل إلى المعدل المستهدف للعجز المالي والبالغ 4.8% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية (الممتدة من أبريل 2013 إلى مارس 2014)، وصل العجز العام للشهور السبعة الأولى من هذا العام إلى 84.4% من المعدل المستهدف للعام الكامل، أي أعلى بقليل من معدل الفترة ذاتها من العام الماضي، والبالغ 71.6% ، وأعلى أيضاً من متوسط السنوات الخمس السابقة حين بلغ العجز 67.5%. وينمو الإنفاق بصورة متوافقة مع المعدل المستهدف له، الذي يقارب 18% على أساس سنوي إلى اليوم، لكن صافي إيرادات الضرائب، الذي كان من المتوقع أن ينمو بمعدل 19.3%، ينمو فعلياً بمعدل 6.8% فقط على أساس سنوي إلى اليوم. وإذا ما استمر هذا التوجه بنفس السرعة، قد ينتج عنه تراجع الاستثمارات مما يضعف أكثر من حساب رأس المال. وجاء نمو الناتج المحلي الإجمالي الهندي بشكل أساسي من ارتفاع الصادرات وانخفاض الواردات في الربع المنتهي في سبتمبر. إلا أن قطاع التجارة الخارجية محدود الحجم بالنسبة للاقتصاد الهندي. ففي الاقتصاد الهندي يكتسب الاستهلاك الشخصي الخاص بالخدمات المحلية أهمية أكبر. ومنذ بداية السنة المالية الحالية حتى الآن، خف الاستهلاك المحلي بسبب ضعف القوة الشرائية، مما سبب زيادة في التضخم. لكن التحسن الأخير في الحساب الجاري عكس هذا التوجه، وعززاستقرار الروبية. حالياً تتداول الروبية عند 61 للدولار الواحد. وحتى ينخفض التضخم ويقوى الاستهلاك الشخصي، فالاقتصاد الهندي بحاجة إلى روبية أقوى. وتظهر بعض المخاطر واضحة في الأفق الهندي. فخارجياً، قد يخلق السيولة الأقل التي تضخها الولايات المتحدة الأمريكية موجة أخرى من تدفق الائتمان خارج الهند، مما سيعكس جميع الارتفاعات الأخيرة في العملة. وعلى المستوى المحلي، قد يسبب عدم الاستقرار السابق للانتخابات في مارس 2014 تذبذب الروبية. وبما أن الحكومة تركز على تعزيز التعاون المالي، فإن البنك المركزي الهندي يتحمل وحده مسؤولية دعم الاقتصاد. لكن البنك المركزي الهندي حدد أن تكون أولويته استقرار سعر صرف الروبية قبل النمو الاقتصادي عن طريق تخفيض أسعار الفائدة. واستخدام كل من الإنفاق الحكومي المحدود والتقييد النقدي لاستقرار العملة يترك توقعات ونظرة مستقبلية غير مؤكدة للنمو. والجانب الإيجابي يكمن في أن هذه التطورات مرجحة لكبح جماح التضخم في الهند، والذي يشكل عبئاً كبيراً على النمو. ومع هذا، تتطلب السيطرة على التضخم إصلاحات هيكلية مثل الإنفاق على البنية التحتية، والتي من غير المرجح أن تتم قريباً بسبب الانتحابات القادمة والعجز المالي الكبير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضعف الروبية يساعد الهند في تقليل العجز الخارجي ضعف الروبية يساعد الهند في تقليل العجز الخارجي



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab