استعادت القوات العراقية المشتركة، الأربعاء، جسر ومحطة ماء بادوش، من قبضة تنظيم "داعش" غرب الموصل، تزامنًا مع تمكن تلك القوات من تحرير مرآب باب الطوب في الجانب الأيمن من المدينة بعد أربع ساعات من المعارك المتواصلة، ويأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن مقتل زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي بات "مسألة وقت" موضحً الاستعداد لتكثيف الجهود لمكافحة هذا التنظيم.
وأضاف تيلرسون في افتتاح المؤتمر الدولي للدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد "داعش" والذي تتزعمه الولايات المتحدة، أن الأولوية الأولى للولايات المتحدة، تكثيف الجهود ضد داعش الذي شن هجمات شنيعة في أوروبا وتركيا تم التخطيط لها في الرقة". وشدد على أن مقتل البغدادي "بات مسألة وقت ليس إلا"، وتابع "سنقدم ملياري دولار للمناطق المستعادة من داعش في سورية والعراق، ونعمل على مواجهة تنظيم "داعش" أيديولوجيا، ووضعنا خطة تشمل مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال إن "مكافحة تطرف داعش يبدأ انطلاقا من المساجد". واستعرضت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إنجازات التحالف الدولي في مكافحة تنظيم "داعش". وكشف بيان للخارجية، أن "التحالف قضى منذ تأسيسه عام 2014 على أكثر من 180 قائدًا للتنظيم في سورية والعراق من بينهم أغلب نواب زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وهم وزراء الحرب والإعلام والمالية والنفط والغاز، وكذلك مدير العمليات الخارجية لداعش".
وأكد البيان أن "التحالف وجّه منذ ذلك الحين أكثر من 19 ألف ضربة، دمر خلالها نحو 2,6 ألف موقع لـ"داعش" في سورية والعراق، أهمها مراكز استخرج النفط والغاز ومستودعات تخزينها. وأسفرت الضربات عن تدمير 25 خزينة للأموال، ما حرم التنظيم من ملايين الدولارات، وفصل أكثر من 90 فرعًا للبنوك، التي كانت تحت سيطرته عن النظام المالي العالمي".
وتابع أن "أكثر من 1,5 مليون لاجئ عراقي عادوا إلى منازلهم، من بينهم 70 ألفا إلى الساحل الأيمن لمدينة الموصل، بعد إنجاز عمليات عسكرية لتطهير مناطق سكنية من المتطرفين". وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تسيطر على جسر بادوش، وتحرر محطة ماء بادوش وترفع العلم العراقي فيهما". ويأتي هذا التقدم بعد قليل من تمكن قوات الفرقة المدرعة التاسعة نت تحرير قرى آل ياسين، وارحيله شمال بادوش الواقعة على بعد نحو 17 كيلومترا غرب الموصل.
وبيّن مصدر أمني في تصريح صحافي، أن "قوات جهاز الشرطة الاتحادية والرد السريع أحكمت سيطرتها بعد معارك استمرت لأربع ساعات ضد تنظيم "داعش" المتطرف، على مرآب باب الطوب في الساحل الأيمن للموصل". ويعد حي باب الطوب من مناطق مركز المدينة، حيث تدور اشتباكات عنيفة فيها منذ الأسبوع الماضي، وتحول الأزقة الضيقة واكتظاظها بالسكان دون تقدم القوات العراقية. وأكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء، من واشنطن أن "عناصر داعش المتطرفة في مرحلتها الأخيرة من الناحية العسكرية"، لافتًا إلى أن "العراقيين انتصروا على داعش بالوحدة".
وأوضح رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في المؤتمر الدولي للتحالف الدولي المناهض لداعش المنعقد في واشنطن، أن "العراق حقق انتصارات كبيرة منذ الاجتماع السابق للتحالف ضد داعش، وهذه الانتصارات تحققت بتعاوننا وقتال العراقيين على الأرض، والذي امتد من جنوب بغداد إلى غربها وإلى شمالها، وقواتنا الان تقاتل بشجاعة وبطولة في الموصل"، لافتًا إلى أن "داعش في مراحلها الأخيرة عسكريًا". وأضاف "لقد قمت بزيارة إلى الجبهة في الموصل قبل أن أحضر هذا الاجتماع واجتمعت مع القيادات الأمنية، ورأيت العربي يقاتل مع الكردي والمسيحي مع المسلم ومع الايزيدي ومع الشبكي ومع التركماني جميعهم يعتقدون بوحدة العراق وبمصير مشترك لجميع العراقيين، ويقاتلون عدوا متطرفا أراد أن يمزقنا وأراد أن يقتل الأقليات في العراق، مؤكدًا أن داعش فشل في تفريق المواطنين العراقيين ونحن الان نقوم بجهود المصالحة الوطنية، وعودة النازحين إلى مناطقهم وإعادة الخدمات إلى المناطق المحررة بالرغم من الضغط المالي والاقتصادي".
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن "العراق يواجه داعش في المراحل الأخيرة من الناحية العسكرية، ووجهنا ضربات قاصمة لهذا العدو، وأن شعار داعش الذي يريد أن يبني إمبراطورية، وأن إمبراطورتيه تتوسع نحن اثبتنا بانها تتقلص، مشددًا أن العراقيين يحررون الموصل التي أرادوا أن يجعلوها عاصمة لهم". وأكد أنه "لا يمكن التعامل مع داعش بأي شكل من الأشكال فهو تنظيم القتل والخراب والدمار، وهو يقمع الإنسان في هذا العصر ففي عام 2014 و 2015 قام ببيع النساء والأطفال، وهذه جريمة منكرة سواء في العراق أو سورية"، مشددًا على "ضرورة القضاء على هذه الجماعة المتطرفة ولايتم ذلك إلا بتحالفنا وتوحيد جهودنا ونبقى مركزين على القضاء على داعش، ولا ننشغل بخلافات إقليمية أو خلافات أخرى في المنطقة".
ولفت العبادي إلى أن "اعتماد سياسة اللامركزية في العراق منذ سنتين ونصف، وأن الحكومة قامت بخطوات كبيرة من أجل إعطاء المزيد من الصلاحيات للمحافظات، كما زاد الإنتاج النفطي للعراق ووصل إلى حوالي 5 ملايين برميل يوميًا، فضلًا عن قيام القوات الأمنية بحماية المتظاهرين الذين يتظاهرون منذ 20 شهرًا، للمطالبة بحقوقهم ويعبرون عن رأيهم ماداموا يلتزمون بالقانون وبحقوق المواطنين، ولايعتدون على الأملاك العامة والخاصة للمواطنين".
وخلص إلى القول "نحن ننتصر على داعش بديمقراطيتنا وبتماسكنا ووحدتنا وبتنوعنا، لأن داعش ترفض التنوع وتقتل الذين يختلفون معه ويوجد في العراق مثل هذا التنوع من القدم"، داعيًا الحاضرين إلى الاتفاق على تعريف أن تنظيم "داعش" والمنظمات المشابهة له متطرفة"، منوهًا إلى أنه "من غير الصحيح اعتبار داعش متطرفة عندما تعمل ضدي، وأنه ليس متطرفا عندما يقوم بأعمال متطرفة في مناطق أخرى".
أرسل تعليقك