إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا
آخر تحديث GMT01:20:35
 العرب اليوم -

مع قرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
لندن - سليم كرم

تدخل أوروبا في العديد من الأزمات والتحديات خاصة مع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث العديد من الأزمات المالية والسياسية، وبالتحديد في دول شرق أوروبا والتي تختلف ديمقراطيتها على غرب أوروبا، ويستطيع الآن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يتمسك بمرحلة ما ويتخلص من غيرها، ولكن مع استكشاف أوروبا لتكاليفها في السنوات الأخيرة يتغير الأمر، فإن الكلمات الدافئة للرئيس ليست كافية، خاصة حين يتعلق الأمر بالجمع بين المصالح الوطنية المتنافسة.

وقال ماكرون للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ" في مواجهة الاستبداد، فإن الاستجابة ليست الديمقراطية السلطوية ولكن سلطة الديمقراطية"، وانتقد الرئيس الفرنسي الديمقراطيات غير الليبرالية الصارمة بشكل متزايد في بولندا والمجر، ولكن كان واضحًا بنفس القدر رفض هذه الديمقراطيات التمسك بمقتضى حكم المفوضية الأوروبية أو حماس ماكرون الإصلاحي.

وتحدث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي قاد حملة انتخابية ناجحة للغاية ضد السامية والهجرة في الشهر الماضي، عن "النموذج المجري"، الذي يتحدى التعريفات الغربية "للحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون".

وتعد بولندا مثل المجر، ترفض قبول حصص الهجرة التي وافقت عليها أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث ترى أنه إظهار ضروري للتضامن في أعقاب أزمة المهاجرين في عام 2015.

حرب أهلية أوروبية

ولم يكن ماكرون مخطأً في إشارته إلى جو "الحرب الأهلية" في أوروبا، في الوقت الراهن، وفي الوقت نفسه، بينما تتحدى الدول الشرقية الأعضاء المُثل الغربية التي يدافع عنها ماكرون، هناك حدود واضحة لرغبة الدول الأوروبية في تنحية خلافاتها في الدفاع المشترك عن تلك القيم.

وتوضح الحسابات السياسية في بروكسل أن مجموعة حزب المحافظين الأوروبيين تحمي أوربان، من حزب فيدز الحاكم في المجر، بينما تعمل ألمانيا حاليًا في بولندا لضمان أن تكون قضية "حكم القانون" الحالية ضد وارسو لن تتعرض لعملية غش.وتعد هذه السياسة الواقعية للاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 عضوًا ولديهم مصالح متنافسة، تقوض المحاولات التي تقودها فرنسا لربط الإعانات الهيكلية التي يدفعها الاتحاد الأوروبي "بالسلوك الجيد" ستؤدي إلى نفس السبب.

محور فرنسي ألماني

ويريد ماكرون إعادة ضبط "المحرك الأوروبي" الفرنسي- الألماني في نفس الوقت الذي يعيد فيه حب مواطني الاتحاد الأوروبي.ولا يتعلق الأمر فقط بالحلول المؤقتة التي يمكن أخذها من خطة ماكرون لمخيمات الاتحاد الأوروبي عبر القارة، ولكن بشأن الصدامات العميقة للاهتمام والتوقعات التي تحد بالضرورة من مدى تماسك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويعد هذا الأمر أكثر وضوحًا عندما يتعلق بإصلاحات منطقة اليورو التي تشكل العمود الفقري لرؤية ماكرون لأوروبا، وعلى الرغم من تشكل حكومة جديدة في برلين من حزب اليسار الديمقراطي الذي يبدو متعاطفًا مع يسار الوسط، لن تتغير الأمور.

ويقول مجتبي رحمن، في مجموعة أوراسيا في مذكرة إلى العملاء إن عملية إعادة هيكلة منطقة اليورو من وجهة نظر ماكرون في حالة يرثى لها، ولن تشهد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو/ حزيران، أكثر من مجرد كلمات دافئة عندما يتعلق الأمر بقضايا صعبة مثل تأمين الودائع وأموال الاستقرار".

ألمانيا لن تتخلى عن دول شرق أوروبا

وليس مفاجأة أن دافعي الضرائب الألمان ليسوا أكثر استعدادًا للتضحية بأبناء عمومتهم الأضعف في منطقة اليورو أو الأكثر إسرافًا كما سترى برلين، حيث المواطنين المجريين والبولنديين الذين سيقبلون حصص المهاجرين، وهذا هو المأزق الذي ربما يمكن أن ينتج عنه أزمة مالية أخرى، كما يوجد العديد من النزاعات نفسها التي تدعم منهج أوروبا في مجال المناورات المشوشة، حيث تمتلك القارة 178 نظامًا مختلفًا للأسلحة، ويتم تشغيل 80٪ من عمليات الشراء على أساس وطني.

وتواجه محاولة ماكرون لإبطال الدفاع الأوروبي عبر آلية التعاون الهيكلي الدائم "بيسكو" نفس القيود، فالرغبة الألمانية والأوروبية في أن يكونا شاملين سياسيًا تضع قيودًا ضرورية على فعالية الاتحاد نفسه.

ويبدو وكأن الأمر عملية مقارنة مبالغ فيها، ولكن ماكرون ليس مخطأ في إشارته إلى أجواء الحرب الأهلية في أوروبا في الوقت الحالي، لا يساعده قرار المملكة بمغادرة الاتحاد الأوروبي، وحينها سيواجه الاتحاد تحديات أخرى من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك روسيا والصين.

أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد

وكل ما يحدث ليس جيدًا لبريطانيا، مع قصر الرؤية بالتفكير بأن فشل ماكرون لتجميع أوروبا لن يكون ذا فائدة للمملكة المتحدة، والتي سيظل مستقبلها متشابكًا بشكل وثيق مع أوروبا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وحذر جان كلود جونكر، ماكرون من التركيز بشكل حصري على المحور الفرنسي الألماني، قائلًا إن أوروبا مجموعة موحدة".وفي الواقع، لا أحد في الوقت الحالي من هذه المجموعة يستطيع أن يملئ الفراغ ويحل المشكلات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
 العرب اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 12:44 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
 العرب اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 23:41 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

المغرب "ضيف شرف" معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024
 العرب اليوم - المغرب "ضيف شرف" معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اختبار الديمقراطية

GMT 14:00 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

35 قتيلاً وعشرات الإصابات في حريق في مبنى في الكويت

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر وقطر تعلنان تسلم رد حماس حول مقترح الهدنة

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عاصفة تصيب مطار مايوركا في إسبانيا بالشلل مؤقتًا

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

استهداف سفينة تجارية جنوب غربي الحديدة في اليمن

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها

GMT 14:29 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

الأفيال تنادي بعضها البعض بالاسم على غرار البشر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab