خطوات تقلل الخلافات بين الأزواج في رمضان

طرق تعمل على تقليل الخلافات بين الأزواج

الزواج علاقة سامية وتحتاج لبذل الجهد من كلا الزوجين لإنجاحها، ولا تخلو الحياة من الخلافات والتي قد تزيد وتيرتها في رمضان، فمع الصيام تزيد العصبية ويقل الصبر، وعلى الرغم من أن رمضان شهر الصبر إلا أن المشاكل والخلافات الزوجية من المعروف أنها قد تزداد في شهر رمضان لأتفه الأسباب، خاصة مع كثرة الأعباء والمسؤوليات التي تقع على عاتق المرأة بالتحديد، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك من الضروري أن نتعلم كيف نتعامل مع الخلافات الزوجية وكيفية تمريرها بدون أن تتفاقم، وأن يتم احتواؤها ببساطة بطريقة بناءة لتعزيز العلاقة بين الزوجين والحفاظ على الصحة النفسية والزوجية. في رمضان تزداد المسؤوليات مما يزيد من وتيرة المشاكل زوج يساعد زوجته في قضاء الأعمال المنزلية، حيث التعاون بين الزوجين يبعد شبح الخلاف ويعزز العلاقة - المصدر: freepik تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا لسيدتي: يتضمن الزواج العديد من التحديات والمتغيرات، وهذا عامل قوة في الحياة الزوجية وليس ضعفاً، ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، وهذا بالحياة العادية ولكن في رمضان قد تزيد وتيرة هذه التحديات والمتغيرات والخلافات الزوجية والتي قد تدفع بالمشاكل للظهور إن لم يتم احتواؤها، فالصيام يغير الإدراك؛ إذ يعمل الجوع على تنشيط المزيد من الخلايا العصبية في الدماغ التي تتحكم في الإدراك، مما يؤدي لحدوث نوع من سوء تقدير المواقف والحكم المنطقي عليها، وهذا يفسر عصبية الصائم، وتغير تصرفاته أثناء الصيام، ومن ثم تندلع المشاكل في الشهر الكريم لأتفه الأسباب، فتبدأ موجات اللوم والعتاب تزيد وتيرتها على أي تقصير ولو كان تافهاً ولا يستحق إثارة المشاكل من أجله. تؤكد أماني أن المشاكل التي تُثار بين الزوجين في شهر رمضان تختلف في طبيعتها وشدتها، فقد تنمو الخلافات الزوجية من مجرد كلمة أو تصرف بسيط وقد تتطور، ولكن العمل على مواجهتها معاً يمكن أن يقوي الروابط بين الزوجين، ويزيد أواصر الحب والتفاهم في هذه العلاقة، ومن ثم لا بد من الانتباه أن الحفاظ على صحة العلاقة الزوجية واستمرارها في كل الأوقات وليس برمضان فقط يتطلب الكثير من الجهد والتعب من طرفي العلاقة كليهما. قد ترغبين في التعرف إلى: كيف أتعامل مع الزوج العصبي في رمضان؟ طرق تعمل على تقليل الخلافات بين الأزواج تقول أماني رضا لاشك إن الخلافات الزوجية عامة تجربة قاسية، ولكن إذا تعلمنا التعبير عن رأينا بطريقة صحيحة نتوصل لنتائج مرضية للطرفين، حيث يظل احترام وجهة نظر الآخر اللبنة التي تحول النقاشات إلى حلول مفيدة، وهناك بعض الطرق تعمل على تقليل الخلافات الزوجية في رمضان ومنها: تجنبوا العتاب كثرة العتاب تشوه كل جميل في العلاقات، فقد يتحول النقاش لمشكلة أكبر بسبب العتاب، فكثرة العتاب تزيل مشاعر الحب، وتزيل أيضاً مشاعر الاحترام، وليس من الصالح أن يقيم كل منهما نفسه رقيباً على كل تصرفات الطرف الآخر، يحاسبه ويعاتبه، ويشعره بالخطأ، لذا إن كنتم ترغبون في تقليل حجم أي مشكلة زوجية، فتجنبوا العتاب. عبروا عن مشاعركم عبّروا عن مشاعركم لبعضكم، عبروا عن الحب الذي يملأ قلوبكم، اعتذروا واعترفوا بأخطائكم وافتحوا صفحة جديدة، صارحوا بعضكم بحبكم وبأشواقكم ولا تكتموا غضباً ولا ضيقاً بينكم، واعلموا أن الطريقة الصحيحة لحل أي مشكلة هي الحوار، والابتعاد عن تسليط الضوء على المشكلة وما نجم عنها، وما مر به كل طرف حينها، فتلك المشاعر ترقق القلب، وتساعد في تجنب تصعيد الخلاف، فكلمة واحدة حانية قد تعيد المياه لمجاريها، وتعود الحياة سعيدة، وتخفف مشاعر الغضب، ما سيساعد في حل المشكلة. الاستماع الجيد خلافات زوجية في رمضان الاستماع الفعّال بين الأزواج يساعد على تقبُّل الآراء المختلفة حتى نستطيع أن نفهم من حولنا لابد أن نصغي ونستمع لهم بصدق من داخلنا بدافع إنساني لنفهم من حولنا، ونبني معهم علاقات قائمة على التعاطف الحقيقي، فالاستماع الفعّال يساعد على تقبُّل الآراء المختلفة، وعلى تقليل التوتر داخل العلاقة الزوجية، مما يساهم في حل المشكلات بهدوء، وبدلاً من التركيز على الخلافات، فيمكن تحويل النقاش إلى فرصة للوصول إلى حلول تُرضي الجميع، فالاستماع الجيد يظهر الاحترام والتقدير لوجهة نظر الشريك، مما يساهم في تقليل الخلافات. البحث عن حل وسط لابد من تطويق الخلاف وحصره قبل أن ينتشر، وقبول الاختلافات والعمل على التوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين، من خلال التنازل عن بعض الحقوق والتغاضي عن الهفوات والزلات والأخطاء غير المقصودة، فمن الصعب حل الخلاف إذا تشبَّث كل من الطرفين بجميع حقوقه، فلابد من التفاوض والتوصل إلى توافق يلبي احتياجات كل منهما، وهذا يتم من خلال تقديم تنازلات أو إيجاد بدائل مقبولة لكلا الطرفين. كوني واضحة بطلباتك ولا ترهقيه بما يفوق قدراته شهر رمضان ليس شهر الإسراف والإنفاق فكوني واضحة في طلباتك، ولا ترهقي زوجك بطلبات وأعباء قد تفوق موارده المالية، خاصة فيما يخص شهر رمضان مما يستدعي الخلافات الزوجية، وتذكري أن الشهر الكريم ليس شهر التفاخر والإسراف بل شهر العطاء والرحمة. اختاري وقتاً مناسباً للنقاش إن الخلافات الزوجية إذا لم تعالج سريعاً تسلب الطرفين راحتهما وسعادتهما، لذلك فمن المفيد تخصيص وقت محدد لمناقشة الأسباب التي تسبب هذه الخلافات، مع اختيار الوقت المناسب، فلا يصح مناقشة المتعب بعد عودته من العمل أو عندما يكون جائعاً أرهقه الجوع أو مهموماً محاطاً بالمشاكل، لذلك لابد من اختيار وقت مناسب يكون فيه الشريكان هادئين على أن يكون النقاش بهدوء وأريحية، وحاولي عند النقاش التحكم بمشاعرك ما استطعت لذلك سبيلاً. مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ وعدم التشبث بالرأي وإلصاق الخطأ من طرف واحد، هو فن يكرس لحل الخلافات الزوجية، فما يحدد شكل ومصير العلاقة بين الطرفين هو طريقة تعاملهما مع بعضهما، فعند وجود مشكلات تخص العلاقة بين الزوجين، فأحياناً يكون سبب الخلاف هو خطأ قد ارتكبه أحد الشريكين تجاه الآخر، ولا حرج في إعادة النظر في أساس الخلاف، بل وتقديم الاعتذار أيضاً عند اكتشاف أنك المخطئ في حق شريكك، وعلى الطرف الآخر ممارسة الصبر والتسامح في التعامل مع أخطاء الشريك. إخماد نيران الخلافات من البداية من الضروري أن يتم التحكم في الغضب وإخماد نيران الخلافات قبل أن تشتعل وتتصاعد، فكما ذكرنا لا بد من التحلي بالهدوء والصبر، وأن تكون نبرة الصوت هادئة وليست متحدية، كذلك لابد من الحفاظ على خصوصية الحياة الزوجية، وعدم البوح بالأسرار للمقربين حتى لا تشتعل وتتزايد بدون داعٍ. عدم الخوض في خلافات قديمة من أهم طرق حل الخلافات الزوجية هو كف الشريكين عن استحضار مشكلات سابقة لهما أو لأحد الشريكين، وهما منهمكان في خوض نقاش جديد، وألا يكون لدى أحدهما أي روح انتقامية للطرف الآخر، وحتى لا تتفاقم الخلافات البسيطة. الصبر على الطبائع تؤكد أماني أن الصبر هو المفتاح السحري لحل كل المشكلات وإنهاء معظم الخلافات الزوجية في رمضان وغير رمضان، فأحد المفاتيح الذهبية لحل الخلافات الزوجية هو الصبر على الشريك الآخر، وعدم معاملته بطريقة تثير حفيظته، أو بطريقة تستفز مشاعره، فالتحكم بالغضب وتجمل كل من الزوجين بالصبر والحكمة في مواجهة ما يعترض حياتهما من مشكلات وأزمات يجعل الحياة هادئة، ويقلل من الخلافات برمضان وبغير رمضان طوال العام.