دمشق - سليم الفارا
أعلنت دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، اليوم الخميس الموافق 17 يوليو 2025، عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يهدف إلى وقف التصعيد وحقن الدماء في محافظة السويداء، الواقعة جنوب البلاد، وذلك بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي أوقعت قتلى وجرحى.
وجاء في البيان الصادر عن دار الطائفة، والذي نُشر عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن الاتفاق يتضمن سحب القوات الحكومية من المحافظة بالكامل، وتفعيل الأمن الداخلي عبر أبناء وضباط من أبناء السويداء، وذلك بالتنسيق المباشر مع وزارتي الداخلية والدفاع في دمشق.
وأكد البيان على تنظيم السلاح الثقيل ضمن المحافظة بالتنسيق مع الجهات الرسمية، وشدد على أن الطائفة تواصل دعمها لمسار السلام وبناء وطن تحكمه سيادة القانون، داعيةً إلى فتح الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الأكراد، ما يُفهم منه تعزيز التواصل بين مختلف المكونات السورية.
كما تم الإعلان عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتعويض المتضررين من الأحداث الأخيرة، على أن تضم هذه اللجنة ممثلين عن الدولة السورية ووجهاء من الطائفة الدرزية، وهو ما يُعد خطوة نحو المصالحة المجتمعية ومعالجة تبعات الصراع.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل 14 بنداً، أهمها إيقاف العمليات العسكرية فوراً، وإطلاق آلية رقابة مشتركة لتنفيذ الاتفاق بالتعاون مع شيوخ العقل ووجهاء المحافظة.
وفي تطور ميداني متزامن، انسحب الجيش السوري بالكامل من السويداء، في حين انتشر مقاتلون محليون من أبناء الطائفة الدرزية على أطراف القرى والطرق الرئيسية في المحافظة، لضبط الأمن ومنع أي خروقات قد تعيق تنفيذ الاتفاق.
من جهته، أيّد شيخ العقل يوسف جربوع، وهو أحد أبرز المرجعيات الروحية لدى الدروز في سوريا، الاتفاق، وأكد أنه يشكل فرصة لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المحافظة. في المقابل، رفض الشيخ حكمت الهجري، المرجعية الدينية الأخرى البارزة، الاتفاق، واعتبر في بيان له أن الدفاع المشروع عن النفس يجب أن يستمر، مطالباً بالحذر من "وعود لا يتم تنفيذها".
وتُعد محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية من المناطق التي شهدت توتراً متصاعداً في الفترة الأخيرة، على خلفية صدامات مسلحة بين فصائل محلية وقوات حكومية، وكذلك مواجهات متقطعة مع جماعات مسلحة مختلفة.
ويُقدر عدد الدروز في سوريا بحوالي 700 ألف نسمة، يتمركز غالبيتهم في محافظة السويداء. وقد لعبت الطائفة دوراً سياسياً وعسكرياً متقلباً خلال سنوات النزاع السوري، متمسكة في كثير من الأحيان بمواقف محايدة أو دفاعية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت يتزايد فيه القلق الإقليمي والدولي من اتساع رقعة العنف في جنوب سوريا، وسط تقارير عن تدخلات خارجية وتصريحات سورية رسمية تندد بالتدخل الإسرائيلي في الشأن الداخلي للبلاد.
ويُنتظر أن تشهد الأيام المقبلة خطوات عملية لتنفيذ بنود الاتفاق على الأرض، وسط مراقبة حذرة من مختلف القوى المحلية والدولية المعنية بالشأن السوري.
قد يهمك أيضــــــــا
أرسل تعليقك