زيورخ - العرب اليوم
كانت العديد من الأندية الأوروبية العملاقة ترغب في الاستفادة من خدمات المدافع البلجيكي نيكولاس لومبارتس بعد تألقه لثلاثة مواسم رفقة فريق جينت؛ غير أن ابن الثانية والعشرين فاجأ الجميع حين قرر خوض غمار تجربة احترافية بين صفوف زينيت سانت بيترسبورج. ولعل اختياره "المنفى" الروسي يبدو منطقياً بالنظر إلى شخصية اللاعب التي تتميز بالتكتم والتواضع الكبير؛ ويبدو أيضاً أن قراره هذا كان صائباً لأنه بعض مضي سبع سنوات اليوم مازال لومبارتس بين ظهراني كتيبة العصافير الرزقاء التي تحتل حالياً موقع الريادة في الدوري الروسي الممتاز.
وفي تصريح لموقع FIFA.com أوضح لومبارتس قائلاً: "عندما وقعت عقد انضمامي للفريق لم أكن أظن أنني سأمكث في روسيا كل هذا الوقت؛ غير أنني شعرت بالسعادة ما أن وطأت قدماي هذه المدينة الرائعة، فالناس هنا طيبون والجميع يساند زينيت؛ ففي كل عام نلعب على لقب البطولة وننافس على كؤوس أوروبية".
وأضاف هذا المدافع الصلب شارحاَ: "إذا كان المرء يشعر بالسعادة هنا فلما يرحل إذاَ؛ قد ينتابني الندم يوماً ما، لكن زينيت اليوم هو فريقي وسيظل كذلك ما حييت وستبقى جماهيره في قلبي إلى الأبد".
الحق في الحلم
يبدو أن زينيت وجماهيره تبادل لومبارتس نفس الاحترام والتقدير؛ فهذا المدافع، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب أجنبي ضمن الدوري سنة 2012، يُعد من اللاعبين المفضلين لدى جماهير قلعة بتروفسكي. ولعل الفضل الكبير في ذلك يعود إلى مساهمته في حصد ثمانية ألقاب ودوره الريادي ككابتن للفريق. ولعل المفارقة الكبرى أن هذا اللاعب يعد نجماً في بلد يتعدى عدد سكانه 140 مليون نسمة بينما يظل مغموراً ببلجيكا التي لا يتجاوز عدد مواطنيها العشرة ملايين. وهذا ما يحسه لومبارتس بالتحديد.
وفي هذا السياق أسر قائلاً: "أشعر في بعض الأحيان أنني لا أحظى بالاهتمام في بلجيكا ربما لأن الناس يعتقدون أن مستوى الدوري الروسي ليس بالعالي والكبير". وأعتقد أن هذا الإحساس لا يخدم مصالحي رفقة الشياطين الحمر." وأضاف هذا المدافع الذي لم يخض سوى أربع مباريات خلال تصفيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA: "ما يهمني أكثر أن يكون المقربون مني فخورين بمسيرتي."
ويتقن لومبارتس، الذي يتميز بالقوة في النزالات الثنائية ويجيد الضربات الرأسية، رفع التحديات بكل ثقة وهدوء؛ فقد استطاع هذا اللاعب أن يتابع دراسته في مجال القانون توازياً مع مهنته كلاعب كرة قدم إلى أن انتقل إلى زينيت. وقال في هذا الإطار شارحاً: "عندما كنت طفلاً كنت أحلم بأن أصير لاعباً محترفاً، إلا أنني لم أكن أعتقد أنني أملك الموهبة والمؤهلات لذلك؛ لذلك فضلت أن أعير اهتمامي للدراسة إلى أن أدركت أن بإمكاني العيش من كرة القدم".
وأردف قائلاً: "أنا سعيد لأنني تابعت دراستي؛ هناك أمور أخرى غير كرة القدم ولا ندري ما قد يحل بالمرء وبمساره الكروي؛ غير أنني لا أظن أن دراستي تساعدني كثيراً على رقعة الميدان، ربما بعض الشيء عندما يتعلق الأمر بقراءة أسلوب اللعب، الذي يعد مسألة هامة بالنسبة للمدافع".
مواعيد لا تخلف
يبدو أن لومبارتس يواجه منافسة شرسة على مركز قلب دفاع الكتيبة البلجيكية من ثلة من اللاعبين مثل فينسنت كومباني ويان فيرتونجن وتوماس فيرمالين ودانييل فان بويتن ولوران سيمان؛ غير أنه مستعد لبذل كل التضحيات. وهنا قال هذا اللاعب دون أن يخفي طموحاته "المونديالية": "أفضل اللاعب في قلب الدفاع لكن إن اقتضى الحال واحتاجني الفريق على الجناح سأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن الطن. إذا لعبت سأكون سعيداً ولو كقلب هجوم.
وعن مغامرة كأس العالم قال: "إنها تجربة رائعة في مسار لاعب كرة القدم؛ ففرصة المشاركة فيها لا تتأتى إلا كل أربع سنوات. سبق لي أن ضيعت فرصة خوض الألعاب الأولمبية بسبب الإصابة، لكني هذه المرة أتشبت بالأمل في المشاركة ضمن مسابقة كأس العالم".
ويعد هذا الموعد العالمي هاماً بالنسبة للومبارتس خاصة وأن منتخب بلاده سيقابل يوم 22 يونيو/حزيران بملعب ماراكانا بلده الثاني روسيا في لقاء ناري ضمن فعاليات المجموعة الثامنة. وبخصوص هذا النزال الحارق، قال: "ستكون مباراة خاصة بالنسبة لي دون أدنى شك؛ فإذا كانت هناك مباراة أرغب في خوضها فهي هذه بالذات لأن لاعبي زينيت يشكلون العمود الفقري للمنتخب الروسي وهو أمر طبيعي أن أرغب في اللعب ضد زملاء النادي. أتمنى أن نفوز بتلك المباراة وإلا فسيستهزؤون بي".
إن تمكن من ذلك فسيكون لومبارتس قد بلغ مراده وتفادى سخرية أصدقائه الروس.
أرسل تعليقك