كاتماندو ـ د ب ا
كان بيتر إدموند هيلاري في الحادية عشرة من عمره عندما وضع قدميه في منطقة إيفرست بنيبال، وقام بجولات سيرا على الأقدام في الجبال مع والده السير إدموند هيلاري.
ويتذكر هيلاري تلك الأيام قائلاً "اصطحب أبي الأسرة إلى منطقة سولوكمبو، وقمنا بجولة سيرا على الأقدام طوال الطريق حتى مخيم الانطلاق المقام على سفح قمة إيفرست".
وكان والده أحد أول اثنين يصلان إلى قمة إيفرست التي تعد أعلى قمة جبلية في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 8848 مترا، وذلك في أيار 1953.
وقال هيلاري الإبن في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "لقد بلغت الثانية عشرة من عمري عند دير ثانجوبوشى عندما كنا عائدين من الرحلة، وأذكر خطواتي فوق الجبل الجليدي".
وعندما قام الأب هيلاري وبرفقته المتسلق النيبالي تينزنج نورجاي برحلة التسلق التاريخية سجلا سابقة بالنسبة لمتسلقي الجبال العالميين، غير أن ذلك كان أيضا بمثابة بداية لصداقة دائمة بين أسرة هيلاري ونيبال.
وعندما اصطدم هيلاري الأب بالحياة الصعبة بالجبال بدأ في تأسيس "صندوق الهيمالايا"، وهو منظمة خيرية تمارس أنشطة تعليمية وتنموية في المنطقة، ويسافر ابنه الذي يشغل منصب نائب رئيس الصندوق إلى منطقة المشروع مرتين في العام، وبذلك يحافظ على تنفيذ حلم والده في التنمية.
وعندما حقق بيتر هيلاري أول تسلق ناجح له لقمة إيفرست عام 1990 اتصل بوالده هاتفيا.
ويتذكر قائلا "إن هذا الاتصال الهاتفي كان مثيرا للغاية، وواكب بداية ثورة الاتصالات، وكان بحوزتنا هاتفا متصلا بالأقمار الاصطناعية، ولم يكن يشبه الهواتف المحمولة الحالية، فقد كان هاتفنا يزن 90 كيلوجراما وكان يمكننا التحدث من خلال الوكي توكي من القمة، وكان لدينا في مخيم الانطلاق عند سفح الجبل مولدات كهربائية وبطاريات لكي تجعل الهاتف يعمل".
ومضى قائلا "لقد أعطانى أبي نصيحة خاصة للغاية عندما اتصلت به من القمة، فقد قال لى إنني بحاجة لكى اعتني بنفسي، فالمهمة لن تنتهي إلا بنزولي إلى سفح الجبل، وحتى هبوطى سالما خارجا من هذا الوضع الذى يثير التحدى".
وأضاف بيتر الذي يبلغ من العمر 60 عاما والابتسامة تعلو وجهه: "وإنني أعتقد أن هذه النصيحة لا تنطبق فقط على متسلقي الجبال، بل يمكن أن تنطبق على أي شخص".
وقام بيتر بتسلق قمة إيفرست مرة أخرى عام 2002 أثناء الاحتفالات بالذكرى الخمسين بالإنجاز الذي حققه والده مع زميله نورجاي، وأنتج فيلما لصالح منظمة ناشونال جيوجرافيك حول تاريخ تسلق قمة إيفرست، وأصبح تسلق الجبال يتسم بالتنافس خلال الأعوام الأخيرة.
وأصدرت نيبال قوانين جديدة العام الحالي في محاولة لإدارة عملية التدفق المتزايد لهواة تسلق الجبال بشكل أفضل خلال الموسم القصير.
وسيتم تنفيذ لوائح جديدة ستجبر جميع الأفراد الراغبين في التسلق على استئجار مرشد، كما ستلزم كل متسلق بجلب ثمانية كيلوجرامات من القمامة معه من فوق الجبل.
وقال بيتر هيلاري "يجب أن تكون مسئولا كشخص بالغ عن القمامة الخاصة بك وبالتأثير الذي ستتركه على البيئة"، غير أنه أعرب عن تحفظه إزاء اللائحة الخاصة باستئجار مرشد.
وأوضح قائلا "إن ثمة قدرات مختلفة بين هواة التسلق، وسيكون من المثير للسخرية على سبيل المثال أن ترى الحكومة أنه يجب على رينولد ميسنر الذي يعد أعظم متسلق للجبال بلا منازع أو أبا شيربا استئجار مرشد".
ويذكر أن أبا شيربا يحتفظ بالرقم لقياسي لتسلق إيفرست لأكثر عدد من المرات.
وأشار بيتر هيلاري إلى أنه "على هؤلائك الذين يحتاجون إلى مرشد أن يقوموا بتوظيفهم، أما الآخرون فلا داعي لذلك".
كما خفضت اللوائح رسوم التسلق من 25 ألف دولار إلى 11 ألفا لكل متسلق وذلك اعتبارا من مطلع عام 2015، مما أثار الجدل عما إذا كان هذا الخفض سيؤدي إلى تزاحم شديد فوق الجبل.
ويعنى مزيد من إقبال المتسلقين مزيدا من العائدات، غير أن الزحام الشديد الذي حدث عام 2013 في منطقة إيفرست أثار القلق حول السلامة، وقال هيلاري إنه يجب على الحكومة أن تروج لتسلق جبال أخرى، حتى يتسنى لهواة التسلق استكشاف مناطق مختلفة.
وأضاف "لديكم كل هذه المساحة الشاسعة من الهيملايا، بينما يتوجه جميع المتسلقين إلى منطقتى أنابورنا وإيفرست".
ودعا لأن "يكون ثمة قدر من السيطرة، وإلا سيكون لديكم جميع أصناف الأشخاص الحمقى الذين يسعون للصعود إلى القمة من أجل تسجيل رقم قياسي"، وقال "غير أن المنطقة ستجذب المئات في حالة إمكان أن يتوجهوا بلا قيود، عليكم بإزالة العوائق المقيدة لعملية التسلق وزيادة القدرة على تحصيل الضرائب".
وفي عام 1985 اشترك هيلاري في رحلة إلى القطب الشمالي جمعت بين مغامرين من بينهم والده ونيل أرمسترونج وستيفن فوست.
وأوضح " أن النشأة في بيت لشخص مثل إد هيلاري وهو رجل يتسم بحب المغامرة والترحال يعني أنه يمكن أن نقضى إحدى عطلات المدرسة في صحراء وسط استراليا، وعطلة ثانية في القيادة في الخلاء مع تساقط المطر وفيضان الأمطار ومقاومتها".
وأضاف "أن العطلة التالية تكون الذهاب إلى نيبال للقيام بجولات بين المرتفعات، غير أنها جميعا تجارب رائعة".
أرسل تعليقك