برلين - العرب اليوم
بعد تفوق الفرق الألمانية على المستوى الدولي في دوري أبطال أوروبا وتحطيم نادي بايرن ميونيخ للعديد من الأرقام القياسية، كانت التطلعات كبيرة للغاية في البوندسليجا خلال موسم 2013-2014. وبعد التتويج بثلاثية البطولة والكأس ولقب دوري الأبطال بدأ فرسان ميونيخ رحلتهم هذا الموسم بمدرب جديد واصل مسيرة التفوق والنجاح على المستوى الوطني خلفا للمدرب الداهية يوب هاينكيس.
وكان الصراع على درع البطولة قد حسم بشكل سريع نسبيا فيما شهدت المنافسة على ضمان البقاء العديد من المفاجآت. ولم يكن من المتوقع وجود بعض الأندية في الصراع من أجل تفادي النزول، وهي التي تعتبر منذ مدة طويلة من الأندية المعروفة في دوري البوندسليجا. يستعرض موقع FIFA.com فيما يلي أبرز أحداث هذا الموسم المنقضي.
تتويج جوارديولا باللقب في وقت قياسي
كانت ألمانيا كلها تتساءل عن قدرة العملاق البافاري في مواصلة نجاحات الموسم الماضي وما إذا كان بإمكان المدرب الجديد بيب جوارديولا تطوير الفريق والتحسين من إمكانياته. وكان الخبير الأسباني قد وصف عدة مرات البطولة على أنها "المسابقة الأهم" لينجح بذلك البافاريون في بسط هيمنتهم على منافسات الدوري منذ البداية وتمكنوا من حصد 90 من 102 من مجموع النقاط الممكنة أي بنقطة أقل من الموسم الماضي. وقد حافظ بايرن على رصيده خاليا من أي هزيمة خلال 29 مباراة ولم يعد بالإمكان إزاحته عن القمة بعد الجولة 27.
وبعد فوزه في 25 مارس/آذار على حساب نادي هيرتا برلين بنتيجة 3-1 تأكد حسابيا نجاح ممثل مدينة ميونيخ في الدفاع عن لقبه وليعلن بالتالي عن فوزه بأسرع بطولة في تاريخ دوري البوندسليجا الألماني. وكان جيروم بواتينج المولود في العاصمة برلين قد عبر عن سعادته إثر هذه المواجهة بقوله "نحن سعداء للغاية. أعتقد أنه كان بالإمكان ملاحظة ذلك. ولقد تم بذل جهد كبير للغاية لتحقيق هذا النجاح".
هذا وتم الاحتفال كما ينبغي بهذا الإنجاز عقب الجولة 34. وكان الكابتن فيليب لام قد أبدى سعادته الكبيرة بهذا اللقب لكن وفي الوقت نفسه وجه التركيز من جديد إلى التحدي المقبل إذ أوضح قائلا: "تمكنا من تحقيق لقب، أما الآن فنريد التتويج بلقب ثان". وفي 17 مايو/أيار سيكون بإمكان أصحاب اللونين الأحمر والأبيض التوقيع على الثنائية العاشرة في تاريخ النادي عند مواجهتهم لنادي بوروسيا دورتموند في نهائي الكأس الألمانية.
ليفاندوفسكي أفضل الهدافين
بعدما كان روبيرت ليفاندوفسكي في الموسم الفائت قريبا من التتويج بجائزة أفضل هداف في الدوري الألماني الممتاز، ها هو الآن ينجح في مسعاه في عام 2014. وما يميز هذا النجاح هو أن النجم البولندي كان قد أعلن في يناير/كانون الثاني أنه سيلعب لصالح الغريم التقليدي بايرن ميونيخ في الموسم المقبل. لكن ليفاندوفسكي ومع ذلك دافع عن ألوان بوروسيا دورتموند بقوة وشراسة حتى النهاية حيث تمكن من التوقيع على 20 هدفا مساهما بنصيب كبير في احتلال أصحاب اللونين الأصفر والأسود للمركز الثاني. وبتسجيله هدفين في الجولة الأخيرة استطاع التفوق على كل من ماريو ماندزوكيتش (بايرن ميونيخ، 18 هدفا) وجوسيب درميتش (نورنبيرج، 17).
وكان المهاجم البولندي ابن الخامسة والعشرين قد صرح بعد تسلمه المدفع الذهبي الذي يتوج أفضل هداف بالقول "إن هذا الأمر يشعرني بفخر خاص. وهو إنجاز لا يحققه سوى أولئك الذين يلعبون في فريق قوي جدا". غير أن مدربه يورجن كلوب يرى هذا النجاح بعين حزينة حيث أكد قائلا "سيكون علينا التخلي في المستقبل عن هذه المؤهلات الرفيعة. إنه أمر مؤسف".
أوجسبورج في تطور مستمر
بعد تقديمه في إياب الموسم الماضي أداء قويا مكنه من احتلال المركز 15، أظهر نادي أوجسبورج في موسم 2013-2014 أيضا عروضا كروية جيدة وممتعة. وعليه، نجح مدير الفريق شتيفان رويتر والمدرب الشاب ماركوس فاينزيرل بإمكانيات قليلة في تشكيل فريق قوي كاد أن يتأهل إلى منافسات الدوري الأوروبي. وقد اكتفى أوجسبورج في نهاية المطاف بالمركز الثامن بفارق نقطة وحيدة عن المشاركة في المنافسات الدولية. إلا أن خيبة أمل أبناء أوجسبورج لم تكن كبيرة إذ علق المدرب فاينزيرل في هذا السياق "نحن لا نريد الآن أن نكون حزينين" ثم تابع قائلا "لقد سجلنا 52 نقطة، وهو إنجاز مبهر حقا". وفي 5 أبريل/نيسان حقق أوجسبورج إنجازا مبهرا آخر عندما ألحق الهزيمة الأولى بنادي بايرن ميونيخ الذي كان وقتها يحصد الأخضر واليابس موقعا قبلها على 53 مباراة في الدوري دون أي هزيمة.
وكان المركز السابع من نصيب ماينز وهو ما سيمكنه في الموسم المقبل من المشاركة في منافسات الدوري الأوروبي، ونفس الأمر ينطبق على كل من بوروسيا مونشنجلادباخ وفولفسبورج. ويبدو أن المسؤولين عن هذه الأندية راضون عن هذه الحصيلة إذ أفصح مدرب فولفسبورج ديتر هيكينج في هذا الإطار بقوله "نحن راضون جدا بالمركز الخامس والتأهل إلى الدوري الأوروبي". وحتى زميله مدرب مونشنجلادباخ لوسيان لوفافر نوه بتأهل فريق الأمهار إلى المسابقة الأوروبية "قبل ثلاث سنوات كان جلادباخ ميتا مع فريق آخر. وبإمكاننا جميعا أن نشعر بالرضا".
ومن المنتظر أن تمثل أندية باير ليفركوزن (مرحلة التصفيات) وشالكه وبوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ خلال الموسم المقبل دوري البوندسليجا في منافسات دوري أبطال أوروبا.
فرق عريقة في صراع البقاء
لم يكن مفاجئا للكثيرين أن ينافس نادي إينتراخت براونشفايج، الذي خاض غمار البوندسليجا للمرة الأولى منذ عام 1985، من أجل تفادي البقاء. ولم يكن المتتبعون يتوقعون تعثر بعض الأندية العريقة في دوري البونسدليجا الألماني مثل فيردر بريمن (المركز 12 في نهاية الموسم) ونادي شتوتجارت، الذي ضمن البقاء في الجولة ما قبل الأخيرة محتلا بذلك المرتبة 15، فضلا على هامبورج أيضا. ولم يتمكن ممثل شمال ألمانيا الذي يعتبر من أعرق الأندية في دوري البوندسليجا من إيجاد إيقاعه خلال هذا الموسم، خاصة أنه فاز في سبع مباريات فقط بينما انهزم في 21 مواجهة. وكان المدرب تورستن فينك قد أقيل من منصبه بعد الجولة الخامسة ليخلفه بيرت فان مارفيك إلى غاية الجولة 21. وفي المباريات المتبقية قاد ميركو سلومكا الفريق لخوض المباراة الفاصلة ليتمكن بذلك من قطع نصف الطريق نحو ضمان البقاء. وكان قد أكد بعد اللقاء الأخير قائلا "كانت خطوة صغيرة، ومازال في انتظارنا الهدف الأكبر، وهو ضمان البقاء في دوري الأضواء".
وفي هذا النزال الحاسم سيواجه هامبورج نادي جرويتر فورث الذي حل ثالثا في دوري الدرجة الثانية.
نورنبيرج وأرقامه القياسية المحزنة
أنهى إينتراخت براونشفايج الموسم في المركز الأخير ليعود بعد عام واحد فقط إلى دوري الدرجة الثانية. فبعد نهاية الجولة الأخيرة كان المدرب تورستن ليبركنيشت محبطا إلا أنه ومع ذلك كان مسرورا بخوض تجربة التنافس في الدوري الممتاز حيث أوضح قائلا "نحن ناد ثابت جدا وتمكنا بإمكانيات قليلة من تحقيق إنجاز عظيم. إن خوض هذه التجربة هو أمر مميز للغاية".
ويرافقه إلى الدرجة الثانية نادي نورنبيرج الذي حط في المرتبة 17. وكان هذا النادي قد سجل رقمين قياسيين يحملان بكل تأكيد طابعا محزنا. للمرة الثامنة يرحل نرونبيرج عن الدوري الأول ليصبح بذلك الفريق الذي عاش هذه التجربة أكثر عدد من المرات. إلى ذلك، لم يستطع أبناء منطقة فرانكونيا تحقيق أي فوز في مرحلة الإياب (أحد عشر تعادلاً وست هزائم)، وهو ما لم يحدث في تاريخ البوندسليجا الذي يبلغ 51 سنة.
تألق الشباب واللعب النظيف
ستحتفظ الذاكرة بإنجاز نادي شالكه الذي اعتمد بشكل خاص هذا الموسم على اللاعبين الشباب. وبفضل الثقة التي وضعها في عناصره الشابة مثل ماكس ماير وكان أيهان ويوليان دراكسلر ومواهب واعدة أخرى مثل ليون جوريتزكا نجح الأزرق الملكي في ضمان المركز الثالث ومعه التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
إضافة إلى ذلك، أثبت آرون هانت لاعب فيردر بريمن أن روح اللعب النظيف يمكن أن تحتل مكانة هامة في عالم كرة القدم الاحترافية. ففي الجولة 24 انتقل نادي بريمن إلى مدينة نورنبيرج لخوض مباراة مهمة في الصراع من أجل ضمان البقاء. في الدقيقة 75 من اللقاء سقط كابتن فريق بريمن في منطقة الجزاء بيد أنه أشار على الفور لحكم المباراة بعدم وجود ركلة جزاء. فاز فريق بريمن بهذه المواجهة وتمكن بذلك من تفادي الهبوط، أما هانت فقد حظي بالإشادة والتنويه من الكثير من الجهات.
أرسل تعليقك