زيورخ - العرب اليوم
رغم كونها الدولة الأكبر في العالم غير المطلة على أي بحر، إلا أن كازاخستان لا تزال غامضة نسبياً في عالم كرة القدم. ومنذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي UEFA عام 2002، قبعت الدولة السوفيتية السابقة في المراكز الأخيرة من ترتيب دول القارة العجوز، دون أن يكون لها أية بصمة حقيقة على الساحة الدولية. إلا أن هذه الدولة نالت ما تستحقه في النهاية وحققت نقلة كبيرة نسبياً في إصدار أبريل/نيسان من تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي
أتى التقدم تسعة مراكز بشكل رئيسي نتيجة التعادل بهدف لمثله على ليتوانيا في لقاء ودي الشهر الماضي، وهو ما رفع كازاخستان إلى المركز 118 في قائمة الترتيب الدولي، لتتجاوز دولاً مثلا ليبيريا وناميبيا. وبذلك تقاسمت كازاخستان مع مولدوفا ثاني أفضل تقدم على مستوى القارة في شهر أبريل/نيسان، خلف اسكتلندا التي تقدمت 15 مركزاً لتحتل المرتبة 22 عالمياً. جدير بالذكر أن هذا هو أفضل ترتيب لكازاخستان منذ مارس/آذار 2008، وهو ما يعكس التطور الكروي المضطرد الذي حققته على مدى السنوات القليلة الماضية.
وبفضل النتائج الجيدة، حقق المدرب الروسي الجديد للكتيبة الكازاخستانية يوري كراسنوخان انطلاقة جيدة على رأس فريقه. وكان المدرب الحالي لناديي لوكوموتيف موسكو وتيريك جروزني قد تم تعيينه في منصبه الجديد في فبراير/شباط الماضي بديلاً عن المدرب التشيكي ميروسلاف بيرانيك، ليكون اللقاء الودي مع ليتوانيا أول مواجهة يقودها الفريق تحت إمرته. جرى اللقاء في مدينة أنطاليا الساحلية التركية وكان منتخب كازاخستان متأخراً بهدف في الدقيقة الخامسة من اللقاء عندما افتتح جيديميناس فيسيوس سجل المباراة من ركنية متقنة أرسلها زميله ميندياوجاس كالوناس. تسارع إيقاع اللقاء وتمكنت كتيبة كراسنوخان من معادلة النتيجة في الدقيقة 68 عبر لاعب خط الوسط ابن الاثنين والثلاثين عاماً نوربول زوماسكالييف من ضربة ساحقة.
الأيام الذهبية
بينما يعتبر التقدم الأخير أمراً إيجابياً في أعقاب الفشل في التأهل لكأس العالم البرازيل FIFA 2014، فإن هذه ليست المرة الأولى على الإطلاق التي تترك فيها البلاد بصمتها على سلم الترتيب العالمي. فقد استهلت كازاخستان سجلها في الترتيب العالمي بالمركز 153 عندما انضمت إلى FIFA عام 1994. وبعيد دخول عالم كرة القدم الدولية بشكل رسمي، لم تحقق البلاد الكثير وتراجعت لأسوأ ترتيب بتاريخها وكان ذلك إلى المركز 166 في مايو/أيار 1996.
انتفضت البلاد كروياً في السنة التالية وحققت تقدماً مذهلاً بأربع وثلاثين مرتبة في غضون شهرين بفضل أداء مشهود له في تصفيات كأس العالم فرنسا FIFA 1998 بين شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 1997. وقد حافظ أبناء كازاخستان على سجلهم خالياً من الهزائم ليتأهلوا من تصفيات مرحلة المجموعات التي ضمّت المنتخب العراقي المتمرّس وباكستان. ونتيجة لذلك حقق المنتخب تقدماً بـ25 مركزاً في نسخة يونيو/حزيران من الترتيب العالمي، قبل أن يمضي قدماً تسعة مراكز أخرى للمرتبة 122 في الشهر التالي.
ورغم إقصاء كازاخستان من جولة التصفيات التالية بعد ذلك بشهر، إلا أنها حققت عدداً من المفاجآت داخل رقعة التباري. أبرز تلك النتائج كانت التعادل مع منتخبات بعيار اليابان وكوريا الجنوبية وأوزباكستان بنتيجة واحدة هي 1-1، بينما سجلت ثلاثية نظيفة في شباك الإمارات. لذلك، لم يكن من المفاجئ أن الفريق استمرّ في التقدم على لائحة التصنيف وأنهى السنة بالمركز 107.
شهد العام التالي تراجع كازاخستان كروياً لتحتل المرتبة 120 في بداية سنة 2001. إلا أن تصفيات اليابان/كوريا 2002 وفّرت للبلاد فرصة لإعادة بناء سمعتها على المستوى القاري بحيث تجنبت تذوّق مرارة الهزيمة وتساوت بعدد النقاط مع العراق. ورغم الفشل في استكمال الحملة بسبب فارق الأهداف مع أبناء الرافدين، انعكس الأداء المشرف بالتقدم إلى المركز 98 في نهاية السنة، حيث أتى التعادل السلبي مع استونيا ليمنح نجوم البلاد تقدماً بثمانية مراكز.
جهود مستمرة
استمرّت كازاخستان بجهودها للتطوير في مجال اللعبة الجميلة منذ دخولها الأسرة الكروية الأوروبية قبل 12 عاماً. قدم المنتخب الأول أداء مشهوداً له تحت إمرة المدرب الهولندي أرنو بيبرز في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية UEFA 2008. فحصد الفريق انتصارين غير متوقعين بهدفين لهدف أمام صربيا وبهدف يتيم في أرمينيا، وتمكّن من إيقاع خصومه في فخ التعادل أربع مرات منها مرتين مع بلجيكا. وبعد الهزيمة المشرفة أمام العملاق البرتغالي 2-1، تقدم الفريق 12 مرتبة للمركز 110 في نوفمبر/تشرين الثاني 2007.
تعتبر تلك العلامات المضيئة أملاً بمستقبل مشرق يبدو المنتخب الكازاخستاني قادراً فعلاً على تحويله إلى حقيقة، وهو ما يشير إليه الرئيس السابق للاتحاد الوطني للعبة عادل بيك خاكسيبيكوف في مقابلة مع موقع FIFA.com تطرق فيها إلى تلك النسخة من تصفيات البطولة القارية: "قمنا بالخطوات الأولى. أظهر الفريق أنه اكتسب الخبرة ولديه الكثير من الإيمان بقدراته. أثبت المنتخب قدرته على مجاراة منتخبات من صنو البرتغال وصربيا وبلجيكا. ولهذا يمكن لنا أن نثق بالمستقبل."
أرسل تعليقك