رام الله ـ العرب اليوم
أكد نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أن السلطة الفلسطينية تدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة "بأي ثمن"، وذلك رحمةً بالشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة حرب مدمرة منذ شهور، مشدداً على أن هذه الأولوية يجب أن تكون فوق أي حسابات سياسية أو فصائلية. وجاءت تصريحاته في ظل انسداد الأفق السياسي وغياب التوافق الفلسطيني الداخلي، ووسط تعثر الجهود الدولية لإقرار هدنة دائمة، في وقت يواصل فيه المدنيون الفلسطينيون دفع الثمن الأكبر للصراع.
وأشار الشيخ إلى أن السلطة الفلسطينية، ورغم استفراد حركة حماس بملف المفاوضات حول غزة، لا تزال تحاول التواصل مع الحركة وتقديم النصيحة لها، مؤكداً على ضرورة أن تقوم حماس بمراجعة شاملة لسياستها وتحالفاتها، وإعادة تقييم رؤيتها السياسية بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية العامة.
وقال الشيخ في مقابلة إعلامية ، إن من المؤسف أن من يرفض عودة السلطة إلى غزة هما إسرائيل وحماس على حد سواء، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهرب من أي صفقة تهدف إلى إنهاء الحرب، في سبيل استكمال مشروعه السياسي القائم على تغييب أي شريك فلسطيني حقيقي.
وجدد الشيخ إصرار القيادة الفلسطينية على استعادة السلطة لقطاع غزة فور انتهاء الحرب، مشيراً إلى أن الشارع الفلسطيني لم يعد يتفاعل مع ما وصفها بـ"الشعارات" التي تطرحها حماس. كما وجه رسائل مباشرة إلى كل من خالد مشعل، رئيس حماس في الخارج، وخليل الحية، القيادي البارز في غزة، قائلاً إنه من الضروري أن يكون القرار الفلسطيني مستقلاً، نابعاً من إرادة الشعب الفلسطيني وليس من عواصم أخرى، داعياً إلى أن يكون الانتصار الحقيقي هو لفلسطين وليس لفصيل بعينه.
وكشف الشيخ أن حركة حماس وافقت على تشكيل مجلس وطني جديد وإجراء الانتخابات في جميع أماكن وجود الفلسطينيين، معتبراً أن لكل فلسطيني الحق في اختيار ممثليه، مشيراً إلى أن هذا تطور مهم يجب البناء عليه في إطار مشروع وطني شامل.
وفي سياق متصل، اتهم الشيخ إسرائيل بالسعي إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة احتلال القطاع، ضمن خطة أوسع لإلغاء الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مشروع "الحسم" الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية بدأ فعلياً في الضفة الغربية. وأكد أن العلاقات السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مقطوعة تماماً في هذه المرحلة.
وفيما يخص جهود السلام، شدد الشيخ على أن المملكة العربية السعودية تقود حراكاً دبلوماسياً عربياً مكثفاً لحماية حل الدولتين، وقد نجحت، على حد تعبيره، في حشد دعم غربي واسع لهذا الهدف. وأكد أن هناك تنسيقاً يومياً بين السلطة الفلسطينية والسعودية في هذا الإطار.
وفيما يتعلق بجهود التهدئة، قال الشيخ إن حركة حماس وافقت على مقترح تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف الحرب في غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، ما زالت تماطل وترفع سقف مطالبها بشكل يعقّد إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.
وخلص حسين الشيخ إلى القول إن ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم هو "نكبة أكبر من نكبة عام 1948"، معتبراً أن إسرائيل استغلت هجوم السابع من أكتوبر 2023 لتنفيذ مخطط قديم بإبادة الشعب الفلسطيني، وفق تعبيره، حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، في مقابل مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل في بداية الحرب، وفق الإحصاءات الرسمية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك