ناسا تكشف أدلة هي الأقوى حتى الآن على وجود حياة في تاريخ المريخ
آخر تحديث GMT12:49:14
 العرب اليوم -

ناسا تكشف أدلة هي الأقوى حتى الآن على وجود حياة في تاريخ المريخ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ناسا تكشف أدلة هي الأقوى حتى الآن على وجود حياة في تاريخ المريخ

وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"
واشنطن ـ العرب اليوم

لم يعد السؤال حول إمكانية وجود حياة سابقة على المريخ مجرد خيال علمي، بل أصبح موضوعًا علميًا تتكشف فصوله يومًا بعد يوم مع استمرار مهمة المركبة الجوالة "بيرسيفيرانس".

ففي أحدث ما أعلنته وكالة "ناسا"، اكتشفت المركبة صخورًا طينية داخل فوهة جيزيرو مزينة ببقع لافتة تشبه بذور الخشخاش أو جلد النمر، أثارت اهتمام العلماء ودفعتهم لطرح فرضيات جديدة حول الماضي الغامض للكوكب الأحمر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

فهذه البقع ليست مجرد أنماط بصرية جميلة، بل تحتوي على معادن نادرة مثل "فيفيانايت" و"جريغايت"، التي تُعرف على الأرض بارتباطها بالكائنات الحية القديمة.

كما يعتقد الباحثون أن وجود مثل هذه المعادن قد يكون مؤشرًا على نشاط ميكروبي سابق، وهو ما يجعل هذا الاكتشاف من أكثر الأدلة إقناعًا حتى الآن على إمكانية أن المريخ كان يومًا ما مأهولًا بالكائنات الدقيقة.

ففوهة جيزيرو، التي اختارتها "ناسا" كنقطة هبوط لمركبتها عام 2021، كانت قبل نحو 3.5 مليار سنة بحيرة واسعة تغذيها الأنهار. وتشكل هذه البيئة المائية القديمة موقعا مثاليا لتراكم الطين والرواسب، ما يجعلها أفضل مكان للبحث عن آثار للحياة.

وقد أظهرت الدراسات الأولية أن الصخور الطينية التي رصدتها "بيرسيفيرانس" لم تتعرض لحرارة عالية أو ضغط شديد يغير طبيعتها، ما يعني أنها ربما حافظت على مكوناتها الأصلية، بما فيها بصمات كيميائية قديمة يمكن أن تحمل أدلة على وجود ميكروبات.

أما السر في هذه الصخور فيكمن في تكوينها المعدني. على الأرض، غالبًا ما يرتبط ظهور معادن مثل "الفيفيانايت" بوجود بيئات غنية بالمياه وقليلة الأكسجين، وهي ظروف مثالية لنمو البكتيريا. أما "جريغايت" فهو نوع من كبريتيد الحديد الذي يمكن أن يتشكل من خلال نشاط بيولوجي.

ولعل هذه الخصائص جعلت العلماء يتساءلون: هل يمكن أن تكون البقع المعدنية التي تراها "بيرسيفيرانس" هي في الواقع آثارًا مباشرة لميكروبات عاشت هناك منذ مليارات السنين؟

رغم هذه الاحتمالات المثيرة، يؤكد الخبراء أن النتائج الحالية لا تعني إعلانًا رسميًا عن اكتشاف حياة على المريخ. فالمعادن نفسها قد تتشكل بطرق غير حيوية عبر تفاعلات جيولوجية طبيعية. ومع ذلك، فإن الطريقة التي توزعت بها هذه المعادن، والظروف الجيولوجية المحيطة بها، تجعل من الصعب تجاهل الفرضية البيولوجية.

كما يوضحون أن الحسم في هذه القضية لن يتحقق إلا بعد إعادة العينات إلى الأرض، وهو ما تخطط له "ناسا" بالتعاون مع "وكالة الفضاء الأوروبية" في مهمة معقدة لجلب الصخور إلى المختبرات بحلول ثلاثينيات هذا القرن.

وإذا تبيّن بالفعل أن هذه المعادن نشأت من نشاط ميكروبي، فسيكون ذلك أول دليل مباشر على أن الحياة لم تكن حكرًا على الأرض. وسيعيد ذلك صياغة تصورنا عن الكون، إذ سيثبت أن الحياة يمكن أن تنشأ في أكثر من بيئة داخل مجموعتنا الشمسية، وربما في أماكن أخرى أبعد.

هذا ويصف العلماء هذا النوع من الاكتشافات بأنه بمثابة "أحجية كونية"، حيث يُضاف كل دليل صغير إلى الصورة الكبرى التي نحاول رسمها عن ماضي المريخ. وحتى الآن، تبدو فوهة جيزيرو كأنها كتاب مفتوح، كل صفحة فيه تحمل أسرارًا قد تغير فهمنا لتاريخ الحياة نفسها.

لكن إلى حين وصول العينات إلى الأرض، سيواصل العلماء تحليل الصور والبيانات التي تبعث بها "بيرسيفيرانس" يوميًا. هذه البيانات لا تُبقي الأمل قائمًا فحسب، بل تشعل خيال الباحثين حول إمكانيات أخرى، مثل البحث عن دلائل الحياة في أماكن مختلفة من الكوكب، أو حتى في أقمار مثل "أوروبا" التابع للمشتري و"إنسيلادوس" التابع لزحل.

وهكذا، يتحول المريخ يومًا بعد يوم من كوكب جاف وبارد إلى مسرح علمي حي، يفتح أبوابه لأسئلة أكبر بكثير: إذا وُجدت حياة هناك، فهل يمكن أن توجد في أماكن أخرى؟ وهل نحن حقًا وحدنا في هذا الكون الواسع؟

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وكالة ناسا تُشارك صورة مذهلة لهالات جليدية حول الشمس

وكالة ناسا تفقد الاتصال بمسبار محطم للأرقام القياسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناسا تكشف أدلة هي الأقوى حتى الآن على وجود حياة في تاريخ المريخ ناسا تكشف أدلة هي الأقوى حتى الآن على وجود حياة في تاريخ المريخ



الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 09:51 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

البرازيل: دور متصاعد على صعيد الطاقة العالمي

GMT 15:44 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

أزمة النووي الإيراني.. أي مسار سنشهد؟‎

GMT 17:42 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إلغاء 100 رحلة جوية بعد إضراب في "إير فرانس"

GMT 17:14 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

جاريث بيل يشارك في ودية بعد عامين من اعتزاله

GMT 21:52 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

7 علامات يومية تنذر بنوبة قلبية

GMT 17:16 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

تعادل سلبي بين مصر وبوركينا فاسو في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab