فيروز أيقونة تجمع الأناقة بالتراث وتحوّل الأزياء إلى لغة مسرحية خالدة
آخر تحديث GMT14:14:40
 العرب اليوم -

فيروز أيقونة تجمع الأناقة بالتراث وتحوّل الأزياء إلى لغة مسرحية خالدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فيروز أيقونة تجمع الأناقة بالتراث وتحوّل الأزياء إلى لغة مسرحية خالدة

الفنانة اللبنانية فيروز
بيروت ـ العرب اليوم

في عالم لا يتوقّف عن تغيّر اتجاهاته الفنية والموضوية، تبقى فيروز ثابتة كنجمة لا يخبو بريقها. فهي ليست مجرد صوت يعبر الزمن، بل حضور بصري له هويته الخاصة التي صاغتها بعناية عبر اختياراتها الأنيقة وإطلالاتها الشرقية الفريدة. استطاعت فيروز أن تجعل من أزيائها جزءًا من حكايتها الفنية، وأن تقدّم على المسرح صورة متكاملة تمتزج فيها الأصالة بالجمال والرصانة بالحداثة، لتصنع إرثًا بصريًا لا يقل قيمة عن إرثها الموسيقي العريق.

وتتفرّد السيدة فيروز بمكانة استثنائية في عالم الفن، فهي ليست فقط الصوت الخالد الذي عبر حدود البلدان والأجيال، بل أيضًا رمز للأناقة والهوية الثقافية اللبنانية. على مدى عقود طويلة من حضورها المسرحي، استطاعت أن توظّف الأزياء كجزء أساسي من هويتها الفنية، فتتحوّل كل إطلالة لها إلى عمل فني يحمل بصمة من التراث وروح الشرق. فمنذ بداياتها في أربعينات القرن الماضي، كان ذوقها يتقدّم بخطوات ثابتة نحو تشكيل أسلوب خاص، يمزج بين البساطة والرقي، وبين الأصالة واللمسات العصرية الراقية.

من بين الإطلالات التي لا تُنسى في مسيرة فيروز ظهورها عام 1979 بعباءة شرقية مضلّعة تتزيّن بخطوط ذهبية لامعة. جاء التصميم الفضفاض والحزام الرفيع حول الخصر ليعكس قدرة السيدة فيروز على الدمج بين الأناقة الشرقية والحضور المسرحي اللافت. وقد أضافت الإكسسوارات التي ارتدتها وقتها لمسة بوهيمية ناعمة أكملت هذا المظهر المتميز.

وفي التسعينيات، عادت فيروز لتؤكد ثبات ذوقها الفني حين ظهرت بفستان أسود مرصع بحبات الترتر اللامعة. كان الفستان مستوحى من العباءات التقليدية ويتألف من طبقتين، الأولى مرصعة بالخرز الذهبي وتبرز منطقة الخصر، والثانية مطرزة بأطراف لامعة تضيف فخامة إلى الإطلالة. واعتمدت السيدة فيروز على وضع الفولار على شعرها، وهو تفصيل يعكس الوقار والأناقة الهادئة التي عُرفت بها دائمًا.

وفي ظهور نادر عام 2020، خطفت فيروز الأنظار خلال لقائها برئيس فرنسا، حين ارتدت عباءة سوداء تحمل توقيعًا عالميًا لمصمم لبناني مرموق. جاء التطريز الذهبي على شكل نجوم متناثرة ليمنح العباءة هالة من السحر والرقي، فيما أضاف الوشاح الأسود الذي غطّى شعرها لمسة من البساطة التي لطالما ميّزت حضورها.

كما حمل عام 2003 واحدة من الإطلالات الشرقية الأيقونية للسيدة فيروز عندما ارتدت عباءة سوداء ذات طبقتين، جاءت الطبقة العلوية منها على شكل كاب مطرز بزخارف ذهبية دقيقة. جسّدت هذه الإطلالة تمسكها بالتراث وذوقها الأنثوي الرفيع، وخلدت صورتها كرمز للحشمة والجمال الراقي.

وفي العديد من حفلاتها، كان الشال المطرز جزءًا لا يتجزأ من هويتها البصرية، إذ ظهر معها في مهرجانات عدة، منها ظهورها بفستان لؤلؤي خلال حفلة أقيمت في دبي عام 2002، مع شال أنيق ينسدل على كتفيها ويبرز جمال تفاصيل الفستان. وفي تونس عام 1998، ارتدت فستانًا بنفسجيًا تراثيًا تتلألأ عليه الأحجار اللامعة، وتزينه لمسة الشال على الشعر التي تحولت إلى رمز من رموز شخصيتها الفنية.

ولطالما كانت أزياءها المسرحية جزءًا أساسياً من أعمالها، خصوصًا في المسرحيات التي حملت توقيع الرحابنة. ففي المسرحية الشهيرة "بترا"، ظهرت فيروز بأزياء ملكية مهيبة استوحت ألوانها وتصاميمها من التراث العربي القديم. اعتمدت الفساتين الطويلة المزينة بالخرز والأحزمة المطرزة لتجسيد دور الملكة التي تقود العمل، فكانت إطلالاتها جزءًا من الهوية البصرية المميزة للمسرحية.

إن خيارات فيروز للأزياء لم تكن يومًا مجرد انعكاس لذوق شخصي، بل كانت تعبيرًا عن اعتزازها بجذورها وبالأسلوب المشرقي الذي حافظت عليه رغم تغير الزمن. وقد تأثر أسلوبها بشكل ملحوظ بفكر الأخوين الرحباني اللذين حرصا على أن تعكس ملابسها جمال الهوية اللبنانية على المسرح، فظهرت في كل مرة بصورة تمثل الشرق بروحه الأصيلة.

على مدى سنوات، تحوّلت إطلالات فيروز إلى مرجع للمصممين العرب، الذين وجدوا فيها مصدر إلهام يعبّر عن الأناقة الهادئة والقوة الناعمة. وباتت أزياؤها جزءًا من الذاكرة الثقافية، يتناقلها الجمهور وتستعيدها الأجيال الجديدة كرمز للجمال والهوية.
لقد أثبتت فيروز أن الأناقة لا تحتاج إلى مبالغة، بل إلى حضور أصيل ينسجم مع الروح. ومع كل عباءة مطرزة وكل شال ينسدل بخفّة على كتفيها، صنعت "جارة القمر" إرثًا بصريًا يرافق إرثها الغنائي، لتبقى رمزًا للأناقة المتفردة التي تعبر الزمن وتلهم الأجيال.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

فيديو نادر وعفوي لـ فيروز وهي تضحك يتصدر اهتمام الجمهور

جمهور زياد الرحباني يتجمع أمام المستشفى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروز أيقونة تجمع الأناقة بالتراث وتحوّل الأزياء إلى لغة مسرحية خالدة فيروز أيقونة تجمع الأناقة بالتراث وتحوّل الأزياء إلى لغة مسرحية خالدة



ليلى علوي تخطف الأنظار بإطلالة راقية في ختام مهرجان القاهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:18 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيباني يوضح كيفية حل العقدة الروسية قبل سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - الشيباني يوضح كيفية حل العقدة الروسية قبل سقوط نظام الأسد

GMT 06:51 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور
 العرب اليوم - قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور

GMT 23:17 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي
 العرب اليوم - غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي

GMT 08:32 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مذكرات هاشم فؤاد!

GMT 08:21 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

في اليوم العالمي للفلسفة: في البدء كانت الحكمة!

GMT 19:39 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تهديدات قانونية محتملة تطال بيل وهيلاري كلينتون

GMT 08:13 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وقرر مجلس الأمن

GMT 08:17 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يواصل انخفاضه وسط آمال تحقيق السلام في أوكرانيا

GMT 08:24 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا مَنّ في مجلس الأمن ولا سلوى... ولكن

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

GMT 15:46 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية جديدة لاستكشاف الفضاء

GMT 05:46 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صبحي يغادر مستشفى 6 أكتوبر بعد تحسن حالته الصحية

GMT 14:25 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظر الحجاب في مدارس كوسوفو

GMT 06:51 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور

GMT 14:05 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة العدو الإسرائيلي إلى 69,546 شهيدًا 170,833 جريحا

GMT 14:07 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 4 في غزة وسط شكوك حول وقف إطلاق النار

GMT 14:16 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أجزاء من باريس

GMT 14:33 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطلق أداة بحث علمي جديدة بالذكاء الاصطناعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab