الرياض ـ العرب اليوم
لم تعد الفساتين في عالم الموضة الحديثة مجرّد قطعة أنيقة تعتمد على القصّات المعاصرة أو الأقمشة الفاخرة، بل تحوّلت إلى وسيلة تعبّر بها المرأة عن هويتها الثقافية وتُبرز من خلالها انتماءها إلى الجذور. وفي زمن يتّجه فيه الكثيرون نحو البساطة العالمية والتكرار النمطي، برزت اتجاهات مضادة تعبّر عن العودة إلى الذات، من خلال فساتين تحتفي بالتراث وتدمج بين الفخامة الشرقية والحداثة المدروسة. النجمات اليوم، في مناسباتهن الكبرى، يخترن أزياء لا تروي فقط حكاية أناقة، بل تنسج على أجسادهنّ قصصاً من الأصالة والروح الشرقية العريقة، كما شاهدنا في إطلالات متنوعة مؤخرًا تنبض بالتراث من مهرجانات فنية واحتفالات وطنية.
النجمة السورية ديما قندلفت، خلال حضورها مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في الجزائر، اختارت فستانًا أسودًا مترفًا يزدان بتطريزات ذهبية مستوحاة من الزخارف التقليدية الجزائرية، في تصميم أعاد تقديم الحرفية اليدوية برؤية مسرحية آسرة. وبدت الإطلالة أكثر تكاملًا مع إضافة الأكسسوارات ذات الطابع التراثي، من الأساور الذهبية العريضة إلى تسريحة الشعر المرفوعة مع قطعة الرأس التي عززت من الدراما الشرقية وحضورها اللافت.
أما النجمة المصرية حنان مطاوع، فأثبتت أن البساطة قادرة على نقل رسالة ثقافية قوية، حيث اختارت في مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة بالمغرب فستانًا أبيض فضفاضًا بتصميم هادئ حمل توقيع محمد نور. لكن الأهم كان الأكسسوار الكبير عند الصدر، بلونيه الذهبي والأزرق، المستوحى من الزخارف المغربية، والذي حوّل الفستان من بسيط إلى إطلالة شرقية تحتفي بسحر المكان وروح المناسبة.
الفنانة أميمة طالب بدورها جذبت الأنظار خلال مشاركتها في حفل أهالي منطقة جازان بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ95، من خلال زي نجدي أصيل أعاد إلى الأذهان عبق التاريخ والتراث. تصميم فستانها حمل توقيع الدكتورة ليلى البسام، فبرز الفستان الداخلي الأحمر تحت عباءة سوداء مطرزة بخيوط ذهبية مستوحاة من نقوش نجد القديمة، مع وشاح طويل بتفاصيل دقيقة، لتُجسّد من خلاله مشهداً غنيًا يليق بالاحتفال ويعكس قيمة الأزياء السعودية كرمز للهوية والانتماء.
من جانبها، اختارت الإعلامية السعودية خيرية أبو لبن أن تقدّم التراث بأسلوب معاصر يعكس المرأة السعودية الحديثة، حيث أطلت بتصميم من المصممة أسماء باقادر، جمع بين فستان أزرق ملكي وعباءة صفراء بزخارف هندسية تقليدية. التناغم بين الألوان والتفاصيل منح الإطلالة جرأة أنيقة، ورسالة واضحة بأن التراث يمكن أن يكون حاضرًا في صيغة موضة مواكبة للعصر، دون أن يفقد روحه الأصيلة.
وفي إطلالة شرقية آسرة تفيض فخامة، سحرت الفنانة الإماراتية أريام الأنظار في ظهورها الأخير في أبو ظبي، مرتديةً فستانًا استثنائيًا من توقيع Garami Signature. التصميم جاء تجسيدًا راقيًا للهوية الخليجية، حيث اختير قماش أبيض ناصع كقاعدة غنية للتطريزات التي زيّنته، والمُنفذة بخيوط ذهبية وفضية في نقوش تقليدية تضج بالحياة والتفاصيل. الفستان الطويل تميّز بأكمام واسعة من الشيفون وذيل خفيف ينسدل بتطريزات متقنة، مانحًا الإطلالة بعدًا ملكيًا لا يُغفل.
ولم تكتفِ أريام بالتفاصيل البصرية للفستان وحده، بل أكملت إطلالتها بمجوهرات تقليدية ضخمة عكست فخامة المظهر وحملت في تفاصيلها روح المناسبات الشرقية الكبرى. العقد الذهبي العريض، الذي غطى منطقة الصدر، والأقراط المتدلية المصممة بأسلوب تقليدي، أضفيا بعدًا بصريًا غنيًا يعكس عظمة الأزياء الخليجية عندما تُقدّم بلمسة احترافية تجمع بين الحداثة والوفاء للتراث.
الفساتين ذات الطابع التراثي لم تعد حكرًا على مناسبات محددة، بل باتت خيارًا واعيًا للمرأة التي تريد التعبير عن جذورها من خلال الموضة. في المناسبات الوطنية، كما في المهرجانات الثقافية، وحتى في الحفلات الخاصة، تقدم هذه التصاميم وسيلة راقية للتماهي مع الهوية. إنها ليست فقط قطعًا تُلبَس، بل سرديات تحمل عبق التاريخ وروح الحرفة، وتقدّم رسالة صامتة ولكنها مؤثرة، عن الجمال الذي لا يشيخ، لأنه مشبع بالأصالة والانتماء.
وهكذا، تثبت النجمات بأن الموضة يمكن أن تكون أكثر من مجرد توجه جمالي، بل وسيلة لتكريم الثقافة والانتماء من خلال خيارات مدروسة تتحدث بلغة الشرق وتخاطب الحس المعاصر في آنٍ معًا.
قد يهمك أيضــــاً:
نصائح لتنسيق الفساتين القصيرة لإطلالة تُحاكي الأميرات
الفساتين المزخرفة أبرز اتجاهات أسبوع الموضة في ميلانو لربيع وصيف 2025
أرسل تعليقك